في ذات السياق، يرى المدير الفخري للمعهد الوطني لأبحاث التنمية، ومدير معهد جنوب جنوب، وكبير الإقتصاديين السابق بالبنك الدولي ونائب مديره، لين إي فو، أن إمكانية الإستفادة من التجربة الصينية تعود إلى تشابه أوضاع هذه الدول مع الصين. في المقابل أثبتت تجارب مابعد الحرب العالمية الثانية، بأن الفوارق الشاسعة بين الدول المتقدمة والدول النامية، تصعب من عملية إستفادة الأخيرة من تجارب الدول المتقدمة، بل قد تتسبب أحيانا في الأزمات التنموية. فالدول النامية، باتت اليوم في حاجة إلى تلخيص دروس تجاربها أثناء دفع عملية التحديث، والعمل على تطوير منظومة نظرية تناسب وضعها التنموي.
"لقد قمنا بتحويل التجربة الصينية وتجارب غيرها من الدول النامية إلى نظريات عامة، يمكن تقديمها كمراجع للدول النامية في تنفيذ سياسات التنمية." يقول لين إي فو.
تنقسم برامج الدروس في معهد جنوب جنوب إلى 3 أقسام، هي: قدرة القيادة، علم إقتصاد التنمية والتنمية الوطنية. في هذا الصدد، يشير لين إي فو إلى أن هذه الدروس قد تم تصميمها بعناية وعلى القياس، "قدرة القيادة تعد ضمانا نظامايا لتحقيق التنمية الوطنية، وعلم إقتصاد التنمية يمثل الأطر النظرية لتحقيق التنمية الوطنية."
أما الأساتذة المشرفون على التدريس فيمثلون نخبة الأساتذة الصينيين في مجالي الإقتصاد والسياسة الدولية، كما يتمتعون بتجربة ثرية. ويقول تشانغ جين جيا، أن بعض الطلبة عبروا في وقت سابق عن تخوفهم من صعوبات التواصل مع الأساتذة، لكن لاحقا إكتشفوا بأن إطار التدريس يتحدث اللغة الإنغليزية بشكل جيد. كما يقوم المعهد بدعوة المسؤولين الحكوميين المتقاعدين للتدريس، لتعزيز فرص الطلبة في التعرف على السياسات والتجارب التنموية.
قام المعهد ببرمجة جولة للطلبة في شنجنن خلال شهر يناير الماضي. حيث زاروا شركة تنست، هواوي، وانكه وغيرها من الشركات الصينية الرائدة. "الهدف من الزيارات الميدانية، هو مساعدة الطلبة على الدمج بين التجربة الصينية وواقع بلدانهم." يقول لين إيفو.