تقرير:معهد التعاون والتنمية جنوب جنوب بجامعة بكين يستعد لتخريج أول دفعة من موظفي الدول النامية (3)

ومن جانب الطلبة، يولي الطلاب المسجلون في البرنامج أهمية كبيرة للمعهد، حيث يرى مساعد مكتب الرئيس النجيري، أويحيي ايليا أن تجربة الدراسة بمعهد جنوب جنوب تكتسي أهمية بالغة بالنسبة له: "لقد درسنا النموذج التنموي الغربي، وفي الوقت الحالي تعرفنا بشكل مباشر على الإدارة الإقتصادية في الصين، وهذا يساعدني على إمتلاك أفكار واضحة، ستفيدني في إتخاذ القرارات الصائبة في المستقبل."

"انوي المشاركة في الانتخابات البرلمانية بعد العودة إلى نيبال." لذا كان مقرر "قدرة القيادة من منظور عالمي" ذو قيمة عالية بالنسبة لي. "يقول الأستاذ المساعد بجامعة تريبهوفان النيبالية، دامودار بوسار، الذي عبّر عن إعجابه بشخصية دنغ شياوبينغ، وخاصة مقولته، "عبور النهر عبر تلمس الحجارة". ويضيف بوسار أن "نيبال في حاجة إلى مثل هذه الروح الملهمة وقدرة التنفيذ القوية."

من جهة أخرى، يرى مدير معهد دلول للعلوم والتجارة الأثيوبي، هوبرت، أن مستوى الأساتذة كان أعلى مما كان متوقعا، "أغلب الأساتذة تعلموا في أعرق الجامعات العالمية، أو درّسوا في الجامعات الأوروبية والأمريكية المشهورة. وهم لايدرسون النظريات فحسب، بل ألهمونا كيفية إستعمال المعارف التي ندرسها في تحليل القضايا الإجتماعية."

من جهته، عبّر نائب مدير مكتب الرئاسة الزيمبابوي، جيفورد، عن إندهاشه بموضوعية وحيادية إطار المدرس، "الأساتذة يحترمون التنوع الحضاري، ولايميلون إلى أي نموذج تنموي. ويقدمون لنا تحليلا شاملا ومتعدد الزوايا."

في ذات السياق، يقول كبير المسؤولين على الرقابة والتقييم بوزارة المالية السنغالية، ألفا: "هذه المرة الأولى التي أجلس فيها مع طلبة من أكثر 27 دولة نامية من إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية داخل قاعة واحدة، وهذا يمكننا من التعلم والتعرف المتبادل."

الطالب راسيموف، من جهته يرى بأن الدول النامية تجمعها قواسم مشتركة مع الصين على الصعيد السياسي والإقتصادي، وهذا مايزيل عقبات التواصل ومشاركة المعارف والتجارب، ويجعل الطلبة أكثر قدرة على معرفة الأوضاع في الدول النامية الأخرى. هذا الرأي يحظى بتأييد الطالب جيفورد الذي يرى بأن البيئة الدارسة الثرية والمتنوعة، تساعد صناع القرار على رسم السياسات بشكل أكثر شمولية وموضوعية.

"لاتحاولوا نقل التجربة الصينية، بل انظروا إليها كمرآة ترون من خلالها دولكم، ومصدرا لتعزيز الثقة في التنمية." هذا ما أكد علي المدير التنفيذي لمعهد جنوب جنوب ومدير المعهد الوطني للتنمية بجامعة بكين، ياو يانغ، في أول درس. وأضاف إن "نظرية القط"، الذي لخصها دنغ شياوبينغ في المقولة القائلة، "لايهم لون القط، المهم أن يمسك الفئران"، تعد نظرية عملية بالنسبة لمختلف الدول النامية. "أحيانا، ليس هناك حاجة إلى مناقشة المراحل والطرق، يجب أن نجرب أولا، ثم بعد ذلك يمكن تعميم التجارب."