الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> الصين
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

مقالة : رؤية شي العالمية بشأن التنمية البشرية تكتسب المزيد من الاعتراف العالمي

2017:03:12.10:22    حجم الخط    اطبع

بكين 12 مارس 2017 / قبل 2100 عام تقريبا أو 1600 عام قبل أن يعثر المستكشف الإيطالي كريستوفر كولومبوس على العالم الجديد، واجه الجنرال الصيني القديم تشانغ تشيان عالما من الشكوك لفتح طريق تجارية تعرف الآن باسم طريق الحرير.

وعلى طول طريق الحرير والشبكات الأخرى التي تربط أركان العالم البعيدة، مرت دول العالم بتجربة طويلة في الارتباطية العالمية ووصلت إلى مستويات تنمية غير مسبوقة، بينما أصبحت متشابكة ومعتمدة على بعضها البعض بشكل أوثق مما تخيله تشانغ تشيان.

ومن أجل مواجهة المشكلات والشكوك العديدة التي تواجه عالم اليوم، قررت الصين إعطاء منظور أكبر لروح طريق الحرير العريق وأطلقت مبادرة الحزام والطريق-- مبادرة طريق الحرير البري والبحري العصري بهدف دفع المنافع المتبادلة وتعزيز التنمية المشتركة لجميع الدول حول العالم.

إن دعم مساعي بكين لتحقيق التنمية والتكامل العالميين يتمثل في رؤية بناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية، يؤيدها الرئيس الصيني شي جين بينغ وتمثل، في عيون الكثيرين، الهدف النهائي للتنمية البشرية.

وأكد شي خلال جلسة نقاشية مع مشرعين خلال الدورة السنوية الحالية للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني على أن الصين لن تغلق بابها المفتوح وستواصل الانفتاح على كافة الأصعدة.

-- المستقبل الوحيد للبشرية"

بعد أكثر من ألفي عام على إطلاق تشانغ تشيان الطريق الدولي، لا تزال الانعزالية والمواجهة تطاردان العالم رغم المنافع الهائلة التي حققتها العولمة للتنمية البشرية.

وتسببت الصراعات المسلحة وعقلية الحرب الباردة وسياسات القوة بالإضافة إلى المخاطر الأمنية غير التقليدية، مثل الإرهاب والأمراض الخطيرة المعدية وتغير المناخ، في تفاقم ركود النمو العالمي وزيادة اتساع الفجوات في التنمية.

ومن أجل التخلص من تلك التحديات الهائلة والمخاطر المتزايدة، اقترحت الصين بناء مجتمع ذى مصير مشترك للبشرية وتحقيق تنمية مشتركة تحقق المنافع للجميع، حسبما أعلن الرئيس الصيني في خطابه الهام بمقر الأمم المتحدة في جنيف في يناير الماضي.

وأضاف الرئيس "لتحقيق هذا الهدف، ينبغي على المجتمع الدولي تعزيز الشراكة والأمن والنمو والتبادلات بين الحضارات وبناء نظام بيئي سليم."

وفي تقرير عمل الحكومة الذي قدمه رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ في جلسة كاملة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني يوم الأحد، أعلنت بكين مجددا أنها على استعداد للعمل مع المجتمع الدولي لتعزيز نمط جديد من العلاقات الدولية وفى القلب منه التعاون المربح للجميع وتقديم إسهامات جديدة لبناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية.

وقال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة بيتر تومسون في حوار مع وكالة أنباء ((شينخوا)) إن رؤية شي "هي المستقبل الوحيد للبشرية على هذا الكوكب".

وتعهد تومسون والأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريس بأن تعمل المنظمة الدولية مع الصين على تعزيز السلام والتنمية على المستوى الدولي، وتحقيق هدف بناء مجتمع ذى مصير مشترك للبشرية.

وفي دليل واضح على زيادة الاعتراف العالمي بمفهوم شي بشأن التنمية البشرية، وافقت لجنة الأمم المتحدة الـ55 للتنمية الاجتماعية على قرار في فبراير يدعو إلى تقديم مزيد من الدعم للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في إفريقيا من خلال تبني روح بناء مجتمع ذى مصير مشترك للبشرية.

وقال فيليب تشارواث، رئيس اللجنة لـ((شينخوا))، إن المفهوم "اعتراف بالأساس بأننا جميعا نعتمد على بعضنا البعض."

-- التكيف مع النظام العالمي الحالي

بالنسبة للذين لديهم نزعة إلى اللعبة الصفرية، فإن الصين تخطط للإطاحة بالولايات المتحدة من على قمة العالم وإقامة نظام عالمي جديد في الوقت الذي يشهد فيه العالم تحولا في موازين القوى من الغرب إلى الشرق.

وبددت بكين تلك الشكوك قولا وعملا . فخلال زيارته للجمعية العامة للأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى في سويسرا، أكد شي على التزام الصين بالتنمية السلمية وتعهد بعدم السعي للسيطرة أو التوسع أو فرض النفوذ.

وأرسلت زيارة الرئيس لسويسرا رسالة واضحة تتضمن التزام الصين القوي بالتعددية ودعمها القوي للنظام الدولي وفي القلب منه الأمم المتحدة"، وذلك حسبما قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي في مؤتمر صحفي يوم الأربعاء على هامش دورة المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني.

وفي خطوة تشير بوضوح إلى التزام بكين، اتخذت الصين زمام المبادرة في إقامة البنك الآسيوي للاستثمارات في البنية التحتية في 2015 بهدف تكميل دور - وليس استبدال - النظام المالي الدولي والمساعدة في ملء فجوات التمويل الواسعة في مجال البنية التحتية.

وشبه وانغ النظام الدولي بالمبنى قائلا إن "ما يتعين علينا القيام به هو ترميم المبنى وليس إقامة مبنى آخر".

وهذا ما توصل إليه جوزيف ني، الأستاذ بجامعة هارفارد والخبير في السياسات الخارجية الأمريكية، من خلال مراقبته.

وأشار خلال ندوة حديثة عُقدت بجامعة جونز هوبكينز في واشنطن "إذا لاحظتم سلوك الصينيين، فهم لا يرفضون النظام الدولي"، مضيفا أن "الصين لا تسعى سوى لتكييف نفسها مع النظام العالمي الحالي وليس إسقاطه".

وقال ايفان ايه فيجنباوم، الزميل البارز في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، مركز أبحاث أمريكي، إن الصين ليست قوة "ثورية".

وكتب في مقالة نشرت في عدد يناير/فبراير من مجلة الشؤون الخارجية الأمريكية تحت عنوان "الصين والعالم" أن حجم الصين وثروتها وسياستها تقودها للمطالبة بتغيرات كبيرة في المؤسسات القائمة ولكنها لا تسعى للانقلاب على النظام الدولي الحالي ككل."

-- طريق للتعاون، المربح للجميع

دعم شي رؤيته الكبرى بخطوات ملموسة.

على سبيل المثال، قامت الصين بجهود عظيمة في بناء مجتمع ذى مصير مشترك مع جيرانها. ومن بين مبادراتها آلية تعاون لانكانج - ميكونج التي وضعت 45 برنامج "حصاد مبكر".

وقال وزير الخارجية وانغ يي "نأمل أن تصبح الآلية مبادرة رائدة في جهود الصين لبناء مجتمع ذى مصير مشترك مع جيراننا والإسهام الأكثر في تضييق فجوة الخلافات وتعزيز التكامل في منطقتنا."

كما تم تحقيق تقدم في بناء مجتمع صيني - إفريقي ذي مصير مشترك. ومنذ انعقاد قمة منتدى التعاون الصيني- الإفريقي في جوهانسبرج في أواخر 2015، قدمت الصين نحو نصف 60 مليار دولار من الدعم الذي وعدت به لإفريقيا.

وبالإضافة إلى ذلك، تم تشغيل خط السكك الحديدية أديس أبابا-جيبوتي، الذي ساعدت الصين في بنائه لربط العاصمة الأثيوبية أديس أبابا بميناء جيبوتي المطل على البحر الأحمر ويعد أول خط سكك حديد كهربائي حديث بالقارة.

والحال نفسه مع خط السكك الحديد في كينيا بين مومباسا ونيروبي، أول خطط سكك حديد قياسي بتمويل صيني، ويمثل أكبر مشروع بنية أساسية في البلاد منذ استقلالها.

وتحمل مبادرة الحزام والطريق راية مساعي الصين نحو تعزيز التعاون والارتباطية.

وحتى الآن، حازت المبادرة التي اقترحها شي في 2013 على دعم أكثر من 100 دولة ومنظمة دولية ووقعت أكثر من 40 بالمائة منها على إتفاقيات تعاون مع الصين.

وقال كيث بينيت نائب رئيس نادي مجموعة 48، ومقره لندن، إن "المبادرة الصينية للبناء المشترك للحزام والطريق وتبني الاتجاه نحو العالم متعدد الأقطاب والعولمة الاقتصادية والتنوع الثقافي وتطبيق أكبر لتكنولوجيا المعلومات، تهدف إلى تحقيق الفاعلية العليا فيما يتعلق بتخصيص الموارد وإلى تكامل أعمق للأسواق بين الدول المعنية."

وصرح رجل الأعمال البريطاني لـ((شينخوا)) "بذلك، ستخلق المبادرة هيكل تعاون اقتصاديا إقليميا مفتوحا وشاملا يعود بالنفع على الجميع."

وقال جريشون كيه. ايكيارا، المحاضر البارز في جامعة نيروبي، إن مبادرة الحزام والطريق ستوفر فرصا غير مسبوقة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في الصين وجميع الدول الأخرى المشاركة.

وقال ايكيارا عن المبادرة "إنها طريق تقود إلى مجتمع ذى مصير مشترك للبشرية".

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×