بوينس آيرس 23 ديسمبر 2016 / إن القرار الذي اتخذته الصين مؤخرا بتعميق الإصلاحات الهيكلية في جانب العرض والانفتاح بصورة أكبر على الاستثمارات الأجنبية المباشرة يتفق مع أهداف مجموعة العشرين الرامية إلى تحسين الاقتصاد العالمي، هكذا قال خبير اقتصادي ومراقب سياسي أرجنتيني بارز.
وأشار جوستافو غيرادو رئيس مؤسسة (آسيا والأرجنتين) الاستشارية ومقرها بوينس آيرس إلى أن "هذا يتفق مع القرار الذي اتخذ في الاجتماع الأخير لمجموعة العشرين (بمدينة هانغتشو الصينية) حيث رفعت الوثيقة، التي وقعتها جميع الأطراف ودفعها الرئيس (الصيني) شي جين بينغ، رفعت الوعي بشأن زيادة المعروض العالمي من سلع الصناعات التحويلية".
وذكر غيرادو خلال مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا إن "سياسة جانب العرض الجديدة التي تنتهجها الصين...تأتي في مصلحة العالم حيث تحول دون انخفاض أسعار (السلع) بصورة أكبر، من خلال تقييد المعروض الدولي من تلك المنتجات".
وفي أعقاب مؤتمر العمل الاقتصاد المركزي الذي عقد الأسبوع الماضي، وهو اجتماع حول السياسات الوطنية يعقد سنويا، أعلنت بكين أنها ستواصل دفع الإصلاحات الهيكلية في جانب العرض في عام 2017.
وأشار ثاني أكبر اقتصاد في العالم إلى أنه سيسعى إلى تحقيق تقدم في خمسة من أوجه الإصلاحات الرئيسية خلال العام المقبل، بما فيها الحد من القدرة الإنتاجية المفرطة وخفض تكاليف الشركات.
كما أكدت الصين أنها ستسعى جاهدة لجذب الاستثمارات الأجنبية في عام 2017 من خلال تعزيز سيادة القانون في مجال الأعمال التجارية والسماح للشركات المملوكة لأجانب بالاضطلاع بدور أكبر في الاقتصاد.
وقال غيرادو إنه "من بين الدول النامية، لاتزال الصين الوجهة الرائدة للاستثمارات الأجنبية المباشرة".
ولفت إلى الأمر المميز يكمن في أن الصين في عام 2014 أصبحت "مصدرة خالصة لرأس المال" بالنسبة للاستثمارات الخارجية أو القروض.
و"بالنسبة لاقتصاد كان في فقر شديد قبل 60 عاما ونسبة كبيرة من سكانه كانت تسكن الريف، فإن التحول إلى مصدر خالص لرأس المال يبرز السرعة غير العادية التي تطور بها. وهذا أمر غير مسبوق"، على حد قول غيرادو.
ولمواصلة تحقيق هدفها المتمثل في إقامة "مجتمع رغيد العيش على نحو معتدل" بحلول عام 2020، "تحفز الصين دخول الاستثمارات الأجنبية"، وخاصة في مجالي الابتكار والتكنولوجيا.
وذكر غيرادو أن مثل هذه الاستثمارات الأجنبية لا تهدف إلى "التصدير من الصين مثلما حدث قبل 30 عاما، وإنما للاستفادة من السوق المحلية للمنتجات فائقة التكنولوجيا داخل الصين".