مقالة : قادة: الصين تضع مثالا جيدا لتعزيز التنمية المستدامة

بكين 20 سبتمبر 2016 / قال رؤساء منظمات دولية ومراقبون من الخارج أمس بعد ندوة حول التنمية المستدامة في مقرات الأمم المتحدة إن الصين وضعت مثالا ممتازا لتعزيز طريق التنمية المستدامة في البلاد وللعالم كله.

وكان قادة العالم قد تبنوا قبل عام خطة 2030 للتنمية المستدامة برعاية الأمم المتحدة. وتحدد الخطة 17 هدفا للتنمية المستدامة وتهدف لتوجيه العالم للسعي لتحقيق تقدم اقتصادي واجتماعي مع حماية البيئة.

وبهذا الصدد، ترأس رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ الندوة لحشد حكمة العالم لتحقيق اهداف التنمية المستدامة. وكانت خبرة الصين في التنمية المستدامة واسهاماتها ايضا موضوعا ساخنا في الندوة.

الحد من الفقر

بذلت الصين، كأكبر دولة سكانا في العالم، جهودا هائلة وحققت نتائج عظيمة للحد من الفقر وهو الأمر الذي يدعم بشكل قوى تقليص عدد الفقراء في انحاء العالم.

ونجحت الصين الذي تضم اقل من 10 في المائة من الاراضي الصالحة للزراعة في العالم و6 في المائة من المياه الصالحة للشرب في العالم، في توفير الغذاء لـ20 في المائة من سكان العالم. ويعد هذا انجازا كبيرا، وفقا لما ذكر جوزيه جرازيانو دا سيلفا، مدير عام منظمة الغذاء والزراعة بالأمم المتحدة.

وأشادت كريستين لاجارد، رئيسة صندوق النقد الدولي بالصين لقيامها "لتصدرها الرسم البيانى للنمو" حيث ضاعفت البلاد اجمالي الناتج المحلي ودخل الفرد خلال العشرة اعوام الماضية.

وقال مشاريا مونيني استاذ العلاقات الدولية في نيروبي إنه امر ملهم لدول نامية أخرى حيث نجحت الصين في مساعدة ملايين الاشخاص على التخلص من الفقر خلال فترة قصيرة.

مساعدة دول نامية أخرى

وتحملت الصين، كأكبر دولة نامية، مسؤولية دفع الدول النامية الأخرى فى طريق التنمية المستدامة.

وقال جيم يونغ كيم رئيس البنك الدولى إن "الصين تعمق ايضا التعاون الجنوبي الجنوبي لمساعدة دول نامية أخرى على تطبيق خطة 2030 ، بتقديم دعم وتمويل بناء قدرة تكنولوجية.

واتفق معه سعيد تشودهري، مدير مجلس اسلام آباد للشؤون الدولية، مشيرا إلى انه لم يكن هناك اى دولة او جهة مانحة مستعدة للاستثمار فى افريقيا ، ولكن الان "سترى مدارس ومستشفيات وكباري وطرق وبنى أساسية أخرى تم بناؤها بمساعدة الصين في دول افريقية عديدة.

وقال المسؤول إن الصين قامت بتدريب مئات الألاف من المتخصصين من دول مختلفة من اجل تحقيق التنمية المستدامة في الدول النامية.

وفي مجال التجارة الدولية، اتخذت الصين ايضا اجراءات ملموسة لمساعدة شركائها الافارقة. وتمثل واردات الصين من افريقيا حوالي 18 في المائة من اجمالي صادراتها العالمية. وبالاضافة إلى ذلك، منحت الصين اعفاء من التعريفة الضريبية على ما يربو من 400 منتج من افريقيا، 93 في المائة من اجمالي صادراتها إلى الصين، وفقا لما قاله المسؤول.

وأشاد نعمان فارس، محلل سياسي في سوريا بالصين لتقديمها مساعدة للدول التي "تمر بازمات وكوارث طبيعية."

واستشهد بسوريا التي مزقتها الحرب. فقد قدمت الصين العديد من المساعدات للشعب السوري لتخفيف معاناته، حسبما افاد المسؤول.

وخلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ للولايات المتحدة في شهر سبتمبر العام الماضي، اعلنت الصين خطة لتخصيص 20 مليار يوان (3 مليار دولار أمريكي) لمساعدة دول نامية أخرى على محاربة التغير المناخي. ونقل عنه ذلك بامبانج سوريونو رئيس تحرير صحيفة "إينهوا ديلى" في إندونيسيا ليوضح ان الصين دولة كبيرة مسؤولة تسعى لمساعدة دول نامية أخرى على تحقيق التنمية المستدامة بينما تواجه تحدياتها الخاصة.

وقال فونغثيب ارثاكايفالفاتي، نائب الأمين العام للآسيان للمجموعة الاجتماعية الثقافية إن الدول الاعضاء في الآسيان تتطلع للعمل بشكل وثيق مع الصين والامم المتحدة من اجل تطبيق خطة 2030.

محرك ورؤية عالمية

وباعتبارها ثاني اكبر كيان اقتصادي في العالم بمعدل نمو اقتصادي سريع نسبيا، فان خبرة الصين واسهاماتها تلقى تقديرا كبيرا فى العالم الخارجى.

وتحت رئاسة الرئيس الصيني، نسق قادة مجموعة العشرين فى قمتهم التي تم عقدها في مدينة هانغتشو شرق الصين في اوائل هذا الشهر برامج العمل الخاصة بهم مع خطة التنمية المستدامة.

وقال أمين عام الامم المتحدة بان كي مون إن هذه كانت "اول مرة يتم خلالها اتخاذ خطة التنمية المستدامة كخطة عمل رسمية لقمة العشرين،" مضيفا "انني اقدر قيادة الصين ورؤيتها."

وقال جيم يونج كيم إن "الصين تعد لاعبا بارزا في التنمية العالمية، والصين قائدة بصفة خاصة في تطبيق خطة (التنمية المستدامة) 2030، مؤكدا الاستراتيجيات التى تقودها الدولة التى تدعمها مجموعات شراكة لاصحاب مصالح متعددة." وأشارت هيلين كلارك، رئيسة برنامج التنمية للامم المتحدة إلى ان البنك الاسيوي للاستثمار في البنية الاساسية الذي اقترحته الصين وبنك التنمية الجديد التابع لمجموعة بريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا) سيصبحون شركاء مهمين في تمويل التنمية المستدامة.

وقالت كلارك إن "مبادرة الحزام والطريق لديها رؤية لرخاء مشترك وتعاون اقتصادي بين الدول على طول الممرات الاقتصادية الرئيسية التي تربط الصين بالعالم،" مشيرة إلى مبادرة بناء طريق حزام الحرير الاقتصادي وطريق الحرير الملاحي للقرن الـ21 التي اقترحها الرئيس الصيني شي جين بينغ في عام 2013. وتهدف مبادرة الحزام والطريق لبناء شبكة تجارة وبنية اساسية تربط آسيا بأوروبا وافريقيا على طرق الحرير القديمة.

وأضافت المسؤولة "أننا نتطلع للعمل مع الصين لنرى هذه المبادرة الهامة تخدم ايضا كمحرك لدفع خطة 2030."

وقال تشودهري إن "الصين "باعتبارها قوة محركة للنمو الاقتصادي العالمي" أصبحت سوق تصدير متزايد الاهمية للعديد من الدول ومستثمرا رئيسيا في اماكن عديدة في العالم.