بقلم/خو آن قانغ وجانغ شين، مدير معهد دراسة الوضع الوطني بجامعة شينخوا وباحث مساعد بالجامعة على التوالي
"يتعين على الصين تقديم مساهمة أكبر للبشرية" قال ماو تسي دونغ في عام 1956. وأن عدم تحقيق المساهمة نتائج مرضية على مدى السنين الطويلة، جعلنا نشعر بالخجل. واليوم، الصين قادرة على تقديم مساهمة كبيرة للبشرية. وسيصبح منتدى" الحزام والطريق" للتعاون الدولي الذي سيعقد يوم 14مايو في بكين علامة فارقة في تاريخ الدبلوماسية الصينية، وتصبح لون الصين الزاهي لقيادة التنمية في العالم.
المغزى من عقد منتدى" الحزام والطريق" للتعاون الدولي
أولا، " المبادرة الصينية "ستقود التعاون الدولي. وتعتبر"الحزام والطريق" مبادرة تقدمها الصين للتعاون الدولي، كما أن منتدى" الحزام والطريق" للتعاون الدولي أعلى مؤتمر دولي تستضيفه الصين في اطار مبادرة " الحزام والطريق" منذ إطلاقها. وسيساهم المنتدى في توفير الطاقة الايجابية اكثر قوة لخروج الاقتصاد العالمي من الانكماش وتغيير تيار " مناهضة العولمة."
ثانيا، " المبادرة الصينية" ستصبح برنامج التعاون بين الدول التي سيكون لها تاثير عميق على مجموعة واسعة جدا. وتعتبر" الحزام والطريق" مبادرة لا تشمل جميع الدول المتقدمة والنامية فحسب، وأنما باب مفتوح أمام كل الدول في داخل وخارج المنطقة. وستلخص الاطراف المشاركة في منتدى" الحزام والطريق" للتعاون الدولي نتائج ثلاث سنوات من الخبرة، ويجمع المزيد من الحكمة والتوافق ، لجذب المزيد من الشركاء للانضمام الى المبادرة.
ثالثا، ترقية " المبادرة الصينية" من التعاون الاقليمي الى التعاون الدولي. وسيشارك في منتدى" الحزام والطريق" للتعاون الدولي مسؤولون واكادميون ورجال الاعمال وكوادر من القطاع المالي، والاعلامي وغيرهم من 110 دولة، ما مجموع 1200 شخص من أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية وأفريقيا ومناطق أخرى. وتتجاوز مبادرة " الحزام والطريق" القيود الجغرافية التقليدية، وتكسب اعتراف معظم الدول العالمية، وتصبح منصة عالمية حقيقية للتعاون.
بعد أكثر من ثلاث سنوات من التنمية، تحولت مبادرة " الحزام والطريق"من المفهوم النظري إلى ممارسات عملية مبتكرة، ودخلت مرحلة جديدة من تعزيز التعاون العملي الشامل. ما هي أهم النتائج التي تستحق الانتظار من المنتدى؟
أولا، التوصل الى المزيد من الاتفاقات عالية المستوى. في الوقت الحاضر، وقعت الصين اتفاقية التعاون مع اكثر من 40 دولة ومنظمة دولية لبناء " الحزام والطريق"، ومن المتوقع أن تتضاعف خلال المنتدى الدولي المرتقب، وتوقيع وثائق تعاون مع ما يقرب من 20 دولة وأكثر من 20 منظمة دولية. وفي الوقت نفسه، يشجع المنتدى الأطراف المشاركة لارساء التحام السياسات،والقيام بالمفاوضات لتحديد مجالات التعاون المهمة في المرحلة القبلة، وبناء منصة رفيعة المستوى يحقق فيها الالتحام الاستراتيجي والالتحام التخطيطي، والالتحام السياسي، مما يجلب ترقية المستوى العام للتنمية في المنطقة.
ثانيا، تعزيز تنفيذ عمل مبادرة " الحزام والطريق" اكثر واقعية وفعالية. وسيشكل المنتدى هذه المرة خطة تعاون شاملة وبرنامج عمل لمبادرة " الحزام والطريق" خلال السنوات القليلة المقبلة ، ومن المتوقع أن تشكل آلية عمل مماثلة لـ G20، ووضع حجر أساسي للعمل الحقيقي. وخلال المنتدى، ستوضح الاطراف المزيد من مشاريع التعاون الرئيسية، وتحديد مشاريع التعاون لضمان تنفيذها، وتعزيز دور آليات التعاون الثنائية ومتعددة الأطراف في إطار مبادرة " الحزام والطريق".
ثالثا، يعتبر المنتدى خطوة قوية لدفع ترابط الاقتصاد العالمي الى الامام. وطبيعة " الحزام والطريق" ثورة طموحة وعميقة ومترابطة لاعادة تشكيل الجغرافيا الاقتصادية، والمفتاح هو إمكانية "التشغيل المتداخل" لتحقيق التنمية التحتية. وحسب التقديرات الأولية، تطور السلطات الصينية خلال المنتدى بشكل مشترك ما يقرب من 20 خطة عمل جنبا الى جنب مع نظرائهم، بما في ذلك التعاون في مجال البنية التحتية وموارد الطاقة والانتاج والتجارة ومجالات الاستثمار. ومن شأن مبادرة " الحزام والطريق" إعادة تشكيل الجغرافيا الاقتصادية، وتحقيق التنمية المشتركة والتكامل بين أفريقيا وأوراسيا، وتعزيز تحديث البنية التحتية في العالم، وتحسين النمو الاقتصادي العالمي والتكامل العالمي.
منتدى" الحزام والطريق" للتعاون الدولي لا يدفع بالمبادرة للدخول مرحلة جديدة من التنمية فقط، وأنما سيظهر أيضا موقف الصين اكثر حزما تجاه دعاة العولمة الاقتصادية والمروجين للزعامة.