بقلم/ عماد الأزرق
القاهرة 20 ديسمبر 2016 / "على طريق الحرير" معرض للفن التشكيلي استوحت لوحاته من الثقافة والأساطير الصينية أقيم بالعاصمة المصرية القاهرة ويستمر حتى 28 ديسمبر الجاري.
ويضم المعرض الذي يقام بمتحف محمد محمود خليل بضاحية الدقي نحو 56 لوحة فنية للفنان التشكيلي المصري الشهير دكتور محمد عبلة.
وقال عبلة لوكالة أنباء (شينخوا) إن الأعمال التي يضمها معرض "على طريق الحرير" في أغلبها مستوحاة من الثقافة والأساطير الصينية والتبادل الثقافي بين الصين والأخر.
وأضاف "لقد سعيت لأن تكون اللوحات على ورق خفيف وقوي في نفس الوقت، فكان الورق الصيني هو الأفضل لذلك، علاوة على أن الألوان الصينية تحتوي على مادة ملونة جيدة جدا.
وأشار إلى أن الألوان كانت جزءا مهما من الحكايات التي تقف وراء كل لوحة فنية، وأنه نجح في ابتكار مزيج وخليط هائل من الألوان عبر باستخدامها عن رؤيته الفنية والإبداعية.
وأكد عبلة أن فكرة المعرض تتمثل في أهمية التبادل الثقافي بين الصين والدول المختلفة، وطريق الحرير باعتباره جسرا للتمازج الثقافي والإنساني مثلما أنه جسر للتعاون الاقتصادي والتجاري.
وأردف "من يشاهد المعرض سيشعر بذلك، عن طريق استخلاص واستنباط دروس ورؤى ثقافية من حضارات كثيرة في مقدمتها الحضارة الصينية".
ولفت إلى أن المعرض بمثابة دعوة للعالم كله للتعاون والتمازج الثقافي من خلال رمزية طريق الحرير الذي تسعى الصين لاحيائه مجددا باعتباره مشروعا ثقافيا اقتصاديا، لتعزيز التبادل الإنساني ثقافيا واقتصاديا
وأطلق الرئيس الصيني شي جين بينغ في عام 2013 مبادرة "الحزام والطريق"، لإحياء طريق الحرير البري والبحري، وأعلنت نحو 60 دولة الانضمام للمبادرة.
وأعرب الفنان التشكيلي المصري محمد عبلة عن أمله في أن يزداد التعاون الفني بين الفنانين المصريين والصينيين، وأن تتعدد ورش العمل والمعارض الفنية المشتركة.
وطالب بأن تتاح الفرصة لشباب الفنانين من الجانبين للمشاركة وتبادل الخبرات والمهارات، وأن يتم العمل على زيادة فرص التلاقي بين الفنانين المصريين والصينيين.
واحتفلت مصر والصين بعام 2016 الجاري كعام للثقافة المصرية - الصينية، والذي شهد الكثير من الفعاليات الثقافية المتبادلة، ومن بينها معارض عدة للفنانين التشكليين وورش عمل مشتركة.
وشدد عبلة على أن الصينيين لهم تاريخ طويل وتراث حضاري ممتد، انعكس بلا شك على الفن الصيني، الذي اعتاد أن يحتفي بالطبيعة جدا وبالإنسان، فهو يركز جدا على الحياة، والفن الصيني يزخر بمظاهر الحياة المختلفة.
وأوضح أنه حرص في لوحاته الفنية على إبراز هذه الرموز التي تعبر عن الحياة والطبيعة والأمل برغم كل المصاعب التي يمكن أن يواجهها.
من أبرز تلك اللوحات لوجة الأمواج الهائحة المتلاطمة يتوسطها مركب صغير وفي زاوية منها الشمس تشرق دليل على الأمل، وفي زاوية أخرى صورة ملَك رمز للنجاة رغم العواصف والأمواج.
لوحة ثانية لمدينة تحول كل مافيها من بشر وشجر وطير إلى حجارة وتماثيل، ومن بين كل هذا الجمود يبرز تمثالان لفارسان يمتطيان جوادين في حالة استعداد وتأهب للقتال، معلنان رفضهما لهذا الجمود.
تضمنت كل اللوحات رمزا طبيعية سواء لإنسان، حيوان، طير، زهور، مياه، بحار، أشجار، شمس، قمر، إلى غير ذلك.
فريد براور، عالم نفس صناعي، من الولايات المتحدة الأمريكية، أكد على حرصه الدائم على زيارة معارض دكتور عبلة، وأن أعماله دائما ما تحظى بإعجابه الشديد هو وزوجته ماندي براور، والتي كانت بصحبته.
وشدد براور على أن عبلة حافظ على تألقه في معرض "على طريق الحرير" بل وزاد من ابداعه، في تناوله للتراث والحضارة الصينية.
وأشاد بفكرة إحياء طريق الحرير، واصفا اياها بـ "الجيدة جدا"، مؤكدا أن ذلك الطريق صار مشهورا لدى الغرب عن طريق الرحالة مارك بولو.
وأعرب عن تطلعه لإحياء طريق الحرير، والذي سيربط بين الشرق والغرب، وسيزيد من حجم التفاعل والترابط بين شعوب العالم المختلفة.
من جانبها، عبرت زهرة طالبة بالفرقة الثالثة بكلية الفنون الجميلة، قسم تصوير فوتوغرافي، عن سعادتها البالغة بما شاهدته من لوحات فنية معبرة.
وقالت زهرة معظم اللوحات تعبر عن الثقافة والتراث الصيني، وهو ما برز في استخدام الرموز والطبيعة الصينية.
وأردفت "من يطالع اللوحات يدرك أن الكثير منها مستوحى من الأساطير والتراث الصيني، حتى أن بعض الملابس والأدوات التي تتضمنها الرسومات تعبر عن ذلك بوضوح.
المعرض يمزج ما بين الثقافة والتراث والحضارة المصرية ونظيرتها الصينية، وهو ما يؤكد عمق الترابط بين الحضارتين العريقتين.
والفنان التشكيلي الدكتور محمد عبلة ولد سنة 1953، حاصل على كلية الفنون الجميلة بجامعة الاسكندرية، درس النحت بكلية الفنون والصناعات بزيورخ سنة 1981.
في سنة 1987 بدا جولته في أوربا لزيارة المتاحف الفنية في أسبانيا وفرنسا وبلجيكا والمانيا، وفي عام 1989 دراسة الجرافيك والعرض في جاليري فيينا.
ا قام عبلة عشرات المعارض الفنية، وأسس عام 2007 مركز الفيوم للفنون، وفي عام 2009 أقام أول متحف لفن الكاريكاتير بالشرق الأوسط.