واشنطن 22 فبراير 2017 /قد يصبح الرئيس الأميكي دونالد ترامب خشنا مع إيران بعد تجربتها الصاروخية الأخيرة، بيد أن الخبراء يعتقدون إنه من غير المرجح أن يعيد فرض العقوبات متعددة الأطراف التي رفعت من على كاهل إيران عام 2015.
وتصاعدت التوترات بين الولايات المتحدة وإيران في أعقاب تجربة صاروخ باليستي من جانب الأخيرة مؤخرا. وقد وصف البعض الاختبار بأنه انتهاك لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231، واستشاطت إدارة ترامب غضبا في الأنباء، وقالت أنها ستضع إيران تحت الملاحظة.
وزادت الأمور توترا عندما حرك ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاسبوع الماضي الأمواج في وسائل الإعلام العالمية بعد تعهدهما بمنع إيران من أن تصبح دولة نووية كهدف مشترك خلال زيارة الأخير للبيت الأبيض.
ومن جانبها، أكدت إيران أن تجربتها الصاروخية لم تنتهك الاتفاق النووي الأمريكي- الإيراني وأصرت دوما على الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي.
غير أن الخبراء قالوا إن ترامب من المحتمل أن يصبح متشددا مع إيران فيما يتعلق بتجاربها الصاروخية وربما يفرض جولات جديدة من العقوبات، لكن لن تكون بنفس ضخامة وتنسيق وجماعية العقوبات التي رفعت في أعقاب الاتفاق النووي.
فجلب دول متعددة على الطاولة مرة أخرى سيكون أمرا صعبا في ضوء توق الدول الأوروبية إلى القيام بأعمال تجارية مع الجمهورية الإسلامية الغنية بالنفط.
وقال داريل ويست، نائب رئيس ومدير دراسات الحوكمة بمعهد بروكينغز، لوكالة ((شينخوا)، إن ترامب من المحتمل أن يرد بشكل أكثر صرامة إذا واصلت إيران استفزازاتها عسكريا، لكن من غير المرجح أن يعود فرض نفس العقوبات السابقة.
وأضاف ويست "ترامب لن يستطيع على الأرجح أن يجمع الدول الرئيسية لإعادة فرض العقوبات على إيران".
وأشار إلى أن الكثير من هذه الدول قد وقعت بالفعل اتفاقيات تجارية مع إيران وستتردد قطعا في إيقافها. فضلا عن ذلك، أثار ترامب بالفعل غضب عدد من الدول، لذلك فهو لا يتمتع بمصداقية شخصية تمكنه من إقناعها بإعادة فرض عقوبات جديدة.
وأكد أن معظم العالم يقف في خانة تهدئة الأوضاع مع إيران وإعادتها إلى مجتمع الأمم.
ومن جانبه، قال جيم فيليبس، زميل أبحاث الشرق الأوسط بمؤسسة هيريتيج، لوكالة ((شينخوا))، إن ترامب سيكون له رد فعل قوي ضد إيران، مضيفا أن فرض العقوبات أمر سيعتمد بالأساس على وزير الدفاع ماتيس لصياغة السياسة المستقبلية في الرد على الاستفزازات.
ورد مايكل أوهانلون، الزميل البارز بمعهد بروكينغز، لوكالة ((شينخوا)) نصا:" لن تكون هناك تقريبا فرصة "، عندما سئل عن إمكانية إعادة فرض العقوبات السابقة.
وأضاف أوهانلون إنه يتوقع أن يحترم ترامب الاتفاق الأمريكي -الإيراني بشأن الأسلحة النووية، لكنه سيعزز التعاون مع حلفائه في الخليج في التعامل مع إيران.
وتوقع أيضا أن يبحث ترامب عن فرص للرد عسكريا أو بغير ذلك من الاستفزازات غير النووية والبحث عن طرق أخرى للتعاون مع دول الخليج حول أمور مثل الأمن البحري والصاروخي.
وتوقع أيضا أن يحتفظ ترامب بقوات أمريكية في العراق إلى أجل غير مسمى.
وقال بعض الخبراء إن تصريحات ترامب المتشددة ربما تكسب احترام حكومة الجمهورية الإسلامية ، بيد أنهم في الوقت نفسه حذروا من أن هذا الخطاب قد يؤدي إلى نتائج عكسية.
وقال أوهانلون " المتشددون في إيران قد يشعروا بالجرأة، وقد يصعدوا العنف ضد الأمريكيين في أماكن مثل العراق".
وقال ويست إن كلام ترامب المتشدد قد يأتي بنتائج عكسية من خلال عزل الولايات المتحدة وإضعاف التحالف العالمي ضد إيران.
وأضاف إن الدول الأخرى لو استمرت في بناء علاقات اقتصادية مع إيران، سيصبح صعبا على أمريكا مواجهة إيران.