بوآو، هاينان 24 مارس 2017 / يعالج منتدى بوآو الآسيوي قضية تثير القلق على نطاق واسع .
وقال تشو ون تشونغ الأمين العام للمنتدى، في مقابلة مع وكالة أنباء شينخوا، إنه لا يجب الرجوع عن طريق العولمة ، وإن المنتدى سيعزز القضية من أجل تحقيق عولمة أكثر شمولا .
ويعقد المؤتمر، الذي يستمر لمدة 4 أيام تحت عنوان" العولمة والتجارة الحرة: المنظورات الآسيوية " حتى 26 مارس الجاري ، في بوآو بمقاطعة هاينان في أقصى جنوب الصين .
وأضاف تشو: " سيركز المؤتمر على كيفية تعامل الاقتصادات النامية والمتقدمة مع العولمة".
لا خاسرين جدد
وقال تشو إن العولمة، التي تعد نتيجة حتمية لتزايد الانتاجية والتقدم التكنولوجى، عملت على دفع الاقتصاد العالمي وساهمت في تخفيف حدة الفقر عبر العقود الماضية .
وأوضح تشو أيضا أن هناك عدم توازن بين النمو والتوزيع، ورأس المال والعمل، والكفاءة والانصاف .
وفيما تكسب الحمائية مزيدا من التنامي ، شهد عام 2016 مواجهة المصدرين الصينيين لعدد قياسي من تحقيقات المعالجة التجارية بقدر 119 تحقيقا من 27 بلدا أو منطقة ، بزيادة 32 عن عام 2015 .
وأوضح تشو أن السبب الجذري لا يتعلق بالعولمة ذاتها وإنما يتعلق بنظام الحوكمة العالمي الذي عفا عليه الزمن، مضيفا أن الاتجاه المناهض للعولمة لن يؤدي إلا إلى تفاقم المتاعب الاقتصادية العالمية.
من جانبه أشار ياو تشي تشونغ، نائب مدير معهد الاقتصاد والسياسة العالمية بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية إلى أن كيفية استيعاب بلد ما للشعب والصناعات على الجانب الخاسر في عملية العولمة، هي ما يحدد اندماج ذلك البلد مع الآخرين .
وبوجه عام، فالعولمة تفيد الاقتصادات الناشئة فيما يتوقف تقدمها على كيفية إدارة الآثار السلبية .
درس من التاريخ
بحسب التقرير السنوي لمنتدى بوآو الآسيوي ، فإنه في الوقت الذي يطل فيه الاتجاه المناهض للعولمة برأسه، تعاني منطقة شرق آسيا من انتكاسات على صعيد التكامل الاقتصادي .
فلقد تقلص الاعتماد المتبادل بين الاقتصادات الآسيوية في التجارة والاستثمار، مع احتمال تراجع تكامل شبكات التصنيع والتمويل، وذلك كما يرى لين قوي جيون، نائب رئيس جامعة الاقتصادات والأعمال الدولية.
وأضاف أن العقبة الكبرى هي نقص الاحساس بالانتماء للمجتمع الأكبر .
وأوضح تشو أن الأزمة المالية التي عصفت بالاقتصاد الآسيوي قبل عقدين يجب أن تمثل إنذارا خطيرا يذكر بأنه يجب على المجتمع الاقليمي التوحد أثناء مواجهة الأزمات، مشيرا إلى أن المزيد من التعاون والتكامل الاقليمي سيساعد الدول الآسيوية على تحقيق أهداف التنمية، ووصف منتدى بوآو الآسيوي بأنه منصة للتفكير في طريق التكامل الآسيوي.
وأضاف أن آسيا ، بحيويتها ورؤيتها، ستضخ قوة دافعة إلى مسيرة العولمة، مستشهدا بتنبؤ لصندوق النقد الدولي بأن النمو في آسيا سيعادل ثلثي النمو الاقتصادي العالمي خلال السنين الأربع المقبلة .
اعتناق العولمة على الطريقة الصينية
حتى نهاية عام 2016، عقد منتدى بوآو الآسيوي مؤتمرا في ملبورن باستراليا ، من أجل استكشاف مستقبل العولمة . واتفق المشاركون على أنه يتعين أن تكون العولمة أكثر شمولا لتحقيق المنافع للجماعات المهمشة في تلك العملية .
وقال تشو " على نحو ما ،تبدو مبادرة الحزام والطريق استجابة من جانب الصين إلى هذه العولمة "، مضيفا أن المبادرة اقترحتها الصين آملة في خلق شبكة للتجارة والبنية التحتية تربط آسيا مع أوروبا وافريقيا على طول الطرق التجارية القديمة ، وموضحا أن المشاركين في المبادرة سيندمجون في مجتمع ذى مصير مشترك .
يذكر أن المبادرة فازت بدعم أكثر من 100 دولة ومنظمة دولية ، ليتم توقيع قرابة 50 اتفاقية للتعاون .
وقال لين إن المبادرة أضافت بعدا جديدا لحل التكامل من خلال التأكيد على البنية التحتية والتواصل على أساس التجارة الحرة والاستثمار.
وبحسب إحصاءات شركة برايس ووترهاوس كوبرز للمحاسبة ، فإن قيمة مشروعات البنية التحتية ارتفعت في عام 2016 بمقدار 47 بالمئة في 66 دولة ومنطقة ، من التي تقع في نطاق المبادرة.
وبحسب التقرير السنوي لمنتدى بوآو الآسيوي حول تنمية الاقتصادات الناشئة ، فإن مبادرة الحزام والطريق عملت على تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي وقدمت طريقة جديدة للتعامل مع النزعة المناهضة للعولمة.
وسوف تستمر مبادرة الحزام والطريق في كونها موضوعا رئيسيا للمنتدى، بين قادة الدول وبين المسؤولين الحكوميين الكبار، وكذا بين الوزراء والمديرين التنفيذيين للشركات، من الصين وغيرها من الدول على طول طريق المبادرة .