باريس 31 ديسمبر 2016 /في عام 2016، شهدت فرنسا سلسلة من الأحداث السياسية المفاجئة جاءت بعضها على خلاف جميع استطلاعات الرأي والتحليل السياسي.
من بين ذلك انتصار فرانسوا فيون في الانتخابات التمهيدية لليمين الفرنسي والقضاء على ترشيح الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند والرئيس السابق نيكولا ساركوزي للانتخابات الرئاسية للعام 2017.
وكانت المفاجأة الأولى الكبيرة هي فوز فيون بالانتخابات التمهيدية لليمين باتجاه قصر الإليزيه. وخدم فيون رئيسا للوزراء إبان حقبة ساركوزي.
وقبل ثلاثة أيام من إجراء الجولة الأولى من الانتخابات التمهيدية، منحت استطلاعات الرأي فيون 22 بالمائة فقط من نوايا الناخبين في مقابل 29 بالمائة لساركوزي و36 بالمائة لألان جوبيه.
مع ذلك، فاز فيون بالجولة الأولى بـ44.2 بالمائة من الأصوات متقدما على جوبيه الذي حصل على 28.5 بالمائة وساركوزي الذي جمع 20.6 بالمائة فقط من أصوات الناخبين.
وتصدر فيون الجولة الثانية وحصل على تذكرة الأحزاب اليمينية لخوض السباق الرئاسي المقبل.
وأثار فوز المرشح تلميحات بالسخرية من استطلاعات الرأي والتحليلات التي قللت من احتمالات فوزه من البداية.
وقال فيون في كلمته بعد الفوز "لقد تجلى الأمل نفسه بقوة في جميع أنحاء فرنسا، ما يكذب جميع التوقعات. هذا الأمل من شعب حر ورصين، شعب طلب أن يسمع له ويثق به".
وكان الحدث الرئيسي الآخر غير المتوقع هو خروج ساركوزي من الجولة الأولي للانتخابات التمهيدية للمحافظين.
فإذا كانت الاستطلاعات توقعت تقدم جوبيه بشكل طفيف، إلا أنها لم تتوقع خروج ساركوزي. فقد كان لديه كل الفرص للفوز في الجولة الثانية نظرا لخبرته السياسية ضد جوبيه الذي حكم عليه بأنه قريب جدا من " يسار-الوسط".
بيد أن الناخبين كان لهم رأي آخر ما أدى إلى انسحاب رئيس الدولة السابق من الساحة السياسية.
وقال ساركوزي في وقت لاحق "لقد حان الوقت لكي أعيش حياتي الشخصية بشغف".
وكان من المستغرب أيضا انسحاب أولاند من الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ففي الوقت الذي وضعته استطلاعات الرأي خلف مرشح اليمين وحزب الجبهة الوطنية، أعلن أولاند في 30 نوفمبر أنه لن يترشح لولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وبالإضافة إلى الأحداث غير المتوقعة المذكورة سلفا، شهد عام 2016 صعودا أيضا للجبهة الوطنية ووزير الاقتصاد الفرنسي السابق ايمانويل ماكرون الذي جلب المزيد من عدم اليقين إلى الانتخابات الرئاسية في عام 2017.
وكل هذه العوامل فتحت الباب أمام اعتقاد البعض بأن كل الاحتمالات باتت ممكنة وقد تصبح مارين لوبان زعيمة حزب الجبهة الوطنية دونالد ترامب آخر في فرنسا.
مع ذلك، يعتقد محللون سياسيون محليون أن الرأي بأن تقدم الجبهة الوطنية في فرنسا لا يمكن إنكاره وسيجعل لوبان النسخة الفرنسية من ترامب، هو في الواقع اختصار فكري وينطوي على سوء فهم للثقافة السياسية في البلدين.