بيروت 23 أكتوبر 2016 / قال أمين عام (حزب الله) حسن نصر الله اليوم (الأحد) الذي يشارك مقاتلو حزبه في المواجهات في سوريا ، ان "الحالة الوحيدة التي تعيدنا الى لبنان هي الانتصار في سوريا".
جاء ذلك في كلمة ألقاها نصر الله عبر الشاشة في احتفال أقامه الحزب بمناسبة ذكرى أسبوع القيادي في الحزب حاتم حمادة الذي كان يقاتل في حلب في سوريا.
وفيما أشار نصر الله إلى "يأس أصاب من أراد إسقاط النظام في سوريا" تحدث عن "الوثائق التي ظهرت وفيها اعتراف أمريكي بدعم السعودية لداعش" .
ولفت الى ان "الايام كشفت ان المعركة في سوريا تهدف الى احداث تغييرات وجودية ديموغرافية وفي الخريطة السياسية للمنطقة وفي تشكيلات الحدود وفي التركيبات الوطنية" مكررا "اننا سنكون حيث يجب ان نكون وسيهزم الظلاميون وستنتصر دماء الشهداء والقادة".
وقال "اننا الحقنا الهزيمة بمشروع الجماعات التكفيرية في العديد من الجبهات وما نتطلع اليه هو الانتصار الحقيقي".
واستنكر كيفية "جلب المسلحين من كل المناطق ومن تركيا التي شنت هجمات على الجيش السوري في حلب وكيف ان العالم كله احتشد في معركة حلب".
واشار الى أنه "سيكون لمعركة حلب تداعيات كبرى في المستوى الاستراتيجي والسياسي وهي معركة مصيرية لكل المنطقة كما معركة الموصل اليوم".
ورأى أن "العراقيين يقفون في موقف وطني وإجماع حقيقي في مواجهة داعش واليوم يقاتلون لتحرير محافظة الموصل وليس مدينة الموصل".
وأسف ل"الموقف التركي الذي أعلن انه يريد تحرير الموصل ويرفض مشاركة الحشد الشعبي وهم عراقيون".
وفي الشأن اللبناني أعلن نصر الله أن كتلة حزب الله البرلمانية ستحضر جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية المقررة في 31 الجاري وستنتخب رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" البرلماني النائب العماد ميشال عون رئيسا.
واعتبر أن اعلان رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري تبنيه لترشيح عون للرئاسة هو "تطور مهم جدا وفتح الباب على مصراعيه امام انجاز الاستحقاق في الموعد المقبل".
وأعلن أن لامانع لدى حزب الله أن يتولى الحريري رئاسة الحكومة قائلا "اننا نقدم تضحية كبيرة جدا عندما نقول بذلك" لافتا إلى أن هذا الموقف "مخاطرة من قبلنا".
أضاف "نحن نريد لهذا الإستحقاق أن ينجز ولا نريد قول أي كلام يزعج أحدا واردنا الإبتعاد عن حسابات الربح والخسارة والنوايا والأهداف".
واشار انه "رغم ان خطاب الحريري لاعلان ترشيح عون كان تصعيديا ضدنا مع ذلك لن اقف عند هذا الموضوع وإن كان لنا حق الرد لأننا نريد ان نأخذ الجانب الايجابي من الخطاب ولأن وضع البلد يحتاج الى الترفع عن الحسابات".
وكان الحريري رئيس أكبر كتلة نيابية في مجلس النواب قد تبنى قبل أيام ترشيح عون المتحالف مع حزب الله والذي يرأس رئيس أكبر كتلة مسيحية برلمانية بعد جولات من المشاورات الداخلية والخارجية الهادفة لإنهاء الشغور الرئاسي المستمر منذ 25 مايو 2014.
واحدث موقف الحريري تداعيات تمثل أبرزها في إعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه وكتلته النيابية لن يصوتا لعون و"سيذهبان إلى المعارضة".
وحول دعم بري لترشيح النائب سليمان فرنجية في حين يبقى حزب الله على دعم عون قال نصر الله "سنذهب الى الجلسة المقبلة متفاهمين ومتفهمين وقد نختلف في التصويت ولكن هذا لن يفسد في الود قضية فنحن لا نريد شيئا لأنفسنا بل نريد مستقبل الوطن".
وأمل ب"الوصول الى استحقاق رئاسي ايجابي يبنى عليه" لافتا "اننا بدأنا جهدا وسنواصله ونريد ان نعمل في ما بقي من وقت متاح حتى يوم الانتخاب لمراكمة الايجابيات وما نتطلع اليه هو انجاز استحقاق رئاسي مطمئن وما نريده هو ان يكون البلد آمنا متماسكا."
وأكد "مواصلة الجهد والتطلع للوصول الى استحقاق رئاسة حيث نستطيع تقريب وجهات النظر".
واشار الى "أن كل ما يجري يمكن مقاربته من خلال الحوار" مؤكدا أن "ليس هناك احد يفكر بعقلية ادارة ثنائية للبلد على اساس مذهبي أو طائفي أو حزبي لأن لبنان لا يمكن أن يدار من خلال أي ثنائية مهما كانت."
وشدد على قوة العلاقة بين حركة امل وحزب الله وقال "اذا كان التحالف بين الطرفين قائما على قاعدة الثقة فان اي خلاف لا ينسف التحالف وأن الحزب كان دائما على نقاش مع حلفائه لحل مسألة الاستحقاق الرئاسي."
ويعاني لبنان من شغور رئاسي منذ 25 مايو 2014 بسبب فشل البرلمان من انتخاب الرئيس له بفعل مقاطعة عدد من الكتل النيابية في مقدمها تكتل عون وكتلة حزب الله ماحال دون تأمين النصاب الدستوري لانعقاد المجلس النيابي لانتخاب الرئيس.