بكين 13 مارس 2017 / تسعى الصين حاليا إلى تطوير جيل جديد من الصواريخ الحاملة التي يمكن إطلاقها من الطائرة، وتستطيع إرسال الأقمار الصناعية إلى الفضاء.
وذكرت صحيفة (تشاينا ديلي) نقلا عن لي تونغ يوى، مدير قسم تنمية الصواريخ الحاملة في الأكاديمية الصينية لتكنولوجيا إطلاق المركبات قوله :" إن طائرة النقل العسكرية الضخمة Y-20 التي طورتها الصين بشكل مستقل ستحمل هذا النوع من الصواريخ الحاملة.
وقام مصممون في الأكاديمية التي تعتبر مطورا رئيسيا للصواريخ الحاملة في الصين، بتصميم نموذج قادر على إرسال شيء حمولته 100 كيلوغرام إلى المدار المنخفض للكرة الأرضية ، قائلين إنهم يستعدون لصنع مثل هذا الصاروخ الحامل إذا ما طلبت منهم الحكومة ذلك. ويخطط المصممون لتصميم نموذج أكبر يتمكن من حمل 200 كيلوغرام إلى المدار.
وقال لي إن طائرة النقل الإستراتيجية Y-20 ستحمل صاروخا داخل جسمها وتطلقه على ارتفاع معين، مشيرا إلى أنه سيتم إشعال الصاروخ بعد أن يغادر الطائرة.
بيد أن خبراء قالوا إن الأقمار الاصطناعية الكبيرة سترسل إلى المدار على متن الصواريخ الحاملة التقليدية.
يذكر أن الطائرة Y-20 انضمت رسميا إلى القوات الجوية لجيش التحرير الشعبي الصيني في شهر يوليو الماضي. وتستخدم الطائرة التي يتجاوز الوزن الأقصى لإقلاعها 200 طن متري في نقل البضائع والأشخاص للمسافات البعيدة في مختلف الأحوال الجوية وتصل حمولتها القصوى إلى 66 طنا تقريبا.
وقال الخبراء إن من الممكن إطلاق الصواريخ الحاملة التي تطلق من الطائرة وتعمل بالوقود الصلب أسرع بكثير مما كان عليه للصواريخ التي تطلق من الأرض وتعمل بالوقود السائل، لافتين إلى أن عملية الاستعداد لإطلاق الصواريخ بالوقود السائل تحتاج إلى أيام وأسابيع أو وقت أطول إذ أن ضخ الوقود يستغرق كثيرا من الأوقات .
وفي هذا الصدد، توقع الأكاديمي من الأكاديمية الصينية للهندسة لونغ له هاو، وباحثون آخرون من الأكاديمية الصينية لتكنولوجيا إطلاق المركبات بأن تستغرق كل مهمة تتعلق بالصواريخ الحاملة بالوقود الصلب على متن الطائرة Y-20، نحو 12 ساعة فقط في أعمال التحضير لإرسال قمر صناعي بوزن 200 كيلوغرام إلى مدار متزامن مع الشمس على بعد 700 كيلومتر فوق الكرة الأرضية .
ووردت هذه التقديرات في مقالة نشرت في مجلة ((استكشاف أعماق الفضاء)) خلال شهر أكتوبر الماضي.
وبدوره، قال بانغ تشي هاو، كبير المحررين التنفيذيين لمجلة أخرى متخصصة بالفضاء، إن ميزات أخرى لمثل هذه الصواريخ تتمثل في مرونتها في النشر والاستخدام وعدم حاجتها إلى البنية التحتية على الأرض، مضيفا أنها لن تتأثر بكثير من الأحوال الجوية السيئة، فضلا عن التوفير في التكاليف مقارنة بالصواريخ التي يتم إطلاقها من الأرض .
وكانت الولايات المتحدة قد قامت بأول مهمة فضائية تطلق من الطائرة في العالم في عام 1990، حيث تم إطلاق الصاروخ "بيغاسوس" الذي طورته شركة العلوم المدارية السابقة من القاذفة B-52 الإستراتيجية المعدلة لإرسال قمرين صناعيين صغيرين إلى المدار. ومنذ ذلك الوقت، تم إجراء 43 مهمة إطلاق على متن الصاروخ "بيغاسوس"، كانت آخرها في شهر ديسمبر الماضي.
وتطور عدة شركات أمريكية للفضاء الصواريخ التي تطلق من الطائرة.
ويبذل مصممون صينيون أيضا جهودهم في هذا المجال في السنوات الأخيرة. وعرضت الشركة الصينية لعلوم وتكنولوجيا الفضاء نموذجا مصغرا مجنحا للصاروخ الذي يعمل بالوقود الصلب ويطلق من الطائرة خلال الدورة السادسة لمعرض الصين الدولي للطيران والفضاء، التي أقيمت عام 2006 في مدينة تشوهاي بمقاطعة قوانغدونغ جنوبي الصين.