25 نوفمبر 2016/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ أطلق كتاب" يدا بيد ... قصة قرن من العلاقات الصينية ـ اللبنانية" بعد ظهر يوم 24 نوفمبر الجاري في قصر الأونيسكو ببيروت العاصمة اللبنانية بمناسبة الذكرى الـ 45 لتأسيس العلاقات الديبلوماسية بين الصين ولبنان، بحضور وفد صيني رفيع برئاسة لي شياو لين رئيسة جمعية الصداقة للشعب الصيني مع البلدان الأجنبية، وسفير الصين في لبنان وانغ كيجيان، ورئيسي «مجموعة فرنسبنك» عدنان وعادل القصار. وبهذه المناسبة أيضا عقدت جامعة رنمين معرض كتاب في الجامعة اللبنانية سيتخلله منح الجامعة مجموعة رائعة من الكتب القيّمة.
والكتاب" يدا بيد ... قصة قرن من العلاقات الصينية ـ اللبنانية" من تاليف ، ليو يوان بي ، وو فو قوي، وانغ يان ومترجم من اللغة الصنيية الى اللغة العربية من قبل الدكتورة فايزة سعيد كاب عبارة ،عن قصص وتجارب بعض الشخصيات الصينية واللبنانية المرموقة التي دفعت خلال عقد من الزمن بالعلاقات الصداقة الصينية ـ اللبنانية نحو الافضل . وتعتبر هذه المرة الاولى في التاريخ التي يتطرق فيها الى قصة مائة عام من العلاقات الصداقة بين الصين ولبنان. كما يحمل الكتاب بين صفحاته روح المحبة المتبادلة بين الصينيين واللبنانيين وقصص وتجارب بعض الشخصيات الصينية واللبنانية رفيعة المستوى .
قد يتطرق على اذهان العديد من الناس عند الحديث عن "الشخصيات" بانهم من " المشاهير " أو " النجوم" . والواقع، انهم شخصيات صنعت تاريخ العلاقات الصينية ـ اللبنانية ولعبوا دورا مهما طيلة قرن من التاريخ في تقوية أواصر الصداقة بين البلدين، إذ اتخذ الكاتب هؤلاء نموذجا للاتصالات والتبادلات بين شخصيات من البلدين لاسيما في المجال الثقافي والادبي على مدى قرن من الزمن. كما تناول الكتاب تاثير التبادل الادبي بين دولتين في حضارتين عريقتين في العالم وذات تاريخ طويل يعود لالاف السنين، ومساهمات بعض مشاهير البلدين في المجال الطبي والعسكري والثقافي والتعليمي والاقتصادي والتجاري وغيرها من المجالات الاخرى في استمرار دفع العلاقات بين البلدين .
أن التاريخ الطويل من التبادلات الودية بين الصين ولبنان ولد بلا شك عدد كبير من المشاهير من كلا الجانبين، وما ذكر من الشخصيات في الكتاب مجرد عدد قليل من جنود ضمن جيش كبير ساهم في تنمية العلاقات بين البلدين. وخير مثال، الدكتور جورج حاتم أو بالصينيّة «ما هايدي»، وتعني «ما» حصان و«هايدي» «نعمة من البحار» فخر للصينيين واللبنانيين والعرب والامريكان على مدى قرن من الزمان، ولكن، العديد من الناس لا يعرفون بأن جورج حاتم بطل لا يمكن أن تمحى بصماته في الصين ، حيث خدم في شبابه المجتمع الصيني ، وقدم مساهات خاصة في تحرير الشعب الصيني ، ووقف جنبا الى جنب مع جنود الجيش الاحمر ، واسس علاقات وثيقة وخاصة جدا مع الصين ، وكان أول أجنبي ينضم إلى الحزب الشيوعي الصيني ، وواحداً من الأجانب القليلين الذين حصلوا على احترام وثقة السلطة في جمهورية الصين الشعبية. وبعد تسلمه الحكم ، كرم ماو تسي دونغ الدكتور جورج حاتم بمنحه جنسية صينية وهي أول جنسية تسلمها الصين الى الاجانب، وكان أول عضو في لجنة المؤتمر الاستشارى السياسى الوطني، واللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشارى السياسى الخامس والسادس والسابع للمؤتمر الاستشارى السياسى اللجنة الوطنية، وكان اسمه ضمن أسماء 100 شخصية صينية شاركت في تاسيس الصين الجديدة ، وقال ماو تسه دونغ: "رجل اجنبي تزوج صينية" ، وقال دنغ شياو بينغ :"أن يعيش جورج حاتم في الصين خلال الخمسينيات " ليس سهلا"، وقال لي كه تشيانغ:" الشعب الصيني لن ينساه ابدا".
العديد من نجوم الادب الصيني تسطع في السماء وتضيء لتبعث النور في عديد من مناطق العالم ، وتزدهر ترجماتهم في حديقتهم الادبية بالوان تفوح منها عطور ادبية رائعة. لكن، انجازات عمالقة الادب الصيني ماودون وبينغ شين الكبيرة ومساهمتهم في الارتقاء بالادب الصيني أخفت انجازاتهم في مجال الترجمة، حيث لم يلقى حظهما في الترجمة المعاصرة، وتاريخ ترجمة الادب الصيني، ولطالما تم تجاهل انجازتهما الرائعة وترجمتهما الفريدة والمتميزة. لذلك، يحاول هذا الكتاب المتواضع العودة الى التاريخ وتقديم ولو القليل من الاعتراف والتقدير لماودون وبينغ شين عمالقة الترجمة الصينية واهمية ما قدماه في الترجمة الصينية الحديثة والمعاصرة.
ساهمت شخصيات بارزة في الصين ولبنان عبر التاريخ في إثراء مضامين الحضارة الإنسانية، وهم ثروة روحية ووطنية وروح العصر الحديث . لذلك ، فإن معرفة المشاهير الطريقة الانسب للتعرف على اي دولة او امة.
يتميز الكتاب بتناوله لشخصيات ومشاهير وعمالقة الادب نفخوا روح الصداقة والثقة التى تربط بين الصين ولبنان. ويسعى الكتاب الى احياء ثمرة التبادل بين البلدين عبر التاريخ، لهم بصمات وكتبوا تاريخ الصداقة الصينية اللبنانية، وساهموا في خلق المحبة بين شعبي البلدين ، وروح الوطنية والحب العابر للحدود بين الشعبين. وأحبوا التقارب الصيني اللبناني والعلاقات الابدية بين البلدين ، لانه بالحب فقط يمكن ان تشمس سماء البلدين، ويحول الصداقة بين البلدين رمز للمحبة ، كما سيمنح النهر الأصفر، نهر اليانغتسى، سور الصين العظيم، البحر الأبيض المتوسط، قرية الأرز الطاقة المحبة والإيجابية لقصص الشخصيات.
لقد تناول الكتاب العلاقات الصينية ـ اللبنانية من زاوية مختلفة وجديدة ليبين عمق الصداقة والتعاون المتبادل المنفعة بين البلدين. كما يتضمن الكتاب مقالات قيمة مكتوبة بعناية من قبل شخصيات كبيرة بصماتها واضحة في دعم وتعزيز العلاقات الصينية اللبنانية مثل ليو تشي مينغ و وو تسه شيان سفيران سابقان للصين في لبنان والمحلق العسكري الصيني في لبنان تساو بنغ لينغ وزوجته لو تشانغ يي و السفير اللبناني السابق لدى الصين فريد سماحة ، حيث تكشف قصصهم قوة المحبة بين الشعبين الصيني واللبناني، ونتذوق منها المحبة ونحلق كما الطيور المسافرة لنعيش قرنا من الصداقة القوية والصادقة بين البلدين، و طموحات " الحزام والطريق" لتحقيق التعاون المتبادل المنفعة والفوز المشترك بين البلدين.
ويهدف كتاب》 يدا بيد .. قصة قرن من الصداقة الصينية ـ اللبنانية 《إلى توثيق ولو جزء من التاريخ الطويل من الصداقة الصينية اللبنانية، وتناول الكاتب لقصص شخصيات ثقة منه بأن بعض القصص مهمة تركت آثارا عميقة عبر التاريخ ، وأن قصص الشخصيات ملتزمة بدفع التبادلات الودية الثنائية من أجل تعزيز الدبلوماسية والدبلوماسية العامة في ظل الوضع الجديد، ولا سيما في ظل عملية تنفيذ مفهوم استراتيجية " الحزام والطريق" التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ.
وقد اختار الكاتب هذا التوقيت بذات لنشر الكتاب، حتى يبقى راسخا في قلوب شعبي البلدين. حيث يتطلع الى أن يكون ضمن قائمة مشاهير الصين ولبنان الذين ساهموا عبر التاريخ في ترسيخ روح الصداقة بين البلدين عبر التاريخ ، ويساهم ولو بعمل بسيط من أجل تقديم طاقة ايجابية الى روح المحبة التي تجمع جماهير البلدين ، وأمل أن يلقى هذا العمل المتواضع محبة وعناية اصدقاء الصين.