سيتم اليوم 31 مايو، إفتتاح خط السكك الحديدية مومباسا- نيروبي الرابط بين العاصمة الكينية نيروبي وميناء مومباسا، أكبر ميناء في شرق إفريقيا، ويبلغ طول هذا الخط 472 كم. وسيشهد حفل الإفتتاح حضور عضو مجلس الدولة وانغ يونغ، والرئيس الكيني أوهورو كينياتا.
بلغت قيمة إستثمار خط مومباسا-نيروبي 3.8 مليار دولار، ويطلع عليه إسم "سكة حديد القرن". وهو أضخم مشروع إنشائي تنجزه كينيا منذ الإستقلال. وأول خط سكك حديدية خارج الصين يعتمد المعايير الصينية بشكل كامل.
وقام هذا الخط بإعادة إنشاء الخط القديم الذي أنجزته بريطانيا قبل 100 سنة بعرض متر واحد. ويعبر هذا تضاريس طبيعية معقدة. وكانت بي بي سي البريطانية قد شككت في قدرة الشركات الصينية على إنجاز هذ المشروع.
لكن المجموعة الصينية للطرقات والجسور التي أشرفت على إنشاء هذه السكة، كذبت كل تلك الشكوك، وأنهت المشروع قبل نصف سنة من الموعد المحدد. ووفقا للإتفاقية، ستتكفل المجموعة الصينية بإدارة وصيانة هذا الخط خلال السنوات الخمس الأولى.
تبلغ المسافة بين مومباسا والعاصمة الكينية نيروبي حوالي 400 كم، وتتراوح مدة الرحلة البرية من 10 إلى 12 ساعة. وإلى جانب غلاء أسعار التذاكر للطيران المدني، تعد السيارة وسيلة التنقل الأهم بين هاتين المدينتين. وعادة ما تشهد الطريق السريعة بين المدينتين زحاما شديدا بسبب الشاحنات الكبيرة.
وفي عام 2011 قامت المجموعة الصينية للطرقات والجسور بإمضاء مذكرة تفاهم مع الحكومة الكينية. وبمقتضاها قامت الشركة الصينية ببناء سكة مومباسا-نيروبي، لتصبح أول سكة حديد بعرض 1.435 متر في تاريخ كينيا. وتصل سرعة القطار إلى 120 كم\الساعة، بالنسبة لعربات نقل الركاب، و80كم\الساعة بالنسبة لعربات نقل البضائع. وسيمكن هذا الخط كينيا من تخفيض 40% من كلفة شحن البضائع بين المدينتين، كما سيختصر الخط مدة الرحلة من أكثر من 10 ساعات إلى 4 ساعات فقط.
وقالت إذاعة فرنسا الدولية أن الحكومة الكينية تتوقع بأن يسهم الخط الحديدي الجديد في زيادة نمو الناتج الإجمالي الكيني بـ 1.5% سنويا. كما سيوفر هذا المشروع أكثر من 30 ألف فرصة عمل، إلى جانب تكوين الكفاءات التقنية الخاصة التي تحتاجها كينيا في مجال السكك الحديدية. في هذا السياق، يشير المدير العام لمشروع خط السكك الحديدية مومباسا- نيروبي، إلى أن عدد التقنيين الصينيين العاملين في هذا المشروع يبلغ 2678 عامل، وهم يمثلون 1\10 من العمال الكينيين. من جهة أخرى، نجح هذا المشروع في تكوين عدد كبير من التقنيين الكينيين، بما في ذلك سائقات العربات.
وذكرت موقع بروكيرالا بأن سائقة القطار الكينية كونسيليا ستقود عربة الإفتتاح، التي سيركبها الرئيس الكيني وعدة مسؤولين حكوميين.
يشق خط مومباسا-نيروبي تضاريس برية معقدة. وتعرف كينيا بحياتها البرية الفريدة، وتمثل الحيوانات المتوحشة المنتشرة في المساحات التي يعبرها القطار خطرا على الإنسان. هذا إلى جانب رطوبة الطقس وغيرها من المشاكل الأخرى التي تمثل خطرا على العاملين في المشروع.
لكن الشركة الصينية التي أنجزت هذا المشروع، أخذت في إعتبارها كل العوامل الطبيعية والمناخية، للتغلب على مختلف المصاعب. قبل ذلك قالت صحيفة الشعب، بأن الشركة المتعهدة بالمشروع قد بنت جسورا كبيرة وممرات أرضية لتسهيل هجرة وتنقل الحيوانات البرية.
المعايير الصينية لم تستعمل في السكك والعربات فقط، بل ان مختلف تجهيزات القطار قد صممت وفقا للمعايير الصينية أيضا. ولضمان سلامة الركاب تم تزويد العربات بتجهيزات للتعامل مع التضاريس البيئية وحماية الحيوانات البرية.
في ذات السياق، قال موقع توكو(Tuko) أن الخط الحديدي يضم 98 جسرا، يصل إرتفاع أعلاها إلى نحو 43 مترا وأطولها إلى 215 مترا.
ووفقا للمخطط طويل المدى، سيصل هذا الخط الحديدي في مراحله القادمة إلى كينيا، تنزانيا، اوغندا، رواندا، بورندي وجنوب السودان وغيرها من 6 دول. ومن المتوقع أن يبلغ الطول الإجمالي بعد إنهائه 2700 كم، ليصبح العصب الرئيسي للمواصلات في شرق إفريقيا.