في الصورة الأرشيفية، يحظى الطب الصيني التقليدي بحب وتقدير شعبي في جنوب افريقيا. |
جوهانسبرغ أول يونيو 2017 / من المتوقع الإرتقاء بالعلاقات بين الصين وجنوب إفريقيا إلى آفاق جديدة مع زيادة التبادلات الثقافية والشعبية بين الدولتين العضوتين بمجموعة بريكس.
واستشهد لوكاس باندا، الخبير المتخصص في العلاقات الدولية بجامعة ميدراند، بقطاع السياحة باعتباره البقعة الأشد إشراقا في هذا الاتجاه.
وقال باندا لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "الوافدين الصينيين سجلوا زيادة نسبتها 93 في المائة في عام 2016".
فقد زاد عدد السائحين الصينيين إلى جنوب إفريقيا بواقع 56 في المائة خلال الفترة من يناير إلى أكتوبر من عام 2016 مقارنة بالعام السابق له، هكذا أظهرت البيانات الواردة من معهد بحوث السياحة بجنوب إفريقيا.
وأضاف أن "التعاون بين الصين وجنوب إفريقيا من المتوقع أن يشهد دفعة قوية هذا العام بفضل الاتفاقية الثنائية"، مشيرا إلى آلية التبادلات الشعبية الثنائية رفيعة المستوى التي أطلقت في إبريل.
وفيما كان يلقى كلمة أمام المؤتمر الذي عقد في إبريل وأطلق هذه الآلية، أعرب وزير الثقافة بجنوب إفريقيا ماثي مثيثوا عن اعتقاده بأن هذه الآلية ستعمل على توطيد العلاقات بين جنوب إفريقيا والصين.
وقال الوزير إن "الفنون والثقافة والتراث تمنحنا فرصة لمعرفة نظرة الآخر للعالم ونظمه العقائدية وأسلوب حياة الآخرين، وهي مسألة تمثل جزءا حاسما في خلق عالم أفضل للجميع".
ويتوقع تيموثي دروري، الخبير المستقل في العلاقات الدولية، أن تساعد آلية التبادلات الشعبية في تعميق الفهم المتبادل وكذا التعاون الثنائي في قطاعات مثل العلوم، والتكنولوجيا، والثقافة، والتعليم، والصحة، والرياضة، والسياحة.
وفي عينيه، ستعطى آلية التبادل أيضا "قوة دفع مثالية لتعزيز التجارة الثنائية"، ومن المتوقع أن تجذب- باعتبارها نمطا جديدا من التبادلات التي تحمل في طياتها جهودا حكومية وغير حكومية - المنظمات على مختلف المستويات.
وأضاف دروري أن "جنوب إفريقيا أطلقت مؤخرا دورات تدريب على اللغة الصينية الفحصى في المدارس لمساعدة العلاقات الثنائية ودفعها. ويعد هذا التواصل أمرا حيويا في التبادلات الثقافية".
وتعد جنوب إفريقيا، حيث يوجد العديد من عشاق فنون الدفاع عن النفس الصينية وأوبرا بكين، من بين الدول الإفريقية القليلة التي تقوم بتضمين تدريس اللغة الصينية في مناهج تعليمها الوطني.
ودعا سيفاماندلا زوندي المحاضر بجامعة بريتوريا إلى بذل مزيد من الجهود للاستفادة من الإمكانات الكامنة في تطوير التبادلات الشعبية بين جنوب إفريقيا والصين.
وقال زوندي "هناك إمكانات لدفع هذه (العلاقات الشعبية) إلى مستوى أعلى بالاستعانة بالعديد من المبادرات".
فعلي سبيل المثال، ثمة ضرورة إلى تحسين التفاعلات بين المنظمات غير الحكومية والمنظمات المجتمعية والمجموعات الثقافية والمدارس والفرق الموسيقية لدى البلدين، على حد قول زوندي.
ولفت إلى أنه بالإضافة إلى هذا "ينبغي أن تكون هناك برامج ومبادرات تقرب بين الشعوب. وهذا سيمكن من الوصول إلى الثقافات وأساليب المعيشة الاجتماعية والفرص الاقتصادية المختلفة حيث يتفاعلون ويحققون التضامن مع بعضهم البعض وينهلون من المعرفة".
وقال زوندي إن آلية التبادلات الشعبية رفيعة المستوى التي أقيمت بين جنوب إفريقيا والصين يمكنها المساعدة في هذا الصدد.