القاهرة 18 أكتوبر 2016 / رأى محللون سياسيون وعسكريون اليوم (الثلاثاء)، أن روسيا تحاول تعزيز تواجدها في المنطقة العربية من خلال البوابة السورية عبر إقامة قاعدة عسكرية دائمة بها، إلى جانب إجراء تدريبات مشتركة مع مصر.
وأعلنت روسيا قبل أيام أنها ستنشئ قاعدة عسكرية بحرية دائمة في ميناء طرطوس السوري.
كما بدأت روسيا السبت الماضي تدريبات عسكرية مشتركة مع مصر، سوف تستمر حتي 26 أكتوبر الجاري، بمنطقة العلمين شمال غرب القاهرة.
وتجري هذه التدريبات عناصر من قوات المظلات المصرية والروسية، وذلك للمرة الأولى.
وقال الدكتور سعيد اللاوندي الخبير في العلاقات الدولية بمركز (الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية)، إن " روسيا ظلت فترة طويلة بعيدة عن المنطقة العربية وتود أن يكون عندها إطلالة على المياة الدافئة فى البحر المتوسط.. روسيا ليست مستعدة أن تتقوقع كما كانت".
واعتبر اللاوندي، في تصريح لوكالة أنباء (شينخوا)، وجود روسيا فى سوريا " أمر مهم لأنها أنقذت سوريا من دمار كان محققا، تشترك فيه الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية".
وأضاف " اعتقد أن هناك حربا باردة جديدة بين روسيا وأمريكا فى سوريا".
وقال إن " روسيا تريد أن تظل دائما فى المنطقة، ولا تبتعد كما حدث من قبل، وتبدى حرصا على أن تكون حاضرة فى الشرق الأوسط، والخلاف بينها وبين الولايات المتحدة موجود خصوصا فى سوريا".
وحول ما إذا كانت روسيا قد طلبت إقامة قاعدة عسكرية فى مصر، أوضح أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أكد أن مصر ترفض إقامة قواعد عسكرية على أراضيها.
من جهته، قال الخبير العسكري اللواء متقاعد طلعت مسلم، إنه " من الطبيعى أن تحاول أى دولة أن تعزز وجودها فى المنطقة العربية ذات الموقع الجغرافي المميز، والتي تطل على البحر المتوسط، وهذا ينطبق على روسيا".
وأضاف لوكالة أنباء (شينخوا) إن " روسيا لها قوات موجودة فى سوريا، وبالتالى عليها أن تعمل على حماية هذه القوات، لاسيما أن سوريا لا تستطيع أن تحمى هذه القوات، وهذا هو الهدف من قرار إقامة قاعدة روسية فى ميناء طرطوس السوري".
وعن مشاركة روسيا في تدريبات عسكرية مع مصر، رأى أن " إجراء مثل هذا التدريب طبيعى، خصوصا أن مصر أجرت تدريبات مشتركة مع دول كثيرة مثل الولايات المتحدة وفرنسا". وتابع إن " إن مصر حصلت على بعض الأسلحة من روسيا وبالتالى تحتاج لدرجة ما أن تحصل على الخبرة من مصدرها، وهو روسيا".
وتعليقا على ما بثه موقع قناة "روسيا اليوم" عن وجود مفاوضات بين روسيا ومصر لإقامة قاعدة عسكرية في أراضى الأخيرة، قال الخبير المصري " نحن نتعامل مع قناة روسيا اليوم أو وكالة أنباء روسيا على أنها جهات صحفية تحاول أن تحصل على أخبار ومعلومات تبثها لكنها ليست دائما دقيقة، وإنما الذى نعتمد عليه هو البيانات الرسمية الصادرة من الدول لأنه فى هذه الحالة تبقي المعلومات صحيحة ودقيقة ".
وواصل " اعتقد أن روسيا لم تطلب إنشاء قاعدة عسكرية فى مصر، لأنها تعلم الجواب منذ البداية، وليس هناك بيان رسمي روسي أو مصري يقول إن موسكو تقدمت بهذا الطلب".
وأردف إن " التجربة تقول إن مصر لا تقبل إقامة قواعد عسكرية (أجنبية) على أراضيها، لكن بالنسبة للتسهيلات العسكرية تقريبا أغلب الدول التى لها علاقات عسكرية مع مصر، ومن بينها روسيا، تحصل على تسهيلات".
وكان موقع قناة روسيا اليوم بث في العاشر من أكتوبر الجاري خبرا بعنوان " محادثات حول قاعدة عسكرية روسية في مصر تطل على المتوسط"، يتحدث عن وجود مفاوضات بين الجانبين لإقامة قاعدة عسكرية روسية في منطقة سيدي براني شمال غرب القاهرة.
لكن الموقع سرعان ما قام بتعديل صياغة الخبر، وجعل عنوانه " مصدر في وزارة الدفاع المصرية ينفي صحة معلومات حول محادثات مصرية روسية لاستئجار قاعدة عسكرية ".
ونقل عن المصدر المصري أن بلاده لم تتلق حاليا أي طلب من روسيا بشأن استئجار منشآت أو قواعد عسكرية داخل الاراضي المصرية، مشيرا إلى أن موسكو سبق أن قدمت طلبا قبل عامين وتم رفضه جملة وتفصيلا.
وأكد المصدر أن منطقة سيدي براني بها منشآت عسكرية حساسة وقواعد عسكرية تابعة للقوات الجوية المصرية يستحيل تأجيرها حتى لدولة صديقة.