بعد تأسيس أول بنك مقاصة لليوان الصيني (رنمينبي) في الولايات المتحدة ودخول الرنمينبي الوشيك إلى سلة العملات الاحتياطية الرئيسية, يكون الرنمينبي قد احرز أحدث انتصاراته على مسار التحول إلى عملة عالمية.
وأعلن بنك الشعب الصيني, البنك المركزي الصيني، يوم الأربعاء الماضي، أنه فوض فرع بنك الصين في نيويورك بتقديم خدمة المقاصة باليوان في الولايات المتحدة، وتعد هذه المرة الأولى التي تؤسس فيها الصين بنكا للمقاصة بعملتها في الولايات المتحدة، لينضم إلى قائمة بنوك مقاصة اليوان في هونغ كونغ ولندن وسنغافورة وتورونتو وغيرها من المدن في الخارج، والتي يتوقع أن تعزز الاستخدام الدولي للعملة.
كما أعلن بنك الشعب الصيني يوم الجمعة الماضي أنه فوض مكتب موسكو بالبنك الصناعي والتجاري الصيني, وهو أكبر بنك في الصين، لتقديم خدمات مقاصة باليوان في روسيا.
وتأتي هذه التحركات قبل أيام من إدراج اليوان في سلة عملات حقوق السحب الخاصة لصندوق النقد الدولي، والذي سيسرى مفعوله ابتداء من اليوم الأول من أكتوبر المقبل، لتصبح العملة الصينية واحدة من عملات الاحتياطي الخمس المصدق عليها من قبل 189 عضوا بالصندوق.
ويشير مسؤولون ومحللون إلى أن هذه التطورات ستزيد من زخم صعود الرنمينبي.
وقال تيموثي أف غايثنر، الرئيس المشترك لمجموعة العمل المعنية بتداول ومقاصة الرنمينبي في الولايات المتحدة، في بيان صحفي، إن "تأسيس بنك مقاصة في الولايات المتحدة من شأنه أن يعزز نمو نشاط الرنمينبي في البلاد ويساعد على استيعاب الزيادة في الحجم والطلب على منتجات وخدمات الرنمينبي".
ووصف سيدهارث تيواري، مدير إدارة الإستراتيجية والسياسة والمراجعة بصندوق النقد الدولي، الإدراج القادم لليوان في سلة حقوق السحب الخاصة "بأنه معلم هام في عملية التكامل المالي العالمي للصين".
ومع النمو الاقتصادي المطرد والعوائد الأعلى للسندات، شهدت الصين اهتماما خارجيا متزايدا باستخدام عملتها والاحتفاظ بسنداتها الحكومية، على الرغم من انخفاض قيمة الرنمينبي مقابل الدولار الأمريكي في الأشهر الأخيرة.
وكان الرنمينبي خامس عملة أكثر استخداما في المدفوعات الدولية من حيث القيمة في يوليو، بحصة بلغت 1.9 في المئة، بزيادة من 1.72 بالمئة في يونيو، وفقا للبيانات الصادرة عن منظمة خدمات المعاملات العالمية (سويفت).
وأشار تشو تشنغ جيون, نائب رئيس قسم الإشراف على السياسة النقدية في بنك الشعب الصيني، إلى أنه بالرغم من أن العملة الصينية قد ضعفت مقابل الدولار، إلا أن مستوى القبول العالمي للرنمينبي آخذ في الارتفاع, ومازالت أصول اليوان تحظى بجاذبية لدى المستثمرين الأجانب.
وأضاف أنه "على الرغم من التغير في اتجاه العملة، لا يزال يتمتع حائزو الأصول باليوان في الخارج بفوائد النمو في الصين".
ولا يزال لدى المستثمرين إيمان قوي بأصول اليوان، بما في ذلك سندات الحكومة الصينية، مع وصول عائد سندات الخزانة الصينية لفترة 10 أعوام إلى ما يقدر بنحو 2.75 في المئة، مقارنة بـ 1.6 -1.7 في المئة لمثل هذه السندات في الولايات المتحدة, وقرابة الصفر لتلك الموجودة في اليابان.
وقال بنك الشعب الصيني في تقرير الشهر الماضي إنه بعد انضمام اليوان إلى نادي عملات حقوق السحب الخاصة، فإن المستثمرين الأجانب سيصبحون أكثر استعدادا للاحتفاط بأصول اليوان.
وأظهرت بيانات صندوق النقد الدولي أن اليوان بلغ نحو 1.1 في المئة من الاحتياطيات الرسمية التي احتفظت بها البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم في نهاية عام 2014. وتوقع تشو تشنغ جون أن تتجاوز النسبة 4 في المئة "قريبا" بعد إدراج اليوان في سلة حقوق السحب الخاصة.
كما توقع بنك ستاندرد تشارترد أنه يجلب الإدراج 6.2 تريليون يوان في صافي مشتريات السندات الداخلية في الصين بحلول نهاية عام 2020.
وفي الشهر الماضي، أصدر البنك العالمي سندات تقومها سلة عملات حقوق السحب الخاصة بقيمة نحو 700 مليون دولار أمريكي في سوق ما بين البنوك الصينية، ليستخدم اليوان لأول مرة كعملة تسوية.
وقال تشو "في المستقبل، لن يصبح اليوان عملة استثمارية واحتياطية عالمية فحسب, بل أيضا عملة عالمية للمعاملات المالية".