تقرير اخباري: منتجو النفط على اعتاب اتفاق بعد اجتماع تشاوري في الدوحة

الدوحة 18 نوفمبر 2016 / انتهى اليوم (الجمعة) في الدوحة ، اجتماع غير رسمي ضم أعضاء من منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) ومن خارجها ، وسط تفاؤل كبير وتأكيدات بأن المنتجين باتوا على أعتاب اتفاق لتثبيت الإنتاج قبيل اجتماع فيينا نهاية شهر نوفمبر الجاري.

وقال وزير الطاقة القطري محمد بن صالح السادة اليوم إن الاجتماع التشاوري غير الرسمي عقد اليوم وسط أجواء من التفاؤل بالتوصل الى اتفاق بشأن تثبيت إنتاج النفط وإعادة التوازن لأسواق الطاقة.

وذكر السادة، الرئيس الحالي لأوبك، في تصريحات عقب الاجتماع ، أنه جرى خلاله التطرق إلى جميع القضايا المتعلقة بموضوع تثبيت الانتاج ومن ضمنها مسألة تجميد إيران والعراق لإنتاجهما.

وحضر الاجتماع مندوبون من 11 دولة، تسع من أوبك واثنتان من خارجها، ولم يشارك فيه وزيرا الطاقة العراقي والإيراني حيث مثل بغداد نائب الوزير لشؤون الغاز الطبيعي عاصم جهاد فيما مثل طهران مندوبها في أوبك حسين كاظم.

وتسعى كل من إيران والعراق إلى زيادة إنتاجهما رغم تخمة المعروض النفطي بغية استعادة حصصهما التي تضررت بفعل الحرب والعقوبات.

وكان السادة قد صرح أمس بأن المطلوب من البلدين تثبيت إنتاجهما عند المستويات الحالية في إطار اتفاق أوسع نطاقا للحد من الإنتاج، مشيرا إلى أن هذا الأمر يجري بحثه مع البلدين بالإضافة إلى بحث مختلف الوسائل للتوصل إلى تفاهم مشترك.

وأفادت تقارير اليوم أن الاجتماع تخللته مبادرات طرحت لرأب الصدع بين كبار المنتجين، حيث اقترح مشاركون أن يكون مستوى إنتاج إيران عند 3.92 مليون برميل يوميا، نزولا من مستوى 4- 4.2 مليون برميل يوميا الذي تصر عليه طهران التي تنتج حاليا بين 3.6 و3.7 مليون برميل يوميا بحسب تقديرات أوبك.

وبهذا الخصوص، قال وزير النفط الليبي موسى كوني إن الهدف من الاجتماع كان تقريب وجهات النظر قدر الإمكان، لافتا الى أن جميع المؤشرات تؤكد التوجه نحو التجميد أو تخفيض الإنتاج.

وأفاد كوني في تصريحات عقب الاجتماع، بأنه سيكون هناك اجتماع خلال الأسبوع المقبل للجنة الخبراء للنظر في موضوع حصص الدول المنتجة.

من جانبه، عبر وزير الطاقة الجزائري نور الدين بوطرفة، عن تفاؤل الأعضاء بالمحادثات التي جرت اليوم، مشددا على أنه ستكون هناك توزيعات عادلة بين الدول المنتجة والمصدرة للنفط.

وأوضح بوطرفة للصحفيين أنه تم وضع آليات الهدف منها الوصول إلى مستوى الانتاج الذي تم الاتفاق عليه خلال شهر سبتمبر الماضي بالجزائر عند 32.5 مليون برميل يوميا، مضيفا أن هناك لجنة ستقوم بعملية مراقبة وإدارة حصص الإنتاج.

وذكر أنه تم على هامش اجتماع اليوم عقد محادثات جانبية مع روسيا، حيث تم الاتفاق على أن يكون هناك تنسيق حتى نهاية هذا الشهر للتحكم في كافة الأرقام والمعلومات المتعلقة بتثبيت الإنتاج حتى يتم الخروج بقرار جيد.

وأكد وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك بدوره، أن بلاده وأوبك على وشك التوصل إلى اتفاق بشأن التدابير الرامية إلى استقرار سوق النفط، حيث قال " نحن نتحرك في اتجاه توافقات، أرى أن مواقفنا تتقارب بطبيعة الحال، لهذا السبب أنا واثق أنه بحلول 30 نوفمبر ستتفق أوبك والدول من خارج أوبك".

وأضاف نوفاك "نحن على استعداد للانضمام لاتفاق أوبك، ومستعدون للحد من الإنتاج إلى مستوى معين"، لكنه أشار إلى ان بلاده وأوبك لم تحددا بعد فترة تجميد إنتاج النفط، والبديل الأساسي المقترح هو ستة أشهر مع خيار التمديد.

ووصف المحادثات التي أجراها اليوم بأنها "إيجابية جدا وبناءة جدا"، كما وصف محادثاته مع نظيره السعودي خالد الفالح الذي شارك كذلك في الاجتماع، بالمثمرة.

وكان الفالح قد عبر في تصريحات صحفية أمس عن تفاؤله بأن التوافق الذي تم في الجزائر لوضع سقف للإنتاج سيتم ترجمته إلى سقوف على مستوى الدول وأن يكون الخفض عادلا ومتوازنا بينها.

واتفقت دول أوبك، وعددها 14 دولة، مبدئيا في اجتماعها بالجزائر يوم 28 سبتمبر الماضي على خفض إنتاجها الإجمالي إلى ما بين 32.5 و33 مليون برميل يوميا، وتركت الاتفاق على التفاصيل النهائية لاجتماع فيينا المقرر بنهاية نوفمبر الجاري للبت في سياسة الإنتاج وإبرام الاتفاق بشكل نهائي.