تكريت، العراق 28 يناير 2017 /قررت قيادة عمليات سامراء، المسئولة عن الأمن في سامراء، (120 كلم) شمال بغداد، بناء سور اسمنتي حول مدينة سامراء القديمة التي تضم مرقد الامامين علي الهادي والحسن العسكري المقدسيين لدى الشيعة.
وقال مصدر في قيادة العمليات لوكالة أنباء (شينخوا) " إن بناء السور يهدف إلى توفير الأمن لزوار مرقدي الامامين وبالنتيجة تقليص الإجراءات الأمنية المشددة المفروضة على المدينة".
يذكر أن هذا القرار لو نفذ سيمنع اختلاط زوار المرقدين مع أهالي سامراء لأنه سيعزل المدينة القديمة التي تضم المرقدين عن باقي أجزاء المدينة التي تعد ثاني أكبر مدن محافظة صلاح الدين.
في المقابل، أعربت أوساط شعبية ورسمية في المدينة عن رفضها الكامل والمطلق لبناء جدار عازل حول المدينة القديمة وعدته تكريسا للطائفية والعزل الطائفي الذي سيجلب نتائج عكسية.
وعبر مجلس شيوخ عشائر سامراء بعد اجتماع عقده مع أعضاء المجلس البلدي وأعضاء مجلس محافظة صلاح الدين من مدينة سامراء عن الرفض الكامل لبناء الجدار العازل والقلق من المقترح كونه يدل على نية مبيتة لتقسيم المدينة وإشاعة البغضاء والطائفية فيها.
وحمل الشيخ طلال حسين المتحدث باسم شيوخ عشائر سامراء الذي تحدث نيابة عن المجتمعين، في مؤتمر صحفي الحكومة العراقية المسئولية الكاملة عن حماية مدن العراق كافة ومنها سامراء التي تضم المراقد الدينية.
وأعرب حسين عن ترحيب أهالي سامراء بتوسيع مرقد الامامين العسكريين بالحدود المتفق عليها لكن دون إقامة جدار عازل ذو أهداف مشبوه.
ودعا حسين إلى عرض التصاميم القديمة للمدينة وتنفيذها بموافقة الإدارة المحلية واليونسكو وتعويض أصحاب الأملاك المجاورة للمرقد والذين حرموا من استثمار محلاتهم على مدى السنين الماضية، مبينا أن الجدار العازل سيؤدي إلى تهجير اعداد كبيرة من الساكنين قرب المرقدين ويهدد السلم الأهلي ويترك تداعيات على مجمل السلم الأهلي في العراق كله.
وأوضح أن المنطقة القديمة التي تضم مرقدي الامامين تعكس تاريخ سامراء ولا يجوز منع الأهالي من التواصل مع زائري الامامين والذين كان أهل سامراء يقدمون الخدمات لهم على مر التاريخ دون تدخل من أحد.
وطالب الناطق باسم مجلس شيوخ سامراء بمشاركة أهل المدينة بإدارة ملفها الأمني وتحديد مداخلها وتزويد نقاط التفتيش بأجهزة حديثة.
من جانبه، قال براء السامرائي من سكنة المدينة "نرفض بشكل قاطع هذا الجدار، لان الهدف منه ليس امنيا بل طائفيا، ومن أجل ايجاد فجوة وعدم بناء ثقة بين الزوار الشيعة، وأهالي سامراء السنة".
واضاف "لو ان الحكومة تريد ان توفر الامن لماذا لا تبني سورا محكما لكل مدينة سامراء بحدودها الجغرافية، وتضع فيها نقاط مزودة باجهزة حديثة حتى ينعم جميع اهالي المدينة وزوارها بالامن والامان، ويعيشون باستقرار"، مبينا ان اهالي سامراء كلهم يرفضون هذا الاجراء ويعتبرونه تعديا عليهم لان اثاره ستنعكس بصورة سلبية على العراق كله.
وكان المرقدان تعرضا في فبراير عام 2006 إلى تفجير أدى إلى تحطم قبتهما ما أدخل البلاد في عمليات قتل وخطف وعنف على اساس طائفي راح ضحيتها عشرات الالاف من العراقيين.
ويتولى الوقف الشيعي ادارة المرقدين باعتبار انهما مرقدان شيعيان بينما يطالب الوقف السني واهالي سامراء بالمشاركة في ادارة المرقدين باعتبار ان المدينة ذات غالبية سنية مطلقة وان اهالي المدينة كانوا على مر التاريخ يتولون الادارة والحماية.
وتتولى قوات معظمها من جنوبي العراق حماية المرقدين تحت قيادة عمليات سامراء التي استحدثت بعد تفجير المرقدين عام 2006.