بيروت 15 يناير 2017 /أعلن لبنان اليوم (الأحد) اعتراضه على البيان الختامي لمؤتمر باريس الدولي للسلام قبل صدوره بسبب "انتقاصه" من شمولية مبادرة السلام العربية و"خلوه" من موضوع حق العودة للاجئين الفلسطينيين.
وانطلقت في وقت سابق اليوم أعمال المؤتمر الدولي للسلام في العاصمة الفرنسية باريس، بحضور قرابة 70 دولة على مستوى وزراء الخارجية، بالإضافة إلى خمس منظمات دولية، دون تواجد الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وقالت وزارة الخارجية اللبنانية في بيان اليوم إن المؤتمر "سيصدر عنه بيان ختامي ناقشته الوفود المشاركة طوال يوم أمس السبت أصر لبنان على إدخال تعديلات عليه تشدد على محورية مبادرة السلام العربية كما وردت في قمة بيروت العام 2002 بجميع مندرجاتها، وعلى ضرورة إدراج حق العودة للاجئين الفلسطينيين".
وعزت إصرار بلادها على التعديلات إلى "اعتماد صياغة مبهمة في مشروع البيان الختامي عند التطرق إلى موضوع مبادرة السلام العربية تنتقص من شموليتها".
وتابعت أنه فيما يتعلق بحق العودة للاجئين الفلسطينيين "جوبه مقترح لبناني برفض البعض وبتجاهل البعض الآخر حتى وصل الأمر إلى خلو البيان كاملا من كلمة لاجئين، وكأن المجتمعين في حالة إنكار للواقع المأساوي للفلسطينيين في الشتات (..) الذي لا يمكننا تجاهله أو التغاضي عن تجاهل الآخرين له".
ولم توضح الخارجية اللبنانية مقترح بلادها بشأن حق العودة للاجئين الفلسطينيين، لكنها أكدت أنه "حق كرسته الصكوك الدولية".
وأوضحت أنه "لا يمكن بناء سلام مستدام من دون شعوب تنعم بأبسط حقوقها، كما أنه لا يمكن بناء سلام شامل وكامل وعادل إن كوفئ المجرم والضحية دون تمييز".
وأضافت أنه "لا يمكن اعتماد اللجوء إلى سياسة الحوافز لتشجيع طرف على سلوك درب السلام، وهو الذي يغتصب حقوق الشعوب ولا يأبه بالقوانين الدولية ويتصرف دون رادع أو خوف من محاسبة أو عقاب".
وأشار البيان إلى أن وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل أعطى توجيهاته لرئيس وفد لبنان إلى مؤتمر باريس للتعبير عن الموقف اللبناني اليوم وتعميم مذكرة شارحة له بهذا الشأن على الوفود المشاركة.
ورغم اعتراضه، سيبقى لبنان مشاركا بالمؤتمر "في أي مبادرة أو لقاء أو اجتماع يهدف إلى إرساء سلام يقوم على أسس تحفظ حقوق الشعوب"، حسب بيان الخارجية، مؤكدا أن "هذا الموقف ثابت اليوم أكثر من أي يوم مضى".
وختمت الخارجية اللبنانية بيانها قائلة إن "لبنان بات مأوى لنصف مليون لاجئ فلسطيني وأكثر من مليون ونصف المليون نازح سوري .. فهل نبقى شهودا صامتين أمام عمليات إعادة هندسة المنطقة ديمغرافيا وبالقوة".
وبحسب القائمين على مؤتمر باريس، سيصدر البيان الختامي له الإثنين، حيث سيؤكد على مبدأ حل الدولتين على حدود العام 1967.