بروكسل 17 أبريل 2017/ قبيل زيارتها إلى الصين، وفي مقابلة مكتوبة حصرية مع وكالة انباء (شينخوا)، قالت فيديريكا موغيريني، مسئولة الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية، إن التعاون بين الصين والاتحاد الأوروبي يبدو هاما أكثر من أي وقت مضى، في لحظة تبدو فيها الحوكمة العالمية متعددة الأطراف عرضة للشكوك.
ومن المقرر أن تكون الصين المحطة الأولى في جولة موغيريني الدبلوماسية التي تشمل أيضا الهند وروسيا وتبدأ في 18 ابريل الجاري.
ومن المقرر أن تشارك موغيريني خلال زيارتها إلى الصين في رئاسة الحوار الاستراتيجي ال7 بين الاتحاد الأوروبي والصين جنبا إلى جنب مع عضو مجلس الدولة يانغ جيه تشي في 19 أبريل، سعيا نحو إرساء أرضية عمل للقمة الأوروبية-الصينية ال19 في بروكسل المقررة في يونيو.
وقالت "الاتحاد الأوروبي والصين يتشاركان الرؤية حول نظام عالمي يقوم على التعددية وعلى نظام الأمم المتحدة: لم يكن التعاون بيننا أكثر أهمية من الآن، في لحظة تحيط فيها الشكوك بشأن الحوكمة العالمية متعددة الأطراف من جوانب كثيرة."
وأكدت موغيريني أن انخراطا أكبر من جانب الصين في الشؤون الدولية بوسعه "فتح الباب أمام الكثير من الفرص، في كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك"، مشيرة إلى أن مبعوثا صينيا خاصا حضر المؤتمر الدولي لدعم مستقبل سوريا والمنطقة في وقت سابق من الشهر الجاري، ومشيدة في الوقت نفسه بدور الصين الحاسم في عملية السلام في أفغانستان.
وقالت "أعلم أن كثيرين حول العالم تراودهم المخاوف حول الصين الأكثر ثقة والأكثر تطلعا إلى الخارج، غير أنني لا أشاركهم هذه الرؤية. تستطيع الصين أن تلعب دورا إيجابيا للغاية في كثير من الاتجاهات، من أفغانستان إلى سوريا، ونحن الأوروبيين على استعداد لتعزيز التعاون مع الصين في كافة هذه النواحي."
واضافت أنه حتى فى مجال الدفاع، تم تعميق التعاون بين الصين والاتحاد الأوروبي، وقالت "المثال الذي يحضر إلى ذهني الآن هو أن القيادات العسكرية لكل من الصين والاتحاد الأوروبي في مالي والصومال قاموا بتحديد إمكانيات التعاون فيما يخص دعم بناء القدرات."
كما أعربت عن أملها في إمكانية تحقيق الاتحاد الأوروبي والصين تقدما فيما يخص قضية شبه الجزيرة الكورية.
ومع وجود القمة الأوروبية-الصينية ال19 تلوح في الأفق، قالت موغيريني إن القمة ستمثل فرصة أخرى ليس فقط لتعميق التعاون الثنائي ولكن ايضا للعمل المشترك نحو تحقيق نظام عالمي أكثر تعاونا.
وقالت "نأمل فى أن تحقق القمة تقدما فيما يخص اتفاقية الاستثمار وتبني بيان طموح حول التغير المناخي والطاقة النظيفة والاتفاق على مشروعات مشتركة للارتباطية."
وتابعت "اذا اشتركنا معا في العمل، سنشكل قوة لا تمكن مقاومتها من اجل تجارة حرة وعادلة، وتنمية مستدامة متعددة الأطراف."
كما أظهرت موغيريني تجاوبا مع مفهوم "مجتمع مصير مشترك للبشرية" الذي طرحه القادة الصينيون، قائلة إنها تتفق معهم حول جوهر الفكرة "السعي من أجل حلول متبادلة النفع بين الشركاء المتساوين".
وتابعت "هذا يعني تعزيز التعددية وأهمية الأمم المتحدة، والتمسك بتجار حرة وعادلة، وتعزيز تنمية أكثر استدامة، وتحقيق المساواة على نحو أكبر داخل الدول وبينها."
وأضافت "لدينا أيضا مصلحة مشتركة، وربما من الأفضل أن أقول إن لدينا واجبا مشترك ومسؤولية مشتركة تجاه العمل معا للتعامل مع قضية التغير المناخي وتنفيذ اتفاقية باريس."
واعترفت موغيريني بوجود خلافات بين الجانبين، لكنها أكدت أنه من مصلحة الجانبين التغلب على هذه الخلافات وأن "العزلة ليست حلا لأية مشكلة من مشكلات عصرنا الحالي."
وقالت "الصين دولة في حجم قارة. ومن المنطقي أن تبحث عن كيانات في مثل حجمك لكي تتحاور معها."
وقال موغيريني "من المهم للغاية أن تستمر الصين والاتحاد الأوروبي في التأكيد على أهمية وجود نظام عالمي منفتح وعادل. يجب أن نُظهر من خلال أفعالنا الحقيقية أننا نقف إلى جانب التعاون والتفاعل والقواعد الدولية القوية والعادلة."