الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تعليق: مؤتمر الأمن في ميونيخ .. هل العالم يسير نحو عصر "ما بعد الغرب "؟

2017:02:20.16:26    حجم الخط    اطبع

بقلم/ روان زونغ زه، نائب عميد المعهد الصيني للدراسات الدولية

نشر مؤتمر الأمن في ميونيخ مؤخرا تقرير سنوي يحمل عنوان «ما بعد الحقيقة، ما بعد الغرب، ما بعد النظام»، ترك ضجة واهتماما بالغا. وقد تناول التقرير من 90 صفحة افكار وتصريحات العديد من الخبراء السياسيين الغربيين ونتائج البحوث من ثينكتانكات، ويثير ما انتجته الدراسات من ثلاث "بعد" التفكير الجدي.

ويظهر استطلاع الراي الذي نقله التقرير ، أنه بالمقارنة مع 15 عاما مضت، يعتقد المزيد من الناس أن الحكم الاستبدادي أكثر فعالية في حل المشاكل من الحكم الديمقراطي، وهذا ناقوس ينذر بفشل النظام الديمقراطي الغربي. في عام 1989، طرح فرانسيس فوكوياما المفكر الأميركي، فكرة أن نظام الديمقراطي الغربي " نهاية التاريخ "، لكنه عدل نظريته بشكل كبير بعد 20 عاما من نهاية الحرب الباردة، ويعود ليقول أن الديمقراطية قد تكون فعالة، وقد تكون مدمرة أيضا، معتقدا أن المكانة الاولى ليست للديمقراطية ، بل الحكومة القوية.

وحذر إيشنجر، مسؤول مؤتمر الأمن في ميونيخ في مقدمة تقرير المؤتمر، من أن البيئة الأمنية الدولية الراهنة أكثر اضطرابا من أي وقت مضى منذ الحرب العالمية الثانية ، وإن أهم الدعائم الأساسية للغرب وللنظام الليبرالي العالمي تهتز وتضعف، وقد نكون على شفا عصر آخر للغرب " ما بعد الغرب"، حيث إن نظام العالم الحر الذي يسود الغرب يخطى الى النهاية.

لماذا يتجه العالم نحو عصر "ما بعد النظام"؟ تجدر الاشارة الى أن مصدر "ما بعد الغرب" هو الغرب نفسه: حيث تبتعد النخبة الغربية عن الشعب، واهتزاز نظام الإدارة. وإن "ما بعد الحقيقة"، و"ما بعد الغرب"، و"ما بعد النظام" أسباب ونتائج بعضها بعضا. " ما بعد الحقيقة" هو الشخصية السياسية الذي يتجاهل الحقائق ويدلي بالتصريحات التحريضية والتساهل مع الاخبار الكاذبة من أجل تلبية المشاعر الشعبوية. وأن عجز الغرب على مواجهة التحديات المتنوعة أدى إلى تزايد عدد الغربيين الذين اصبحوا لا يشعرون بالامن ، وبدأ التفكير وتساءل عما إذا كان مفهوم النظام الغربي يمكن التكيف مع التغيرات في العالم؟ ويمكن القول ، وبمعنى آخر، يفقد المزيد والمزيد من الغربيين الثقة في المجتمع الحر والقيم الاساسية.

كان الغرب واثقا من أن نتائج العولمة الحتمية هي التغريب ، ولكن الحقيقة هي أن العالم أصبح بيت متعدد الاقطاب، بصعود مجموعة واسعة من الاقتصادات الناشئة. ويعتبر هذا تقدم العصر، لان صعود بلدان أخرى يجعل العالم أكثر تعددية وشمولية وتوازن. ولا ينبغي أن يكون هذا بمثابة مشكلة وأنما ايجابة لحل التحديات. للاسف، لا يزال التقرير يقسم العالم الى "الغرب" و" غير الغرب"، وينادي بأن صعود " غير الغرب" يهدد النظام العالمي الغربي. وهذا لا يعكس تعصب وكبرياء الغرب فقط، وأنما يعكس تحول حامل راية العولمة الغربية الى محارب العولمة. ويعود سبب مواجهة صعود" غير الغربية" إلى تخوف الغرب من خسارة المزايا وفقدان المجد، مما يجعلهم لا يترددون في استخدام الحمائية، وأسلحة "نقل الأزمة الى الجوار". والاولوية للولايات المتحدة، وخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي وغيرها أفضل مثال لذلك.

من الصعب معرفة السيناريو ولا يمكن التنبؤب بسلسلة التغيرات التي يشهدها الوضع الدولي في القرن الحادي والعشرين . حيث يعيش العالم اليوم الكثير من التناقضات والصراعات المتكررة، والارهاب وغيرها من التحديات العالمية المتزايدة من اللاجئين والفقر، والبطالة والاستقطاب الشعبوية، الحمائية وغيرها من الافكار التي تزيد من عدم اليقين مستقبلا. ولكن العولمة اتجاه لا رجعة فيه، لا يمكن لاي دولة أن تحقق السلام وحدها. في هذه الحالة، ينظر الكثير من الناس الى لعب الصين دورا اكبر . وقد طرحت الصين مفهوم "بناء وحدة مصير البشرية المشترك" وغيرها من الأفكار لتوفير "برامج الصين" لحوكمة العالم. ويهتم برامج الصين بالتعاون والفوز المشترك، ما يبث السحر وليس المقاومة. 

كيف يمكن تطور العالم "ما بعد الغرب"، ما هو تأثيره، كل هذه تستحق الاهتمام والتفكير. 

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×