الموصل، العراق 8 مايو 2017 /سارعت القوات العراقية من عملياتها في الجزء الشمالي الغربي للجانب الغربي لمدينة الموصل وواصلت تقدمها محرزة نجاحا ملحوظا مستعيدة احياء كبيرة وما زالت تخوض معارك عنيفة مع التنظيم الارهابي، بعد اعلان رئيس اركان الجيش العراقي سعي الحكومة العراقية استعادت ما تبقى من الجانب الغربي قبل شهر رمضان المبارك.
واقتحمت قوات الفرقة المدرعة التاسعة بالجيش العراقي وقوات الشرطة الاتحادية تساندها قوات من الفرقة 16 بالجيش العراقي حي الهرمات وما زال القتال مستمرا فيما اقتحمت قوة كبيرة من مكافحة الارهاب الحي الصناعي لوادي عكاب من اقصى الجهة الغربية الجنوبية بعد يومين من القتال، ومن اقتحام قوات الرد السريع للجهة الغربية لحي وادي عكاب.
وقال اللواء الركن جبار حاجم الدراجي قائد الفرقة 16 لوكالة أنباء (شينخوا) اليوم (الاثنين) " إن قوات فرقته تمكنت من عبور نهر دجلة بواسطة الجسور العائمة من الجانب الشرقي، واشتبكت مع عناصر التنظيم الارهابي بعد عبورها، لاكثر من سبع ساعات متواصلة بمنطقة حاوي الكنيسة شمالي الجانب الغربي للموصل"، مبينا ان الاشتباكات اسفرت عن مقتل 30 ارهابيا وتفجير عجلتين مفخختين ودراجة نارية يقودها انتحاريون.
واكد الدراجي ان قوات الفرقة 16 تمكنت من السيطرة على 75 بالمائة من منطقة حاوي الكنيسة، وتقوم حاليا بعمليات تمشيط ودهم لبعض المزارع لملاحقة فلول تنظيم داعش الارهابي حيث ما يزال عدد من مسلحي التنظيم يختبئون في الاحراش والبساتين.
وأفاد اللواء الدراجي بان قواته فرضت السيطرة على الكنيسة والدير القديم في منطقة الحاوي وتقوم بمساندة القطعات الاخرى في مناطق الهرمات المحاددة لمنطقة حاوي الكنيسة.
ويبلغ طول حاوي الكنيسة اربعة (كلم) وبعمق خمسة (كلم) وهو يمتد من اقصى الشمال الغربي باتجاه الجنوب الشرقي وبمحاذات نهر دجلة، ويتميز بوجود البساتين الكثيفة اضافة الى الاحراش والقصب.
واوضح الدراجي ان مهمة قواته هي مسك الارض في تلك المنطقة بعد اتمام عمليات التحرير، لافتا الى أن قواته حررت اكثر من 80 عائلة كان تنظيم داعش الارهابي تحتجزها في منطقة الحاوي، وقامت باجلائهم في شاحنات عسكرية الى المناطق الامنة.
وفي اقصى الجنوب الغربي من الجزء الشمالي للجانب الغربي تمكنت قوات جهاز مكافحة الارهاب من اقتحام صناعة وادي عكاب والمنطقة الصناعية وبعض الدور التي تقع بالقرب من الصناعة واستعادت مساحات واسعة بعد يوم من اقتحام قوات الرد السريع المنطقة الصناعية لوادي عكاب من الجهة الغربية.
وقال الفريق الركن عبد الغني الاسدي قائد قوات جهاز مكافحة الارهاب لـ (شينخوا) إن الرتل لشمالي لقوات مكافحة الارهاب اقتحم الجزء الجنوبي الغربي لصناعة وادي عكاب وخاض اشتباكات عنيفة مع عناصر التنظيم الارهابي وفرض سيطرته على مساحات واسعة من المنطقة الصناعية.
واكد الاسدي ان قوات جهاز مكافحة الارهاب قتلت 13 ارهابيا بينهم ثلاثة انتحاريين ودمرت عجلتين مفخختين، مبينا ان قوات الجهاز تساند القطعات الاخرى في محاور الهجوم على حي الزنجيلي القريب من المدينة القديمة، واحياء الهرمات و30 تموز.
والى الجبهة الغربية ايضا ما زالت قطعات الفرقة المدرعة التاسعة التابعة للجيش العراقي تواصل تقدمها في حي الهرمات مكبدة التنظيم الارهابي خسائر بالارواح والمعدات.
وقال الفريق الركن قاسم نزال قاد الفرقة المدرعة التاسعة عبر الهاتف لـ (شينخوا) "ان قطعات الفرقة 9 ولواء 37 اقتحمت شقق الهرمات واستعادتها بعد قتل 17 ارهابيا وتواصل تقدمها باتجاه حي 30 تموز، مشيرا الى ان قواته قتلت اليوم مسؤول الانتحاريين في حي 30 تموز.
من جانبه، أكد الفريق رائد شاكر قائد الشرطة الاتحادية في بيان ان قوات الشرطة الاتحادية استعادت جزءا من شقق الهرمات وتقدمت باتجاه الهرمات الثانية ووصلت الى مشارف حي الاقتصاديين بعد ان قتلت العشرات من مسلحي التنظيم الارهابي.
على صعيد متصل، قال النقيب محمود قائد سرية في الشرطة الاتحادية بالمدينة القديمة لـ (شينخوا) "إن العمليات التي تخوضها القوات العراقية المشتركة في الجزء الشمالي للجانب الغربي للموصل خففت من الهجمات التي يشنها التنظيم الارهابي على المدينة القديمة، مؤكدا جاهزية قواته وانتظارها للاوامر للتقدم باتجاه جامع النوري الذي اعلن منه ابو بكر البغدادي ما يسمى دولة الخلافة.
ويرى الخبراء العسكريون ان استعادة الجزء الشمالي من الجانب الغربي للموصل تشكل ضربة قاضية لعناصر داعش المحاصرين، وتفقد التنظيم القيادة والسيطرة على عناصره المنكسرين معنويا، كما تفقد قادته القدرة على المناورة بعناصرهم ودفعهم باتجاه المحور الجنوبي حيث المدينة القديمة .
وقال العميد الركن المتقاعد عبدالله الجبوري ان مناطق (مشيرفة وتموز والهرمات) تمثل راس الافعى للتنظيم المتطرف كون التنظيم انطلق منها لاحتلال الموصل في شهر يونيو عام، مؤكدا ان سيطرة القوات العراقية على هذه المناطق سوف يسرع من عمليات استعادة الجانب الغربي باكمله خلال فترة لاتتجاوز الاسبوعين، لان الافعى بعد قطع راسها سوف تموت مباشرة.
وتوقع الجبوري حصول معارك عنيفة بين التنظيم الارهابي والقوات العراقية في المدينة القديمة لان الارهابيين الفارين من بقية المناطق سوف يتجمعون داخل المدينة القديمة، معربا عن خشيته من سقوط ضحايا في صفوف المدنيين الذين يحتجزهم التنظيم الارهابي كدروع بشرية.
ودعا الجبوري القوات العراقية إلى ادامة زخم الهجمات على ما تبقى من الاحياء وعزلها حتى لا يهرب عناصر التنظيم إلى المدينة القديمة، من اجل ان يتم قتلهم او اسرهم في الاماكن التي يتواجدون فيها قبل وصولهم إلى المدينة القديمة لتفادي المعركة معهم من اجل تقليل الخسائر في صفوف المدنيين المحتجزين، واصفا الخطة التي تتبعها القوات العراقية حاليا بالجيدة خصوصا وانها قابلة للتطور والتغيير وفقا للمعارك على الارض.
وكانت القوات العراقية بدأت في 19 فبراير الماضي عملية عسكرية لاستعادة الجانب الغربي من الموصل ، وفي الرابع من هذا الشهر بدأت عملية لاستعادة الجزء الشمالي منه، واسفرت العمليات الاولى والثانية عن استعادة نحو 80 بالمائة من احياء الجاب الغربي للموصل.
يذكر ان رئيس اركان الجيش العراقي الفريق الاول الركن عثمان الغانمي اعلن قبل اكثر من اسبوع ان القوات العراقية ستستعيد الجانب الغربي للموصل بالكامل قبل حلول شهر رمضان المبارك (الذي يصادف 27 من هذا الشهر)، وبعد تصريحه وسعت القوات العراقية من هجماتا وواصلت عملية استعادة الاحياء والمناطق وحققت نتائج ايجابية.