بيروت 20 فبراير 2017 /أكد رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، اليوم (الإثنين) خلال لقاء مع المرشحة الرئاسية الفرنسية رئيسة الجبهة الوطنية مارين لوبان، أن المسلمين المعتدلين هم "أول هدف للإرهاب المتطرف"، معتبرا أن الخلط بين الإسلام والإرهاب هو "الخطأ الأكبر".
وذكر بيان أصدره المكتب الإعلامي للحريري أنه قال خلال لقائه لوبان، اليوم إن "المسلمين المعتدلين يشكلون الغالبية الساحقة من المسلمين في العالم، وهم أول هدف للإرهاب المتطرف باسم الدين لأنهم في الواقع أول المواجهين له".
وأردف الحريري قائلا إن "المسلمين هم أول ضحايا الإرهاب المتستر بلباس الدين بينما هو في الواقع لا دين له".
واعتبر أن "الخطأ الأكبر في مقاربة هذا الموضوع هو الخلط الطائش الذي نشهده في بعض وسائل الإعلام والخطابات بين الإسلام والمسلمين من جهة وبين الإرهاب من جهة ثانية".
وأكد "أن اللبنانيين والعرب كما بقية شعوب العالم ينظرون إلى فرنسا على أنها بلد المنبع لحقوق الإنسان وفكرة الدولة التي تساوي بين جميع أبنائها من دون أي تمييز عرقي أو ديني أو طبقي".
من جهتها، دعت لوبان في تصريحات للصحفيين بعد اجتماعها مع الحريري إلى "وضع كل الدول التي تسعى إلى محاربة التطرف الإسلامي حول طاولة واحدة".
وقالت إن "تنظيم داعش يتوسع بشكل كبير في العديد من الدول، بما فيها فرنسا ويقوم بتجنيد العديد من الأشخاص في المدن الفرنسية".
وحيال الأزمة السورية، رأت لوبان أنه "لا يوجد أي حل قابل للحياة ومعقول خارج الاختيار ما بين الثنائي بشار الأسد من جهة والدولة الإسلامية من جهة أخرى".
وقالت إنه "في إطار السياسة الأقل ضررا والأكثر واقعية يشكل بشار الأسد، اليوم حلا يدعو إلى الاطمئنان بالنسبة إلى فرنسا أكثر من الدولة الإسلامية".
وفي وقت سابق اليوم اجتمعت لوبان مع الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، ووزير الخارجية جبران باسيل.
وقالت في تصريحات صحفية سابقة إن "أفضل طريقة لحماية المسيحيين في الشرق الأوسط هي القضاء على التطرف الإسلامي".
واعتبرت أن "حماية المسيحيين تكون أيضا العمل على تمكينهم من البقاء في أرضهم... وجعلهم يواصلون العيش بأمان وطمأنينة في بلدانهم".
ووصلت المرشحة للانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة الأحد إلى لبنان.
وزار المرشح إيمانويل ماكرون وزير الاقتصاد السابق لبنان في 24 يناير الماضي، فيما ألغى المرشح فرنسوا فيون رئيس الحكومة الأسبق زيارة كانت مقررة إلى بيروت بعد فتح تحقيق في شأن وظائف وهمية أمنها لزوجته واثنين من أولاده.
ويقيم في لبنان نحو 23 ألف فرنسي بعضهم من أصول لبنانية، فيما يتراوح عدد الفرنسيين من أصول لبنانية المقيمين في فرنسا بين 300 و400 ألف.