بقلم/ عماد الأزرق
الغردقة، مصر 23 ديسمبر 2016 /أشاد مسئول مصري بالسياحة الصينية، داعيا إلى زيادة تدفق السياح الصينيين لبلاده للتمتع بالمزايا الفريدة التي تتميز بها.
ورحب اللواء أحمد عبد الله محافظ البحر الأحمر، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء (شينخوا)، بالسياحة الصينية، مؤكدا أن السائح الصيني يتميز بالهدوء الشديد والانضباط العالي، والرقي في التعامل.
وشدد عبد الله، على أن من يزورون محافظة البحر الأحمر من الصينيين يدركون جيدا حجم وقدر الاهتمام والترحيب بهم على كافة المستويات، وأن المحافظة تسخر كافة الامكانيات لخدمة حركة السياحة خاصة من الجانب الصيني.
وتضم محافظة البحر الأحمر التي تقع على بعد (450 كلم) عن القاهرة، أشهر المنتجعات السياحية على ساحل البحر الأحمر، وتتمتع بمناخ معتدل جذاب خاصة في فصل الشتاء، بالاضافة إلى طبيعة خلابة جعلتها مقصدا سياحيا مهما.
وأكد اللواء أحمد عبدالله أن السياح الذين يأتون إلى البحر الأحمر يستمتعون تماما بالأمن والأمان الذين تتمتع بهما المحافظة، وكذلك الطقس وجمال الطبيعة لدرجة الانبهار بما تتمتع به المحافظة.
وتأثرت السياحة في الغردقة إلى حد كبير بالأوضاع الأمنية التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط ومصر، وإن كانت المحافظة لم تسجل اي اختراق أمني، رغم ما شهدته البلاد من أحداث منذ الاطاحة بالرئيس الاسبق محمد مرسي.
وأعرب محافظ البحر الأحمر عن أمله في أن يزور المحافظة لو واحد في المائة من السياحة الصينية سنويا، مشيرا إلى ما تقدمه الصين لحركة السياحة العالمية والتي تبلغ 120 مليون سائح سنويا.
وأكد أن محافظة البحر الأحمر على أتم استعداد لاستيعاب السياحة الصينية كلها، وأن المحافظة لديها امكانيات سياحية هائلة للغاية.
وأوضح أن المحافظة تسعى حاليا لجذب سياحة المؤتمرات، مشيرا إلى أنها سياحة مهمة وغنية جدا، وأن هناك دولا كثيرة تعتمد بدرجة كبيرة جدا على سياحة المؤتمرات.
ونوه بالاتجاه الحثيث لهذا النوع من السياحة بدلا من الاعتماد على السياحة الشاطئية فقط، باعتباره رافدا جديدا من روافد السياحة، في إطار تنويع المنتج السياحي للمحافظة.
محافظة البحر الأحمر محافظة ساحلية تقع على ساحل البحر الأحمر، ويبلغ طول سواحلها على البحر الأحمر (1080 كلم).
كما تبلغ مساحتها حوالي (118.5) ألف كم مربع، أي ما يعادل (1/8) مساحة مصر، وتصل إلى حدود السودان جنوبا، ويحدها من الغرب محافظات بني سويف والمنيا واسيوط وسوهاج وقنا واسوان.
الطاقة
وأكد عبدالله السعى بقوة للاستفادة من الثروات والامكانيات الطبيعية المتوفرة في البحر الأحمر لدعم قدرات الاقتصاد المصري، وفي مقدمة ذلك الطاقة الجديدة والمتجددة.
وقال "هناك خطوات كبيرة قطعناها في مجال الطاقة الشمسية، فمدن مرسى علم، حلايب، شلاتين، ابو رماد تعمل بالكامل في فترة النهار بالطاقة الشمسية بالاضافة للتجمعات البدوية".
وأوضح أنه جاري حاليا إنشاء محطة لتوليد الطاقة باستخدام الطاقة الشمسية بمدينة الغردقة قدرتها (40 ميجا واط).
كما أن هناك محطة لتوليد الطاقة باستخدام طاقة الرياح بقدرة (200 ميجا واط) تم تنفيذها شمال الغردقة، وجاري تنفيذ محطة أخرى حاليا.
تحلية المياه والزراعة
وأضاف أنه جاري حاليا أيضا إنشاء أكبر محطة لتحلية المياه بمدينة الغردقة بالاضافة لمحطات أخرى على ساحل البحر الأحمر، تمتد من الغردقة شمالا وحتى حلايب في أقصى الجنوب.
واردف "نسعى للاستفادة من الخبرات المصرية وعلمائنا سواء بالخارج أو بالداخل للاستفادة من أقصى ماتوصلت إليه تكنولوجيا تحلية المياه في العالم والتي تتسارع بشكل مذهل لتقليل تكلفة تحلية المياه".
وتابع "البحر الأحمر محافظة فقيرة مائيا بالنسبة للزراعة، ونسعى لزراعة أجزاء من الأراضي الصحراوية بالمحافظة، وجاري حاليا رصد وتحديد خزانات المياه الجوفية بالبحر الأحمر للاستفادة منها لخلق مجالات جديدة للتنمية والاستثمار".
واستطرد أن هناك مزارع في أودية الجبال في مناطق القويح والديف وأبو زعفة القصير وحلايب وشلاتين، و بدأت تثمر بالفعل ونجني ثمارها وجميعها زراعات (أورجنيك)، ونسعى للتوسع في هذه الزراعات.
وأضاف "نحاول الاستفادة من محطات معالجة الصرف الصحي الثلاثية، واستخدامها في زراعة النباتات، مع استخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والثروات الطبيعية التي منحها الله لمصر في هذه التنمية، خاصة وأن الطاقة الشمسية التي تصل مصر أكبر طاقة شمسية في العالم".
وحول امكانية استخدام مياه السيول في الزراعة، قال "مياه السيول لا تستخدم في الزراعة لأنها لا تأتي إلا لفترة معينة، يتم اقامة سدود لتجميعها وتتسرب إلى خزانات المياه الجوفية، لأن الأرض تجف خلال 5 أو 6 أيام، فيصعب استخدامها في تنفيذ تنمية مستدامة، كما أن السيول قد تتوقف لسنوات".
وعانت مناطق عدة في البحر الأحمر خاصة مدينة رأس غارب من موجة سيول مدمرة في أواخر شهر أكتوبر الماضي.
وأوضح اللواء أحمد عبدالله أن التنمية المستدامة الخاصة بالزراعة في البحر الأحمر ثلاثة أنواع، أولا المياه الجوفية بعد دراسة ومعرفة حجم الخزان الجوفي، ثانيا معالجة مياه الصرف الصحي ثلاثي، الأمر الثالث خاص بالنباتات الملحية والتي يتم زراعتها على مياه البحر وتعطي عليقة غنية بالبروتين للحيوانات.
وأشار إلى أن هناك صوبات زراعية لزراعة جميع أنواع الخضار، والفاكهة، بالاضافة لزراعة الفاكهة في المساحات المكشوفة وجميعها (أورجنيك)، لا مبيدات ولا أسمدة كيماوية، وانتاج الصوبات الزراعية في البحر الأحمر تعطي ضعف انتاجها في الدلتا.