بوغوتا 2 أكتوبر 2016 / تواجه الآن عملية السلام في كولومبيا حالة من عدم اليقين بعد تقدم معسكر لا بفارق ضئيل على معسكر نعم في استفتاء وطني عقد الأحد حول قبول أو رفض اتفاق الحكومة مع حركة القوات المسلحة الثورية الكولومبية )فارك(.
وبينما أظهرت أسابيع من الاستطلاعات تفوق معسكر نعم بفارق كبير، تقدم معسكر لا بنسبة 50.2 بالمئة مقابل 49.8 صوتوا بنعم بعد الانتهاء من فرز معظم الأصوات، وفقا للجنة الانتخابية.
وصوتت العديد من المناطق الأكثر تضررا بالنزاع بشكل حاشد دعما للاتفاق، مثل مديرية كاوكا التي أيده 67.4 بالمائة من ناخبيها. غير أن مدينتي ميدلين وبوكارامانغا شهدتا تفوقا واضحا لمعسكر لا ، ما أثر بشكل حاسم على النتيجة النهائية.
وربما تعود نسبة المشاركة الضعيفة 37.4 بالمائة فقط إلى إعصار ماثيو الذي أثار هطول الأمطار بغزارة في المناطق الكاريبية للدولة.
وقد تعالت أصوات مطالبة بتمديد ساعات الاقتراع ، إلا أن الحكومة رفضت.
وتمثل النتيجة لطمة قوية لحكومة الرئيس خوان مانويل سانتوس و"فارك"، اللتين توصلتا إلى اتفاق سلام في شهر أغسطس بعد أربعة أعوام من المفاوضات تم توقيعه في 26 سبتمبر في منتجع كارتاغينا الكولومبي.
وأقر سانتوس بالهزيمة في الاستفتاء الوطني، بيد أنه أكد أن وقف إطلاق النار ما زال قائما.
ويمثل قرار الكولومبيين الصادم انتصارا كبيرا للرئيس السابق الفارو أوريبي الذي قاد حملة نشطة لرفض الاتفاق. وانتقدت الحملة ما اعتبرته حصانة فضفاضة من الملاحقة القضائية لعناصر فارك وطالبت بمعاقبتهم عن جرائمهم.
وقالت ماريا فرناندا كابال، مشرعة حزب الوسط الديمقراطي، لصحيفة ((التيمبو)) اليومية، إن " الكرامة الإنسانية لا يمكن التفاوض عليها. من الواضح أن المبادئ لا يمكن التفاوض عليها. لابد أن يفكروا في الدولة كلها. السلام بدون عدالة ليس سلاما. الدولة لابد أن تفكر مجددا في كيف أن هؤلاء (عناصر فارك) غيرونا جميعا ككلومبيين".
وتشير بيانات من المركز الوطني الكولومبي للذاكرة التاريخية إلى أن الحرب الأهلية التي استمرت 52 عاما خلفت 220 ألف قتيل و25 ألف مفقود وأكثر من 5.7 مليون مشرد في الدولة.
وقدرت دراسة أجراها معهد أبحاث التنمية والسلام الخسائر الاقتصادية للصراع بـ179 مليار دولار أمريكي./نهاية الخبر/