القاهرة أول ديسمبر 2016 / بدأتها هواية ثم تحولت إلى تجارة، فحديقة للحيوانات، هكذا تحدث صلاح طلبة عن صيده الحيوانات والزواحف.
وأنشأ طلبة بمجهوده الذاتي حديقة للحيوانات والزواحف بمنطقة أبورواش في مدينة كرداسة بمحافظة الجيزة، جنوب غرب القاهرة، بعد أن اصطاد غالبية حيواناتها.
ويعد هذا النوع من الحدائق قليلا للغاية في مصر، حيث تملك وزارة الزراعة غالبية حدائق الحيوان بالبلاد، بينها الحديقة الأكبر الموجودة بين ميداني الجيزة ونهضة مصر في محافظة الجيزة.
"يوجد في حديقتي حوالي 20 نوعا من الزواحف، وما يتراوح بين 10 إلى 15 نوعا من الحيوانات"، قال طلبة لوكالة أنباء (شينخوا).
وأوضح طلبة أنه اصطاد حوالي 70 % من الحيوانات المصرية الموجودة في حديقته، مثل الثعلب والفنك والحرباء.
وتعمل عائلة طلبة في مجال صيد الحيوانات منذ 200 عام، حيث عمل والده (77 عاما)، وجده الذي توفى عن 110 أعوام، في هذا المجال.
وأضاف طلبة "ورثت هواية صيد الحيوانات أبا عن جد"، لكن إقامة حديقة حيوان كان حلما بالنسبة لي، ونجحت في تنفيذه.
وحصل طلبة على ترخيص من الهيئة العامة للخدمات البيطرية ووزارة البيئة لإقامة الحديقة، بعد أن عاينت أكثر من لجنة الحديقة، لتحديد ما إذا كانت مطابقة من ناحية معايير الآمان والعمالة وأكل الحيوانات أم لا.
وافتتحت الحديقة أمام الجمهور رسميا في 2013، لكن الإعداد لها استمر حوالي خمس سنوات، حسب طلبة.
وانتصف الحديقة قفص حديدي من جزأين على مساحة 180 مترا، حيث يوجد في الجزء الأول أسد كبير، وفي الجزء الآخر لبؤتان.
وأطلق طلبة على الأسد اسم "عُدي" للتعبير عن القوة، وعلى اللبؤتين اسمي " نانسي" و" هيفاء" كنوع من الدلع، وعلق لافتات على القفص بهذه الأسماء.
واشترى طلبة الأسد واللبؤتين من حديقة الحيوان المصرية بـ 45 ألف جنيه، أي 15 ألف جنيه لكل منها.
وقال طلبة " دائما الأسد يحب أن يكون معه قطيع من الإناث وليس أنثى واحدة فقط، لذلك اشتريت اثنتان، لأن القفص لا يأخذ أكثرمن أربعة ".
وتابع " قبل أن توافق حديقة الحيوان المصرية على بيع الأسود الثلاثة أرسلت لجنة إلى حديقتي لمعاينتها والتأكد من تطبيق معايير الآمان بها ".
وأردف " لم اشتر الأسود لوضعها في الحديقة فقط بل للإنتاج أيضا، فالشبل الواحد يصدر بحوالي 10 آلاف دولار ".
واستطرد " وضعت الأسود في وسط الحديقة، حتى ترى الحيوانات كلها، ويكون باستطاعة كل الحيوانات رؤيتها أيضا، فيكون ذلك نوع من القوة والحماية لبقية الحيوانات الضعيفة، بينما هناك حيوانات لا ترى بعضها ".
ويحيط بقفص الأسود أقفاص جميعها من الحديد صغيرة المساحة تمتلئ بالحيوانات والزواحف والطيور، من ضباع وذئاب وقطط برية وقرود وثعالب ونيص وأوز صيني وثعابين وسلاحف وسحالي وغيرها.
وعن كيفية جمع كل هذه الحيوانات، رد طلبة " نحن صياديو حيوانات، ونتركها هنا في الحديقة أو للبيع".
وقال " نحن نخدم أيضا البحث العلمي المصري، وبعنا لكليات العلوم والطب ومراكز الأبحاث ضفادع وفئران وغيره"، حيث بعت لكلية الطب بجامعة عين شمس "حيات سامة" لاستخراج السموم وتصنيع الأمصال، كما بعت لهيئة المصل واللقاح وحدائق الحيوان ثعابين وثعالب وذئاب.
وأوضح أن " الثعلب يباع في مصر بمبلغ يتراوح بين 200 و300 جنيه، والذئب بـ 500 جنيه، بينما يبلغ ثمن الأول عند تصديره 2000 دولار، لكن مصر منعت تصديره خوفا من انقراضه، وهذا خطأ لأن الثعلب يلد ما بين واحد إلى ثلاثة ثعالب في المرة الواحدة سنويا".
وصدر طلبة حيوانات إلى إسرائيل وأمريكا والصين واليابان وتايلاند وألمانيا.
وقال " أكثر دولة صدرت لها حيوانات كانت أمريكا، خصوصا سلاحف وضباب"، كما صدرت لليابان سلاحف وبوم وثعابين، ولهولندا أسد.
وواصل " صدرت في 2014 لألمانيا حوالي ألف حيوان، هم 400 برص و400 سحلية و100 ضفدعة و100 عقرب، بحوالي ثلاثة آلاف دولار".
واعتبر " تجارة الحيوانات الثانية في العالم بعد تجارة السلاح من حيث الربح، وقبل المخدرات، لو هناك استيراد وتصدير".
واستدرك " لكن أي طلب تصدير سوف نقدمه للمسئولين حاليا سيكون الرد هو الرفض، بسبب قرار وزاري من سنة 40، خوفا من انقراض الحيوانات مثل البرص والخنفساء وغيرها".
وحول ما إذا كان هناك إقبالا من الجمهور على زيارة الحديقة، رد طلبة " هناك إقبال بسيط، لأنها أمر جديد عليهم، كما إني أنشأتها في منطقة أبورواش التي تعد منشأ صيد وتربية الثعابين".
ويوجد في الحديقة 10 أنواع من الثعابين، أبرزها ثعبان الأناكوندا، الذي يزن حوالي 40 كيلو جراما، وطوله حوالي 3.5 متر، وعمره 12 عاما.
وباع طلبة ذكر الأناكوندا منذ حوالي شهر ونصف الشهر لشخص سعودي الجنسية.
وواصل " قد يأتى في الشهر 100 فرد فقط لزيادة الحديقة، لكن في الأعياد والمواسم الإقبال كبير، وقد يزورها في العيد حوالي خمسة آلاف فرد".
وعادة ما يكون الإقبال على مشاهدة الأسود وثعبان الأناكوندا الضخم، حسب طلبة.
وأشار إلى أن الحديقة تحقق ايرادات قدرها 200 ألف جنيه سنويا، وتحقق صافي ربح حوالي 150 ألف جنيه سنويا بعد خصم مصاريفها البالغة 50 ألف.
وأقام طلبة الحديقة في الطابق الأرضي من منزله الذي يتألف من ثلاثة طوابق، إلى جانب مساحة كبيرة من الأرض خلف المنزل.
وقال " أنشأت الحديقة في مكان يخصنى، وأنام مع الحيوانات، فلا أضمن أحد من العمال، فلو العامل ترك قفص الأسد مفتوح، وخرج الأسد وقتل أحد، ستغلق الحديقة وسأحاسب".
وتبلغ رسوم دخول الحديقة حاليا خمسة جنيهات، بعد أن كانت ثلاثة فقط.
ورأى طلبة أن " هذا المشروع يحتاج إلى صبر حتي ينجح"، مشيرا إلى أنه بنى أعلى الحديقة كافيه وقاعة للحفلات وقام بتأجيرها لزيادة الايرادات والانفاق منها على أكل الحيوانات.
ويطعم طلبة الأسود من لحوم الحمير، ولا يكفى لحم الحمار الواحد سوى يومين فقط كطعام للأسود الثلاثة.
بينما يطعم القرود والنسانيس باذنجان وخيار وفاكهة.
وكان "نسناس عبالاندي" المستورد من السودان يمزح مع طلبة حين كان يضع له الطعام، لكن المزاح تحول إلى عراك حين أراد طلبة أخذ ابن النسناس بعيدا عنه.
أما قرد البابون الحبشي فكان في قفصه مع زوجتيه، حيث يجعل محبوبته تشاركه الطعام، رافضا زوجته الأخرى.
وفي حين واصل النيص المستورد من الجزائر تقشير وأكل الباذنجان غير عابئ بمن حوله، أخذت أنثاه الحامل نصيبها ودخلت مكانا مخصصا لها خوفا على الحمل.
ويساعد طلبة في تنظيف الحديقة وإطعام الحيوانات زوجته، وأولاده وزوجاتهم، ووالده وزوجته، بما مجموعه سبعة أسر.
إلى جانب حفيدته الطفلة فلة التي ساعدته في تنظيف قفص الثعابين السامة، دون تردد أو خوف.
ولا تقتصر الحيوانات في هذه الحديقة على الأنواع المصرية فقط، إذ أن غالبية الحيوانات بها مستوردة، مثل النسناس المستورد من السودان، والقرد من أمريكا، والقرد البابون من غانا ونيجيريا.
وختم طلبة " أحلم بتوسيع الحديقة لتضم حيوانات من العالم كله، ومستقبلا سوف أضم المبنى الذي نعيش فيه إلى الحديقة، وسوف أخصص طابقا لقسم سموم، وآخر للزواحف، والثالث للطيور".