تكريت، العراق 26 سبتمبر 2016 /تقترب القوات العراقية من إعلان محافظة صلاح الدين شمال العاصمة بغداد منطقة محررة من وجود تنظيم داعش الارهابي بعد أن طردت عناصره من مركز بلدة الشرقاط (110 كم) شمال تكريت مركز المحافظة.
ولم يتبق من المناطق التي كان يسيطر عليها تنظيم داعش سوى 11 قرية تشكل الجانب الأيسر لبلدة الشرقاط وهي تحاذي محافظات نينوى وأربيل وكركوك والتي يجري الاعداد لتحريرها خلال الأيام القليلة المقبلة.
وقال اللواء الركن ضامن حميد الجبوري قائد شرطة صلاح الدين لوكالة انباء (شينخوا) أن القوات الأمنية من الجيش وتشكيلات شرطة صلاح الدين والحشد العشائري لأبناء محافظة صلاح الدين نجحوا في تنفيذ أسرع وأنجح عملية للقوات العراقية في مقاتلة عناصر التنظيم الارهابي، ونجحت جميع التشكيلات وبتنسيق كبير بينها وبين القوة الجوية وطيران الجيش من انجاز الأهداف المرسومة لها حسب التوقيتات المعدة لها".
وأضاف الجبوري أن القوات الأمنية أخذت بنظر الاعتبار عاملين مهمين هما سرعة الأنجاز والحافظ على حياة المدنيين الذين فضلوا البقاء في منازلهم وكذلك الحفاظ على المنشأت الخدمية والحكومية في البلدة بهدف استعادة المدينة للحياة الطبيعية فيها بوقت قياسي.
وكان تنظيم داعش الارهابي قد بسط سيطرته على الشرقاط يوم 11 يونيو 2014 بعد يوم واحد من سيطرته على محافظة نينوى وطبق فيها قوانينه الخاصة وقتل بطرق وحشية مختلفة المئات من أبناء البلدة الذين أعلنوا ومنذ البداية رفضهم للتنظيم المتطرف.
من جانبه عبر الأستاذ جمعة اللهيبي التدريسي في قسم الإعلام بكلية الآداب بجامعة تكريت، وهو من أبناء الشرقاط عن الشكر والعرفان للقوات الأمنية التي أنجزت حسب وصفة "أنظف وأسرع عملية لطرد عناصر تنظيم داعش من مدينة عراقية".
وقال اللهيبي "أن عملية استعادة الشرقاط قد أعادت الثقة بين قوات الجيش وبين المواطنين وولدت حالة جديدة من التعاون الذي سيكون عاملا إيجابيا في المرحلة المقبلة لمنع تكرار ظاهرة تنظيم داعش".
وأضاف أن مما يسجل للقوات الأمنية أن العملية لم تشهد تجاوزات ضد المواطنين أو منازلهم أو المنشأت الحكومية ولم يتم تفجير أي منزل أو منشأة حكومية الأمر الذي ولد أرتياحا عاما بين المواطنين من أبناء البلدة والقرى المحيطة بها.
وأشاد اللهيبي بالتعامل الإنساني للقوات الأمنية وخصوصا في موضوع البحث عن عناصر التنظيم الارهابي حيث سارت العملية بكل شفافية وعومل المواطنين جميعا باحترام كبير بعد أن يتم تدقيق أسماء الرجال في الشرقاط لفرز المشتبه بهم وسط تعاون غير محدود من أبناء الشرقاط.
وفي هذا الإطار، أفاد مصدر استخباري طلب عدم كشف عن اسمه أن أجهزة الاستخبارات كانت تحصل على معلومات دقيقة جدا من المواطنين الذين لم يغادروا البلدة وكانوا يزودونها بتفاصيل دقيقة وسريعة عن حركة عناصر التنظيم وعن تسليحهم وحالتهم المعنوية والطرق التي يسلكونها ومصادر تجهيزهم وتموينهم.
وتابع المصدر ان دقة المعلومات التي قدمها المواطنون أفضت إلى عملية عسكرية تعد الأفضل في العمليات العسكرية ضد التنظيم المتطرف على كل المستويات.
من جهته قال المواطن حمد الجميلي من قرية إجميلة الغربية أنه وبمجرد إعلان البدء بتنفيذ العملية العسكرية لطرد عناصر تنظيم داعش من الشرقاط حزم السكان أمرهم وأعلنوا تمردهم على أوامر عناصر التنظيم وطردهم من المنازل التي كانوا يحاولون اغتصابها بالقوة.
ومضى يقول " أن وجود القوات الأمنية على مقربة من البلدة أعطى المواطنين دافعا معنويا كبيرا لطرد عناصر تنظيم داعش بالعصي والهروات متحدين أسلحتهم وبطشهم وجبروتهم".
ووصف الجميلي حالة عناصر تنظيم داعش بالمزرية وقال" كان الرعب واضحا على ووجههم وارتفعت الأصوات فيما بينهم كل يتهم الأخر بتوريطه بالإنضمام إلى التنظيم الارهابي دون حساب ما ستؤل إلية الأمور".
وأضاف لقد تركوا العديد من أسلحتهم وتجهيزاتهم وعبروا نهر دجلة إلى الجهة الأخرى بقوارب صغيرة عند قدوم القوات الأمنية العراقية.
وفي إطار عودة الحياة الطبيعية للشرقاط والقرى المجاورة لها والتي بقي فيها نحو 100 الف مواطن أكد قائد شرطة صلاح الدين أن دوائر الشرطة قد عاودت العمل في مراكزها وبدأت باعادة تنظيم نفسها وسيتم خلال هذا الاسبوع افتتاح دوائر الجنسية والدفاع المدني وكل الدوائر التابعة للشرطة.
وعلى الصعيد نفسه أكد مدير ماء ومجاري صلاح الدين محمد الجبوري أعادة مشروع الشرقاط الكبير للعمل للبدء بضخ المياه الصالحة للشرب للمواطنين الذين حرموا منها منذ مدة طويلة.
الى ذلك قال علي دودح قائممقام الشرقاط (أعلى مسؤول أداري) إن حجم الأضرار في الدوائر والمنازل داخل الشرقاط لايتجاوز ١٠بالمائة، مضيفا ان الجهود متواصلة لاعادة الحياة إلى طبيعتها وتوفير مناخ عيش كريم للعوائل.
ودعا دودح جميع العوائل النازحة من الشرقاط إلى حزم امتعتها والعودة إلى ديارها للمشاركة بعودة الحياة وتنظيف الشوارع وغسل البيوت من اثار التنظيم الارهابي.