يتوجه بنيامين نتنياهو يوم 15 فبراير الجاري إلى واشنطن في زيارة رسمية يلتقي خلالها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ويبدو أن شهر العسل الأمريكي الإسرائيلي بدأ منذ دخول دونالد ترامب الرئيس الامريكي الجديد البيت الابيض.
وفقا لما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية، اشار الرئيس الامريكي دونالد ترامب خلال مقابلة اجراها مع أحد وسائل الاعلامية الاسرائيلية الى أنه يفكر بشكل جدي للغاية في نقل سفارة الولايات المتحدة الى القدس. ومنذ فترة طويلة، يعتمد موقف الولايات المتحدة والعديد من الدول بشأن وضع القدس على اتفاق السلام النهائي. وتعتقد هيئة الأذاعة البريطانية، أن نقل الولايات المتحدة سفارتها الى القدس، يعني اكتشافا مبكرا لموقف حكومة ترامب.
قال دونغ مان يوان باحث بمعهد الصين للدراسات الدولية في مقابلة مع صحيفة الشعب اليومية: "تمر العلاقات الامريكية الاسرائيلية بأحلى أوقاتها." و قد وافقت اسرائيل على خطط جديدة لبناء 6000 وحدة سكنية استيطانية في الضفة الغربية منذ تأدية ترامب اليمين الدستوري. في حين، قال المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر أن بناء المستوطنات الاسرائيلية قد لا تساعد على التوصل الى إتفاق سلام بين فلسطين واسرائيل. ومع ذلك، يرى دونغ مان يوان أن هذا " التذكير" في الواقع هو حسن النية. وقال:" حكومة ترامب قلقة من أن يؤدي التعامل غير الصحيح مع قضية المستوطنات الاسرائيلية إلى تدهور الوضع الامني في اسرائيل، ويتسبب في حدوث المزيد من المتاعب لإسرائيل.
الولايات المتحدة بحاجة لإسرائيل
شهدت العلاقات الامريكية الاسرائيلية توترا في عهد أوباما بسبب قضية الملف النووي الايراني والمستوطنات الاسرائيلية. لكن طرأت تغيرات في هذا الشأن بعد دخول ترامب البيت الابيض. وقال روان تسونغ تسه، نائب رئيس معهد الصين للدراسات الدولية، أن حكومة ترامب ستقوم باصلاح العلاقات الامريكية الاسرائيلية التي شهدت تدهورا في عهد أوباما. وبلا شك أن إيران هي العامل الاساسي لسياسة حكومة ترامب في الشرق الاوسط.
وقال روان تسونغ تسه: " ترامب دائما ما كان ضد الاتفاق النووي الايراني، ودعا الى فرض العقوبات ضد إيران. و لا يمكن حل القضية النووية الايرانية دون إسرائيل. وأشار دونغ مان يوان إلى أن حكومة ترامب قد بدأت في الضغط على إيران. وحل القضية الايرانية حاليا بحاجة الى مساعدة اسرائيل والمملكة العربية السعودية.
وبالإضافة إلى ذلك، ذكرت وكالة رويترز للأنباء أنه في أواخر الشهر الماضي، أمر ترامب وزارة الخارجية بالتعاون مع وزارة الدفاع إعداد خطة في غضون 90 يوما لتوفير مناطق آمنة في سوريا وفي المنطقة المحيطة يمكن أن ينتظر فيها المواطنين السوريين الذين نزحوا من وطنهم توطينا دائما مثل إعادتهم لبلادهم أو إعادة توطينهم في بلد ثالث.
وقال روان تسونغ تسه: "أن إقامة حكومة ترامب " منطقة آمنة" لإيواء اللاجئين الذين شردتهم الحرب في سوريا وليبيا بحاجة الى دعم قوي من المملكة العربية السعودية، وبحاجة الى التعاون الاسرائيلي أيضا."
وقال دونغ مان يوان: " اللوبي اليهودي في أمريكا دعم ترامب بقوة خلال حملته الانتخابية، ومن الطبيعي أن يرد الاخير الجميل لإسرائيل."
الولايات المتحدة تريد استعادة حقها في الكلام
ذكرت شبكة الأخبار الأمريكية (سي إن إن)، أن القوات الامريكية نفذت يوم 29 يناير هجمات ضد تنظيم " القاعدة" فرع شبه الجزيرة العربية في اليمن. ويعتبر هذا أول عمل عسكري يأذن به ترامب بعد توليه منصبه الرئاسي.
لقد أبرزت غارات جوية على اليمن، عقوبات ضد إيران ، تقارب مع إسرائيل سياسة الحكومة ترامب في منطقة الشرق الأوسط. وقال روان تسونغ تسه :"تتركز السياسة على الضرب وفرض العقوبات: ضرب إيران وتنظيم " الدولة الاسلامية" والقوى المتطرفة الاخرى . وكسب ود اسرائيل والمملكة العربية السعودية يجعلهما يتبرعان بالمال. ولتحقيق هدفه الاول المتمثل في محاربة تنظيم " الدولة الاسلامية"، تحتاج الولايات المتحدة الى دعم وحشد كل القوى في الشرق الاوسط.
علاوة على ذلك، عززت روسيا من خلال الأزمة السورية حق الكلام في الشرق الاوسط، وبدأت تميل الولايات المتحدة الى التهميش في المنطقة. ويعتقد روان تسونغ تسه، "في الوقت الحاضر، لا يمكن للولايات المتحدة أن تفعل الكثير، وليس أمامها سوي الدعاية لروسيا ومحاربة القوى الارهابية المتطرفة معا. ومع ذلك، فإن الهدف النهائي من التعاون في هذا المجال هو إستعادة الحق في الكلام ".
ويعتقد دونغ مان يوان، أن سياسة حكومة ترامب في منطقة الشرق الاوسط تعكس عقلية رجل الاعمال: مطالبة الحلفاء في المنطقة المساهمة في الاقتصاد الامريكي لتوفير الامن .على سبيل المثال، عزل ايران، من ناحية، يفضي الى بناء سوق أمريكي كبير في الشرق الاوسط، ومن ناحية أخرى، استجابة لمخاوف المملكة العربية السعودية وإسرائيل حلفاء أمريكا في المنطقة، وفي نفس الوقت حث حلفائها لشراء سندات الخزانة الامريكية والاسلحة الامريكية.
ومع ذلك، أشار دونغ مان يوان إلى أن ما يظهر الآن، يبدو أن حكومة ترامب تحارب تنظيم" الدولة الاسلامية" من ناحية، وتفرض عقوبات ضد إيران من ناحية أخرى، وهناك تناقض بين الاثنين. حيث لا يمكن فصل محاربة تنظيم " الدولة الاسلامية" بإيران، ولا يمكن فصل اليمن من روسيا، وتركيا وشيعة العراق وغيرهم من الاطراف الاخرى، ولكن ، حكومة ترامب الآن تستهدف إيران بوضوح. وكلاهما متناقضين. وقال:" بالاضافة إلى ذلك، لا تزال حكومة ترامب لم تعلن عن موقفها تجاه مصير نظام بشار الاسد في سوريا، ولا تزال سياستة تجاه الشرق الاوسط غير مؤكدة."