قالت فينا تشيونغ الرئيس العالمي لتدويل الرنمينبي في بنك أتش أس بي سي إن مبادرة الحزام والطريق سوف تساعد الصين على الاندماج بشكل كامل مع الاقتصاد الأكبر وستوفر فائدة ثلاثية للدول المشاركة.
وأوضحت تشيونغ لوكالة ((شينخوا)) في إتصال هاتفي من مكتبها في هونغ كونغ مؤخرا إن الإندماج سيتم بثلاث طرق رئيسية: ماديا وماليا ومن ناحية السياسات.
وأوضحت "ماديا في البنية التحتية. وماليا من حيث الإقراض ورأس المال، والتعاون بشأن السياسات بين الدول الواقعة على طول الحزام والطريق".
وتعد المبادرة واحدة من أكثر المشاريع الطموحة التي تقوم بها الصين أو أي دولة أخرى وتهدف إلى بناء شبكة للتجارة والبنية التحتية تربط آسيا وأوروبا وإفريقيا بطول مسارات التجارة لطريق الحرير القديم.
وقالت تشيونغ إن المنافع التي تحققها تنمية البنية التحتية هائلة، مضيفة أن الدول النامية الواقعة على طول الطرق سوف تجني مكاسب ضخمة حيث أن المبادرة توفر حافزا أكبر للتحضر.
وأضافت " التحضر السكاني في الدول النامية على طول مبادرة الحزام والطريق بهدف تحسين ربط البنية التحتية ليس فقط مع الصين وإنما بين كل هذه الدول سيكون له فائدة كبيرة".
وتابعت "تحسين البنية التحتية في هذه الدول من شأنه أن يساعدها على تحريك المزيد من الناس إلى هذه المناطق الحضرية أو مدن الفئة الأولي ما سيساعد على تنمية اقتصاداتها المحلية".
وقالت تشيونغ أنه من وجهة نظر السوق المالية، لن تشارك مؤسسات مثل البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية فقط، وإنما الوصول أيضا إلى القطاع الخاص سيسمح لهذه الدول بتعزيز أسواقها المالية المحلية.
وأضافت "النشاط التمويلي سوف يساعد بعض هذه الدول على طول مبادرة الحزام والطريق على تطوير سوق رأس المال لديها وجمع الأموال ليس فقط من خلال استخدام الرنمينبي (العملة الصينية) وإنما تطويرعملتها المحلية والسوق الأجنبية أيضا.
أما ثالث فائدة مباشرة فستأتي في شكل السياسات، حيث تقول تشيونغ إنها ترى مبادرة الحزام والطريق بمثابة حافز ليس فقط لدفع التدفقات المالية بين الدول وإنما أيضا توحيد جوانب السياسة مثل الجمارك والضرائب من أجل تسهيل وتحسين التجارة والتعاون الإقليمي.
وقالت إن استخدام الرنمينبي في الجانب المالي لمبادرة الحزام والطريق سيوفر أيضا المزيد من الزخم لتدويل العملة الصينية التي تقول تشيونغ إنها سادس عملة دفع عالمية حاليا وخامس عملة أكثر تداولا في أسواق النقد الأجنبي.
وقالت تشيونغ" هذا يؤكد أن العملة الصينية تمثل خيارا ملحا جدا في النظام النقدي العالمي، ونحن نتطلع بالتأكيد إلى زيادة تدويل الرنمينبي".
وأضافت أن نظام المدفوعات بين المصارف الصينية سوف يسهم أيضا في عملية التدويل حيث أنه سيحسن تجربة الدفع للشركات ويسهل المدفوعات وخاصة في إطار مبادرة الحزام والطريق.
وقال فيليب لوي محافظ بنك الاحتياطي الاسترالي في منتدى في سيدني أواخر الأسبوع الماضي إن الصين باعتبارها واحدة من أكبر الاقتصادات في العالم وواحدة" لا تزال تنمو بأهمية نسبية" يجب أن تحافظ على هذه الأهداف.
وقال" من المفهوم أن الصين تتمنى أن تري الرنمينبي تأخذ مكانها كواحدة من العملات العالمية حقا في العالم. هناك بعض المزايا الواضحة لهذه المكانة. الأسواق المالية للبر الرئيسي الصيني سوف تكون أكثر عمقا وأكثر سيولة مما يخفض كلفة التمويل لرجال الأعمال ".
وشرح لوي إن استخدام مراكز الخارجية (الأوف شور) أدى إلى تسهيل المعاملات التجارية بين استراليا والصين ووفر الاتصال بالبر الرئيسي والأسواق حول العالم.
وأكد " المهم أنه يجب على المشاركين السوقيين أن يكون لديهم الثقة في استخدام الرنمينبي بحرية داخل هذه المراكز لأن العديد من هذه المراكز لديها تسهيلات مقايضة رنمينبي مع بنك الشعب الصيني".
وقالت تشوينغ التي حضرت أيضا الحدث إنه بالنسبة لاستراليا، فإن استخدام الرنيمنبي أمر بالغ الأهمية لتحقيق المنفعة المتبادلة في العلاقة التجارية بين الصين واستراليا مع أولئك الذين ينخرطون حاليا في هذه الممارسة وجنوا بالفعل مكاسب.
وأضافت "نحن نرى فائدة مالية قوية للجانبين من هذه العلاقة. إننا نتحدث عن تجارة مباشرة بين الدولار الاسترالي والرنمينبي والتداولات التي تجري حاليا أظهرت بالفعل الفوائد للذين يستخدمون الرنمينبي في التسوية".
وتوقعت تسيونغ آفاقا إيجابية للصين وتدويل الرنمينبي." إننا نرى مزيدا من النتائج الإيحابية من منظور السياسات الصينية. ومبادرة الحزام والطريق سوف تدعم الحاجة العالمية لتدويل الرنمينبي. وسوف يكون عام 2017 بالتأكيد نقطة تحول للرنمينبي".