الدوحة 13 ديسمبر 2016 / أكد الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية والتنموية بالأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالله بن جمعة الشبلي أن دول الخليج تجاوزت ظرف هبوط أسعار النفط وتعمل على إعادة هيكلة مصادر موازناتها العامة.
وقال الشبلي، في تصريحات صحفية على هامش اجتماع الدورة الـ 29 للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (إسكوا) على مستوى كبار المسؤولين في الدوحة اليوم، إن دول المجلس استطاعت أن تتجاوز الظرف الاقتصادي المرتبط بانخفاض أسعار النفط.
وأضاف إن دول المجلس تعمل على اتخاذ إجراءات لتعويض انخفاض أسعار النفط الذي يخضع لدورة اقتصادية متقلبة بين انخفاض وارتفاع.
وذكر أن دول مجلس التعاون لديها خبرة في التعامل مع هذه الدورات الاقتصادية في أسوأ ظروفها، مشيرا إلى أن هناك إعادة هيكلة لمصادر الموازنات العامة في هذه الدول.
وتضررت دول الخليج، التي تضخ نحو خمس معروض النفط العالمي وتعتمد على العائدات النفطية في تمويل إيرادات موازناتها، من انخفاض أسعار النفط إذ خسرت نحو 500 مليار دولار خلال عام بحسب إحصاءات صندوق النقد الدولي.
ودفع هذا الوضع دول الخليج الست، السعودية وقطر والإمارات والكويت والبحرين وسلطنة عمان، إلى تبني إجراءات تقشفية من بينها خفض الدعم عن مواد أساسية بينها الوقود والكهرباء والمياه.
كما شملت أيضا اللجوء إلى موارد بديلة كزيادة الضرائب وتنويع الاقتصاد بعيدا عن النفط والغاز وخفض الانفاق، وأخيرا ضريبة القيمة المضافة المقرر تطبيقها في دول المجلس في عام 2018.
وتأتي تصريحات الشبلي، بعد توقعات قاتمة أوردها صندوق النقد الدولي في تقريره الدوري حول "آفاق الاقتصاد" في أكتوبر الماضي، حيث ذكر أن العجز المالي في دول المنطقة المصدرة للنفط سيكون "قياسيا" مع عدم توقع تسجيل فوائض سوى بحلول عام 2021 على أن يقتصر ذلك على دول معدودة بينها الكويت والإمارات.
ودعت مديرة الصندوق كريستين لاغارد في الشهر نفسه أثناء مشاركتها في اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لدول مجلس التعاون الخليجي، دعت دول المجلس إلى مواصلة إجراءاتها وإصلاحاتها الاقتصادية.
وقالت لاغارد " أجرت دول المجلس إصلاحات مثيرة للإعجاب على مدار العام الماضي لمواجهة انخفاض أسعار النفط، وتقتضي الحاجة مواصلة هذا التصحيح على المدى المتوسط، وحيثما أمكن، ينبغي تطبيق إجراءات خافضة للعجز بالتدريج"، محذرة من أن دول المجلس تواجه ظروفا صعبة وعجزا سيستمر في المستقبل القريب مع الانخفاض الحاد لأسعار النفط.