القاهرة 3 مارس 2017 / أعلنت مصر اليوم (الجمعة)، عن تشكيل مجموعة عمل وزارية لتذليل العقبات أمام إقامة منطقة صناعية روسية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وذلك بعد أن قطع البلدان شوطا كبيرا في المفاوضات نحو إنشاء هذه المنطقة الصناعية.
وقال الدكتور أحمد درويش رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، إنه بحث خلال لقائه اليوم مع النائب الأول لوزير الصناعة والتجارة الروسي جليب نيكيتين، متطلبات الجانب الروسي بشأن إقامة المنطقة الصناعية الروسية بشرق بورسعيد، شمال شرق القاهرة، وكذا اختيار البدائل النهائية المقترحة لتلك المنطقة.
وأضاف درويش في بيان، إنه " نظرا لأن بعض المطالب الروسية تحتاج إلى موافقة مجلس النواب المصري (البرلمان) عليها حيث أنه المنوط به تعديل القوانين، فقد تم تشكيل مجموعة عمل من الوزارات المعنية لبحث تلك الطلبات ومن ثم إعداد المقترحات في هذا الشأن، لعرضها على مجلس النواب، ليبدأ بعدها الجانب الروسي في تنفيذ مشروعه في منطقة شرق بورسعيد".
وأوضح أن الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس "قطعت شوطا كبيرا مع المطور الروسي في المفاوضات"، التي بدأت منذ نوفمبر الماضي.
وسيحصل الجانب الروسي على أرض بمنطقة شرق بورسعيد بنظام حق الانتفاع لمدة 50 عاما، ثم يطورها وفقا للمخطط العام المعتمد من قبل مجلس إدارة الهيئة العامة، حسب البيان.
وستقام المنطقة الصناعية الروسية على مرحلتين، تبدأ بمساحة تبلغ 800 ألف متر، على أن تصل بعد ذلك إلى مليوني متر مربع، وفقا للبيان.
وأكد درويش أنه سيتم وضع جميع التسهيلات أمام الجانب الروسي لإقامة المنطقة الصناعية، التي من شأنها زيادة الفرص الاستثمارية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
وأضاف درويش أنه سيتطلب إنشاء المنطقة الصناعية الروسية حجم عمالة يقترب من 30 ألف عامل، ما بين عمالة مباشرة وغير مباشرة.
وفي حال إنشاء المنطقة الصناعية الروسية فإن ذلك سوف يؤدي إلى تعظيم الاستفادة من منطقة شرق بورسعيد المهمة والذي من شأنه أن يحدث نهضة اقتصادية كبرى بالبلاد .
واعتبر درويش " شرق بورسعيد منطقة متكاملة من حيث وجود ميناء شرق بورسعيد في ظهير المنطقة الصناعية، وكذا مناطق لوجستية ما يضع مصر من بين أكبر مراكز الصناعة والتجارة عالميا".
من جهته، أكد عمرو مرزوق رئيس قطاع علاقات المستثمرين بالهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، أن زيارة الجانب الروسي للمنطقة الاقتصادية اليوم "مثمرة للغاية".
وأعرب الوفد الروسي المكون من كبار رجال الأعمال الروس عن سعادته بالمطور الصناعي الصيني "تيدا"، الذي أقام بالمنطقة مصانع تعمل في صناعة "الفايبر جلاس" وغيرها من صناعات أخرى .
وتابع مرزوق أن " الوفد الروسي لمس خلال زيارته مدى الجدية في إتاحة فرص استثمارية داخل المنطقة، بعد أن زار المطور الصناعي الصيني، الذي يوفر البنية التحتية والمرافق وجميع التجهيزات لإقامة المصانع بشكل فوري دون أية عقبات".
وأشار إلى أن وفدا من المطور الروسي سيقوم هذا الأسبوع بزياره منطقه شرق بورسعيد، لاستكمال الدراسات الخاصة بإنشاء منطقة صناعية روسية هناك.
في الوقت ذاته، بحث وزير الدولة للإنتاج الحربي في مصر محمد سعيد العصار، والنائب الأول لوزير التجارة والصناعة الروسي جليب نيكيتين، تعزيز التعاون بين البلدين في مجال التصنيع الحربي والمدني.
وذكرت وزارة الدولة للإنتاج الحربي في بيان اليوم، إن العصار أكد خلال اللقاء مع الوفد الروسي قوة العلاقات بين البلدين، وحرصه على استغلال زيارة الوفد الروسي لمصر لتعزيز التعاون الثنائي فى مجال التصنيع الحربي والمدني.
وأوضح العصار أن وزارته على استعداد تام لتفعيل الشراكة مع روسيا فى مجالات التصنيع المشتركة والمقترحة من قبل الروس.
وأضاف إن مجالات التعاون يمكن أن تشمل تصنيع المعدات والأجهزة الطبية، ودراسة مشروع توريد شركة روسية - مجرية 700 عربة قطار لصالح هيئة السكة الحديد المصرية، على أن يتم تجميع هذه القطارات فى أحد مصانع وزارة الإنتاج الحربي المصرية.
بدوره، قال جليب نيكيتين النائب الأول لوزير التجارة والصناعة الروسي، إنه يسعى للتعاون مع وزارة الإنتاج الحربي في عدة مجالات بالقطاع المدني، تتضمن تفعيل مشروع إنشاء المنطقة الصناعية الروسية بمصر، وكذلك إنشاء مصنع مشترك للصناعات الدوائية، والتصنيع المشترك لعربات الإسعاف لصالح هيئة الإسعاف المصرية.
وأشار إلى أنه يمكن التعاون فى مجال الصناعات المغذية للسيارات وقطع الغيار، والتصنيع المشترك لكافة طرازات العربات، عدا الملاكي، من إنتاج شركة (جاز) الروسية.
واتفق الجانبان على تبادل الزيارات، واستمرار المناقشات حتى يتم التوصل إلى اتفاقيات نهائية لتنفيذ هذه المشروعات.