موسكو 23 ديسمبر 2016 /أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم (الجمعة) عن ثقته في انتشال بلاده من الأزمة الاقتصادية المستمرة منذ سنوات، بينما ابدى استعداد موسكو لاصلاح وتطوير العلاقات المتوترة مع بعض الدول.
التعافي الاقتصادي على مرمى البصر
خلال مؤتمره الصحفي الذي يعقده نهاية كل عام في موسكو، قال بوتين ان اقتصاد بلاده يتعافي من انخفاض نتج عن الوضع العالمي السيء والعقوبات الغربية منذ 2014.
واضاف انه كان من المتوقع أن يتراجع اجمالي الناتج المحلي بنسبة تتراوح ما بين 0.5 إلى 0.6 بالمئة هذا العام مقارنة ب3.7 بالمئة في 2015، وكان من المحتمل ان ينخفض التضخم بشكل قياسي ليصل الى 5.5 بالمئة.
وكان المتوقع ان يرتفع الناتج الصناعي في 2016 بنسبة تتراوح ما بين 0.7 و0.9 بالمئة، بشكل رئيسي بسبب الزيادة فى صناعات معينة، مقارنة بانخفاض بنسبة 3.4 بالمئة في 2015.
ومن المتوقع ان يصل حجم عجز الموازنة الى 3.7 بالمئة، بزيادة على 2.6 بالمئة في 2015، وقال بوتين ان ذلك مقبول نظرا لان روسيا لديها فائض تجاري يتخطى 70 مليار دولار.
واشار الى ان صندوق احتياطي الحكومة بقيمة 100 مليار دولار وودائع الذهب والعملات بالبنك المركزي بقيمة نحو 400 مليار دولار قدما "دعامة أمان جيدة" للاقتصاد الروسي.
تفنيد مزاعم القرصنة الامريكية
وردا على سؤال بشأن مزاعم امريكية حول تورط روسيا في عمليات قرصنة اثناء الانتخابات الرئاسية، قال بوتين إن الادارة الامريكية بقيادة الرئيس باراك اوباما المنتهية ولايته أرادت جعل روسيا كبش فداء لفشل الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية.
واضاف "يحاول الفاشلون دائما البحث عن اخرين لاتهامهم باخطائهم، مضيفا ان إدارة اوباما، بقيامها بذلك، تحط من قدرها.
وتابع بأن الديمقراطيين الامريكيين خسروا ليس فقط السباق الرئاسي ولكن أيضا مجلسي البرلمان، مشيرا للاخطاء النظامية داخل ادارة اوباما.
وتعليقا على التغريدة الاخيرة لنظيره الامريكي المنتخب دونالد ترامب بشأن الحاجة لتعزيز القدرة النووية للولايات المتحدة، قال بوتين انه مندهش بشأن محاولة البعض في الادارة الامريكية الحالية برهنة ان القوات المسلحة الامريكية الاقوى عالميا.
واضاف "لا أحد يجادل بشأن ذلك، واذا دخل احد في سباق تسليح، فلن يكون روسيا."
ومشيرا الى ان القوات المسلحة الروسية اقوى من اي معتد محتمل، تعهد بوتين بتعزيز ثالوثها النووي، مجموعة من الاسلحة المتقدمة تتألف من صواريخ باليستية عابرة للقارات وقاذفات استراتيجية وصواريخ باليستية تطلق من غواصات، ما يلعب دورا رئيسيا في الحفاظ على امن البلاد
وقال إنه اتفق مع ترامب على ان العلاقة بين موسكو وواشنطن حاليا اسوأ من ذي قبل، وانه على استعداد لاقامة علاقات بناءة مع الحكومة الامريكية الجديدة وكذلك قادة الحزب الديمقراطي المستقبليين.
العلاقات مع تركيا واوكرانيا والاتحاد الاوروبي
واصفا مقتل السفير الروسي لدى تركيا اندري كارلوف بمحاولة تقويض علاقات موسكو بانقرة، طمأن بوتين تركيا على ان الحادث لن يؤذي العلاقات بينهما.
وقال "نفهم اهمية العلاقات الروسية التركية وسنسعى لتطويرها بكافة الوسائل".
الا انه حذر من التغلغل العميق لعناصر هدامة في هياكل الدولة التركية، ومنها اجهزة انفاذ القانون والقوات المسلحة.
وعن الازمة الاوكرانية، أعرب بوتين عن ايمانه بانه لا بديل عن تسوية سلمية من خلال صيغة نورماندي التي تضم روسيا واوكرانيا وفرنسا والمانيا، رغم ان الصيغة "عملت بشكل بطيء".
وقال انه سيتم تطبيع العلاقات مع اوكرانيا، التي تتعرض لتراجع منذ 2014، عاجلا ام آجلا، وأيد تطبيق نظام السفر دون تأشيرات للمواطنين الاوكرانيين.
وعن علاقات روسيا بالاتحاد الاوروبي الذي فرض عقوبات جديدة على موسكو، قال بوتين ان روسيا تجري محادثات مع دولة منفصلة داخل الاتحاد عندما تجد انه من المستحيل التعامل مع الكتلة ككل.
وأضاف ان روسيا مهتمة بتطوير علاقات مع اوروبا وستسعى لتحقيق ذلك.
تسوية الازمة السورية
أعرب الرئيس الروسي عن ثقته في التعاون الدولي، الذى قال انه بدونه لم يصبح نجاح "العمل الانساني الكبير" لتحرير مدينة حلب بشمال سوريا ممكنا.
وقال ان صيغة التعاون الثلاثي بين روسيا وتركيا وايران لعبت دورا فعالا في العملية، مشيدا بجهود الرئيس السوري بشار الاسد والولايات المتحدة ومجموعة من الدول الاخرى.
ينبغي ان تكون المرحلة المقبلة من التسوية السورية توقيع اتفاق وقف اطلاق نار في جميع انحاء سوريا وبدء المصالحة السياسية بين الحكومة والمعارضة.