بكين 18 يناير 2017 / ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ أمس الثلاثاء خطابا مهما في اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2017، طرح فيه حجة مقنعة لدفع العولمة ورفض الحمائية.
وأشاد مسئولون وأكاديميون واقتصاديون في العالم بالخطاب قائلين انه لم يظهر فقط تصميم الإدارة الصينية على مواصلة مسارها للتنمية ولكنه يطرح أيضا حلولا للمشكلات الاقتصادية العالمية.
وقالت فينسينت فلورينزا المدير التنفيذي لشركة (بي دي) للتكنولوجيا الطبية العالمية إن خطاب الرئيس الصيني "إيجابى وواقعى ومنفتح".
ومحاكيا تصريح فلورينزا، قال جافين اي ويلسون المدير التنفيذي لشركة (آي أف سي) لإدارة الأصول، ان الخطاب ركز بشكل بارز على العولمة على نحو إيجابي للغاية.
وقال ويلسون "إن ما أعجبنى للغاية هو تعبيرات الرئيس الصيني بشأن العولمة والتجارة الحرة. فالعولمة والتجارة الحرة جلبتا تقدما كبيرا في الصحة والثروة والتعليم...الخ"، وأضاف ان ما ينعش النفس أن نسمع قائد ثاني اكبر اقتصاد فى العالم وهو يؤكد على تلك الرسالة.
وبالنظر للوضع الحالي المتمثل في تباطئ النمو الاقتصادي، فإن الرئيس الصيني قدم حجة واضحة لرد عاجل وشجاع من قادة العالم، حسبما افاد هونسون مدير شركة (كيه بي ام جي شينا).
وقال إنه " أقنع العالم بالإبقاء على التجارة الحرة بدلا من التحول صوب الحمائية من أجل نفع الأمم كافة فى الأجل الطويل".
وقال "ثم وصف رحلة الصين الطويلة والشاقة التي استغرقت 38 عاما من الاصلاح والانفتاح واستعداد الصين لتولي زمام القيادة فى دفع النمو العالمي من أجل نفع كل شعوب العالم وليس الصين وحدها"، وأضاف أنه تأثر بعمق بالحس القوي لمسعى الصين باعتبارها قائدا مسئولا على الحلبة الدولية.
وقال هانز بول بورخنر مدير مجموعة بوسطن جروب للاستشارات (بي سي جي) ان رؤى الرئيس الصيني شي جين بينغ وتأكيده على اهمية استمرار العولمة والنمو والمساواة قد أثارت إعجابه.
وقال بورخنر "انه وضع مسألة التغلب على الفقر والتغير المناخي في سياق العولمة والنمو والمساواة وذلك للاستمرار فى جلب التقدم ليس فقط للصين ولكن للعالم بأسره. وهذا أمر أشعر شخصيا به بقوة "، وأضاف انه أحب رسالة شى عن العولمة التى تفيد الجميع.
وتابع بورخنر "اننا في حاجة لدفع النمو، لايزال هناك الكثير من الفرص ويمكننا التعامل مع قضايا المساواة بشكل افضل كما ذكر الرئيس".
وقال خالد الرميحي المدير التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية في البحرين إن إصرار الرئيس شي على تعميق العولمة وتقوية النمو الاقتصادى وتحذيره من الانعزالية مريح للغاية.
وتابع قائلا " أعتقد ان الصين باعتبارها جزءا لا غنى عنه في الاقتصاد العالمي الآن لديها مثل هذه الرسالة القوية من جانب الرئيس شي جين بينغ، التي تعد ايجابية للغاية بشكل خاص حينما يتخوف العالم من التوجه صوب الانعزالية اليوم".
بينما قالت جنيفر مورجان المدير التننفيذي لجماعة السلام الأخضر إنه نظرا لهشاشة السياسات الدولية حاليا، فإن خطاب الرئيس شي لم يساعد فقط في تهدئة الأعصاب ولكنه عزز الثقة الدولية أيضا.
وقالت مورجان " إن إشارة الرئيس شي للتغير المناخي تلقي الضوء على تقديرات الصين باتخاذ خطوات فعالة في تلك القضية. والآن أكثر من أى وقت مضي، يحتاج العالم لاتباع القوى الملتزمة مثل الصين لحماية وتعزيز نظام حماية المناخ العالمى الذى بذل جهدا كبيرا من أجله".
وقال شو ين بياو رئيس شركة (ستيت جريد كوربوريشن) الصينية إنه في الوقت الذي يبدو فيه المشهد الاقتصادي حافلا بالشكوك والتعافي الضعيف، فإن خطاب الرئيس شي جين بينغ لا يقدم فقط "خطة الصين" ولكنه أعرب ايضا عن الثقة فى النمو المستدام طويل الآجل للاقتصاد الوطني ايضا.
وقال شو " ان هذا يوجه رسالة قوية للمجتمع الدولي بأن اقتصاد الصين قادر على الحفاظ على تنمية مستدامة ومستقرة وطويلة الآجل."
وفيما يخص مبادرة الحزام والطريق التي شرحها الرئيس شي في خطابه في دافوس ، قال شو ان تلك المبادرة لاتساعد الدول في المضي قدما نحو التنمية بوتيرة أسرع ولكن ايضا في تقديم اسهامات قوية في الاقتصاد العالمي.
وقال ناريمان بيهرافيتش كبير الخبراء الاقتصاديين في شركة (اي اتش اس ) للإستشارات " ان الصين تعمل جاهدة من اجل ان تكون مواطنا صالحا في العالم."
واضاف " ان الصين أضافت الكثير للنمو العالمي، حيث ذكر الرئيس شي اسهامات الصين العظيمة في السنوات العشر الماضية، لقد كانت اسهامات هائلة حيث اصبحت الصين قاطرة للنمو."
بينما ذكر دينغ يوان وهو نائب رئيس مدرسة الأعمال الدولية الأوربية للصين، انه حيث يعقد منتدى دافوس وسط تصاعد الأصوات المناهضة للعولمة والمؤيدة للحمائية التجارية، فإن اتجاه الصين نحو قضايا العولمة والتجارة الحرة جذب اهتمام العالم.
وقال انه "مع نمو الاقتصاد الصينى وتحسن وضعه الدولى فإن الصين تلعب دورا تتزايد أهميته على الساحة العالمية"،مضيفا أنه يتوقع ان توجه الصين رسائل اوضخ واكثر انفتاحا بشأن تقليل الحواجز التجارية وزيادة تحرير التجارة والعولمة.