رام الله 16 يناير 2017 /اعتبرت الرئاسة الفلسطينية اليوم (الاثنين)، أن المعركة السياسية الكبرى القادمة بعد "الإنجازات" التي تم تحقيقها أخيرا هي القدس.
وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، في بيان صحفي نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، إن المعركة السياسية الكبرى القادمة، والتي تمثل تحديا للعالم العربي والمجتمع الدولي هي القدس.
وأضاف إن الرئيس محمود عباس أكد أن القدس خط أحمر ولن يسمح لأحد بأن يساوم عليها من خلال دولة ذات حدود مؤقته، أو من خلال تنازلات تمس الأمن القومي الفلسطيني والعربي.
واعتبر أن "تراكم الإنجازات الفلسطينية في المرحلة الأخيرة أكدت مرة أخرى عزلة وفشل السياسة الإسرائيلية وعدالة القضية الفلسطينية".
وأوضح أن تلك الإنجازات تمثلت بوحدة المجتمع الدولي في رفض الاستيطان، والتأكيد على حل الدولتين، سواء كان ذلك في قرار مجلس الأمن الأخير بخصوص رفض الاستيطان، أو من خلال رفع الرئيس علم فلسطين على السفارة الفلسطينية لدى الفاتيكان، وانتهاء بمؤتمر باريس الذي أكد على أسس الشرعية الدولية سواء بما يتعلق بالحدود أو بالقدس الشرقية.
ودعا الناطق باسم الرئاسة الجميع، إلى "التفاعل بجدية للتهديدات التي خلقت عدم الاستقرار والفوضى في المنطقة، وان أن يروا أولوية المواجهة لأن التاريخ الحديث المسكون بالعار ليس اعتذارا للتاريخ وليس امتيازا، ولأن القيم المشتركة يجب أن تكون لها الأولوية للخروج من هذه المرحلة المضطربة بإنجازات وطنية وقومية ولتمثل نقطة تحول تاريخية باتجاه المستقبل".
وكان عدد من مساعدي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب صرحوا أخيرا، بأن نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس يشكل أولوية كبيرة لديه.
ويبذل الفلسطينيون جهودا كبيرة مع أطراف دولية عديدة بينها روسيا لمنع ترامب من القيام بتلك الخطوة في يوم تنصبه رئيسا للولايات المتحدة في 20 يناير الجاري.
ويريد الفلسطينيون إعلان القدس الشرقية التي تضم المسجد الأقصى عاصمة لدولتهم العتيدة، فيما تصر إسرائيل على اعتبار القدس الموحدة عاصمة لها.
ولا يعترف المجتمع الدولي بالقدس عاصمة لإسرائيل منذ إعلانها القدس الغربية عاصمة لها عام 1950 منتهكة بذلك "قرار التقسيم" الصادر عن الأمم المتحدة في 1947 وينص على منح القدس وبيت لحم وضعا دوليا.
وازداد هذا الرفض بعد احتلال إسرائيل للقدس الشرقية وضمها في يونيو عام 1967.
وعقد يوم أمس الأحد مؤتمر باريس بموجب مبادرة أطلقتها فرنسا قبل نحو عام بحضور ممثلو أكثر من سبعين بلدا ومنظمة وهيئة دولية من دون مشاركة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي وذلك سعيا للتأكيد على حل الدولتين والدفع لاستئناف مفاوضات السلام المتعثرة بين الجانبين منذ عام 2014.
وجاء انعقاد مؤتمر باريس بعد أن كان تبنى مجلس الأمن الدولي تبنى في 23 ديسمبر الماضي قرارا يدين البناء الاستيطاني الإسرائيلي بأغلبية 14 صوتا مقابل امتناع دولة واحدة عن التصويت هي الولايات المتحدة الأمريكية.
وتوقفت آخر مفاوضات للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل في النصف الأول من عام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية من دون أن تسفر عن تقدم لإنهاء الصراع.