الكوبيون من أصل صيني في هافانا يعيدون فتح دار للطباعة وينشرون صحيفة قديمة

صار حلم طال انتظاره حقيقة يوم الأربعاء أمام أعين الكوبيين من أصل صيني حيث أعيد فتح دار الطباعة في الحي الصيني بهافانا لتبدأ في نشر الصحيفة المجتمعية ((كونغ واه بو)).

وفي إطار الأحداث الثقافية التي تقام بمناسبة الاحتفال الذكرى السبعين بعد المائة لقدوم أول صيني إلى الجزيرة، عادت الماكينات التي يعود تاريخها إلى القرن الـ19 إلى الحياة بعدما خضعت لثلاثة أشهر من الإصلاحات .

وأكبرها ماكينة أمريكية من النوع "دوبلكس" جُلبت إلى كوبا في عام 1848، وهي أحد أقدم ماكينات الطباعة التي لا تزال قيد الاستخدام في العالم ومازالت قادرة على طباعة الصحف والكتب.

إن إمتلاك هذه الآلة وغيرها من آلات الطباعة في العمل لا يفيد دار الطباعة المجددة حديثا فحسب، وإنما يمنح أيضا شعورا بالفخر داخل الحي الصيني في هافانا.

"مجتمعنا لديه تقليد يتعلق بالمنشورات، ودار الطباعة هذه أغلقت منذ أكثر من خمس سنوات. وإنه لتعهد قطعه الكوبيون من أصل صيني على أنفسهم بفتحها مرة أخرى ونشر صحيفتنا"، هكذا قالت تيريزا لي مديرة دار التقاليد الصينية في هافانا لوكالة أنباء ((شينخوا)).

وكانت صحيفة ((كونغ واه بو))، وهي الصحيفة الوحيدة من نوعها في الجزيرة، قبل إغلاقها طوال السنوات الخمس الماضية، وسيلة قوية لنشر الأخبار عن أنشطة الكوبيين من أصل صيني في الجزيرة.

وأشارت لي إلى أن "صحيفة كونغ واه بو تظهر الحياة اليومية لمجتمعنا وأحداثه والمعلومات العامة عن الصينيين في كوبا".

جدير بالذكر أن هذه المطبوعة تأسست في عام 1944 وفي سبتمبر 1987 انتقلت إدارتها إلى المركز الرئيسي للكوبيين من أصل صيني في هذا البلد الكاريبي.

ومن جانبه، ذكر بيدرو كريتش مدير دار الطباعة لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن "إعادة فتح دار الطباعة الصينية لا يتعلق فقط بإنقاذ الصحيفة، وإنما يمنح أيضا الكوبيين من أصل صيني منصة لنشر ثقافتهم ويكون لهم تأثير جديد في كوبا".

فعملية إعادة تأهيل الماكينات شكلت تحديا للخبراء، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الحاجة إلى العثور على قطع غيار نادرة لإعادة تشغيل المطبعة العتيقة هذه. ونظرا لتلك التكنولوجيا التي عفا عليها الزمن، اضطر الحرفيون أيضا إلى تحديث تقنيات طباعة كانت تستخدم منذ عقود.

وقال كريتش "نحن لم نعد نستخدم الطباعة التقليدية القائمة على الرصاص حيث تم حظرها وعفا عليها الزمن تماما. ونحن نعمل الآن بتقنية البوليمر التي تسمح لنا بجعل الطباعة جديدة".

وتعتزم السلطات في الحى الصيني طباعة الصحيفة ((كونغ واه بو)) على أساس شهري وتوزيعها في جميع مقاطعات البلاد حيث يتواجد كوبيون من أصل صيني.

وستنشر الصحيفة في صورة مطبوعة من أربع صفحات، ثلاث منها باللغة الصينية الفصحي والأخرى باللغة الأسبانية، مع طباعة حوالي 600 نسخة.

وبالإضافة إلى ذلك، ترغب المؤسسات والمجتمعات في الحى الصيني في طباعة مطبوعات أخرى تظهر وجود الصينيين في كوبا.