اربيل، العراق 23 ديسمبر 2016 /فاقم البرد القارس وسقوط الامطار من معاناة النازحين العراقيين من مدينة الموصل كبرى مدن الشمال العراقي، فضلا عن ارتفاع اعدادهم بشكل يومي.
وقال احمد ابراهيم الذي يسكن في خيمة بمخيم حسن شامي (35 كلم) غرب اربيل لوكالة انباء (شينخوا) " البرد قارس جدا ونحتاج إلى تدفئة، وإلى وقود لكن كمية الوقود للمدافيء التي يوزعونها علينا قليلة جدا ولاتتناسب مع الاجواء الباردة حيث يعطونا 20 لترا من الوقود ولمدة 10 ايام اي في اليوم الواحد يخصصون لنا لترين فقط ".
واضاف " هذه الكمية لا تكفي ما يضطرنا إلى شراء بعض الوقود رغم اننا لانملك الاموال الكافية " متسائلا " هل يستطيع احد المسؤولين ان يبقى ست ساعات فقط وليس يوما كاملا في خيمة بدون تدفئة بجو بارد جدا ".
من جانبه، قال الشاب مصطفى البالغ من العمر 19 سنة "هربت قبل اسبوع انا واخي وتركت والدي ووالدتي واخي الصغير في البيت لان الارهابيين يفجرون المنازل التي يخرج اهلها ويسرقون محتوياتها".
ثم يصمت للحظات ويواصل حديثة "خرجنا من الجحيم الى مكان آمن ولكن هذا المكان نحتاج فيه الى خدمات اقلها ان يوفر لنا الدفء في هذا الجو البارد "، معربا عن امله بان تحرر القوات العراقية منطقته قريبا لكي يعود الى منزله ويلتقي بوالديه وشفيقه الاصغر البالغ من العمر سبع سنوات.
في احدى الخيم وجدنا طفلا صغير يبلغ من العمر سبع سنوات كان يقوم بكتابة واجباته المدرسية التي كلفته بها المعلمة ويرتجف من البرد.
ولدى سؤاله عن ماذا يكتب اجاب "اكتب دار، دور ، الواجب البيتي الذي طلبته المعلمة"، مشيرا الى انه يشتاق الى دار عائلته الذي فارقه منذ قرابة شهر.
الطفل لم يتكلم كثيرا لكن ملامحه وتعابير وجهه تشير إلى أنه غير مرتاح للعيش في خيمة والدراسة في خيمة، ويحن للعودة إلى منزله لكي يلعب مع اصدقاءه، اطفال الحي الذي ولد فيه، لكن تنظيم داعش الارهابي تسبب في تهجيرهم ونزوحهم وتحويلهم إلى نازحين في وطنهم.
إلى ذلك، طالب الشيخ بشير خليل الحداد امام وخطيب جامع جليل الخياط اكبر المساجد في مدينة اربيل عاصمة اقليم كردستان في خطبة صلاة الجمعة، الحكومة العراقية وحكومة اقليم كردستان والمنظمات الدولية بمساعدة النازحين وتوفير احتياجاتهم الاساسية.
وقال "على الحكومة العراقية ان لا تنسى مواطنيها النازحين وعليها ان تمد لهم يد العون في هذا الشتاء القارص البرد، مناشدا حكومة اقليم كردستان بمواصلة الدعم للنازحين للتخفيف من معاناتهم ".
ودعا الحداد ابناء الشعب الكردي إلى التبرع للنازحين قائلا "لكم اخوة يتواجدون في مخيمات النازحين في هذا الجو البارد ويعيشون ظروفا قاسية وعلى كل واحد منكم ان يتبرع بمدفئة او بطانية او بملابس لهؤلاء النازحين الذين تسبب ظلم داعش الارهابي بتهجيرهم وترك منازلهم".
وكان وزير الهجرة والمهجرين العراقي جاسم محمد اعلن قبل عدة ايام ان اعداد النازحين بعد بدء العمليات العسكرية بالموصل في 17 اكتوبر الماضي بلغ اكثر من 125 الف نازح.
وتوجد في اقليم كردستان مخيمات للنازحين هي مخيم الخازر ومخيم حسن شامي، وحسن شامي 1 وخاز 2 يتواجد فيها اكثر من 53 الف نازح، وفقا لمسئول في منظمة بارزاني الخيرية التي تدير هذه المخيمات بالتعاون مع الامم المتحدة والمنظمات الدولية، كما يوجد مخيم في منطقة ديبكة باربيل ايضا يضم اعدادا من النازحين من الموصل.
يذكر ان الحكومة العراقية فتحت ايضا مخيمات للنازحين في بلدة القيارة جنوب الموصل هي مخيمات الجدعة، والجدعة 1 والجدعة 2 فضلا عن مخيم في قرية الحاج علي وتخصيص عدة مدارس لسكن النازحين في القيارة ايضا.
وحسب المسئولين عن المخيمات والقادة العسكريين العراقيين فانه ينزح يوميا ما بين 700 إلى 800 شخص بسبب العمليات العسكرية والقصف بقذائف الهاون الذي ينفذه عناصر التنظيم المتطرف على الاحياء المحررة.
وتواجه القوات العراقية مشكلة كبيرة في الهجوم على الاحياء السكنية وتحريرها بسبب المدنيين الذين يستخدمهم التنظيم المتطرف كدروع بشرية فضلا عن عدم وجود امكانية لدى الحكومة العراقية لاخلاء مدينة الموصل من سكانها حيث يقدر عدد الموجودين داخل المدينة باكثر من مليون انسان.
يشار إلى أن القوات العراقية بدأت في 17 اكتوبر الماضي عملية عسكرية كبرى لاستعادة الموصل والمناطق التابعة لها بمشاركة قوات البيشمركة الكردية والحشد الشعبي وبمساندة ودعم قوات التحالف الدولي اسفرت عن استعادة أكثر من 300 قرية وبلدة ومنطقة وحي بينها 46 حيا من احياء الجانب الشرقي للموصل.