الحزام والطريق: رؤية عظيمة أم أهداف مستترة

بكين 12 مايو 2017 / هل تعتبر مبادرة الحزام والطريق رؤية عظيمة لشبكة دولية للتجارة والبنية التحتية؟ أم أنها مشروع مستتر وذاتي تستهدف الصين من ورائه إفراغ ما لديها من قدرة فائضة ضخمة؟

إن أي مبادرة أو مقترح جديد سيواجه الانتقاد ، وبالنسبة لمبادرة الحزام والطريق، فإن أولئك الذين سيخطئون في توقعاتهم وتشاؤمهم من أهداف المبادرة، سيجدون لاحقا أن لامبالاتهم لا أساس لها من الصحة، وأن مخاوفهم كانت في غير محلها.

ليس سرا بأن الصين تواجه صعوبات في مجال زيادة القدرة الصناعية، وكذلك بالنسبة لعدد من مشاريع الحزام والطريق، بما يشمل متعهدين ومزودين. واستخدام هذه الروابط غير المتطورة لتشويه سمعة المبادرة يعتبر في حد ذاته كلاما يقول الكثير عن عدم ملائمة أولئك المراقبين للاعتراف بالمنافع الكبيرة لتلك المشاريع.

وفوق كل ذلك، فإن مبادرة الحزام والطريق تقوم على أساس التعاون، ومن أجل التعاون للعمل، يتوجب أن تتم الموافقة على قواعد السوق وليس إملائها .

يجب على الشركات أن تتنافس في ميادين عملها عندما تتقدم للحصول على مناقصات المشاريع والعقود، وفوق كل هذا، يجب مراجعة وتقييم المقترحات المقدمة حول مزاياها ، والقيمة التي ستضيفها للاقتصاد المحلي والمجتمع.

وفيما تمتلك الصين العديد من المنتجات والكثير من الخبرة المطلوبة لمثل هذه المشاريع، فإن السوق في النهاية وليس الصين هي من ستقول كلمتها النهائية حول الاستمرارية أم لا .

وعلى الرغم من فائض القدرة، فإن الصين تعي اعتراف العالم ببراعتها في ميادين الصناعات التحويلية وبناء البنى التحتية، والتي باتت أدوات إثبات لتحفيز التقدم التنموي .

وفي الحقيقة، فإن العديد من الشركات الصينية المنخرطة في مشاريع مبادرة الحزام والطريق تعتبر من بين أكثر الشركات الصينية نجاحا على الصعيد الدولي، بما فيها شركة هواوي العملاقة للاتصالات ، وشركة ساني لإنتاج معدات البناء الثقيلة، وشركة علي بابا الرائدة في مجال التجارة الإلكترونية.

وفي هذا السياق، يعتبر المجمع التجاري الصيني-البيلاروسي مثالا آخر يحتذى، فهو يعتبر الأكبر من نوعه الذي يتم بناؤه خارج الصين، ولا يزال يكبر ويتطور. فلقد شهدت الصين تأسيس أول مجمع للتكنولوجيا العالية، وشركات صناعات تحويلية متقدمة وخدمات تزداد تطورا بشكل ديناميكي، وكيانات صناعية ربحية.

إن مبادرة الحزام والطريق توشك على تعبئة وحشد التعاون الدولي لاستكشاف فرص تنموية جديدة للاقتصاد العالمي الضعيف، ولتكون بديلا عن الحمائية.

ليس من الصعب إيجاد الدلائل على تعاون الفوز المشترك، إذ ان الشركات الصينية والأمريكية تبني مجمعا صناعيا لطاقة الفحم النظيف في دبي بالإمارات العربية المتحدة، كما ان منطقة تعاون تجاري واقتصادي في فيتنام قد حظيت بدعم واسع من شركات من الصين واليابان وأستراليا وماليزيا والعديد من الدول الأخرى.

وعلى الرغم من الضجة الكبيرة التي يحدثها الرافضون للمبادرة، فإن الانتقاد لا يخلو من جانب إيجابي يمكن النظر إليه واستغلاله ليكون نقدا بناء .

إن إحياء طرق التجارة القديمة، وخلق اقتصاد عالمي كبير، لا يحتاج فقط إلى طرق وسكك حديدية، بل يحتاج في الوقت ذاته إلى لاعبين منفتحين ومتواصلين مع بعضهم البعض.