تقرير إخباري: نتائج انتخابات برلين تضع ميركل تحت ضغوط شديدة

مُني حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، بزعامة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بثاني إخفاق انتخابي له في أسبوعين، وذلك خلال انتخابات ولاية برلين التي جرت يوم الأحد، ما يسلط الضوء على ازدياد الضغوط تجاه سياسة الباب المفتوح التي تتبعها ميركل لاستقبال اللاجئين.

وتحولت الخسارة التي عانى منها حزب ميركل المحافظ في انتخابات برلين، والتي تأتي بعد الانتخابات التي جرت في أوائل سبتمبر الحالي في ولاية ميكلينبورغ - فوربومرن بشرق البلاد، تحولت إلى حد كبير إلى مكاسب بالنسبة لحزب "البديل لألمانيا" المناهض للهجرة.

وفي انتخابات يوم الأحد، تراجع الدعم لحزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي إلى 17.6 في المائة وذلك من 23.3 في المائة خلال الانتخابات الماضية التي جرت في عام 2011، وهي الأدنى منذ عام 1990، في الوقت نفسه، مكنت 14.2 في المائة من نسبة التصويت حزب "البديل لألمانيا" اليميني، والذي مضى على تأسيسه ثلاث سنوات فقط، من دخول برلمان ولاية برلين، العاشر من بين 16 ولاية في ألمانيا.

وسجل أيضا الحزب الديمقراطي الاشتراكي، وهو أقوى الأحزاب عادة في برلين، تراجعا في الدعم، ليصل إلى أدنى مستوى قياسي له، حيث حصل على 21.6 في المائة هبوطا من 28.3 في المائة، كما أنه من غير المرجح أن يستمر في الائتلاف الحالي مع شريكه الأصغر، حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي.

ومع تبقي عام على إجراء الانتخابات الفيدرالية، فإن هذه النتائج زادت من الضغوط على ميركل، وكذلك مع تنامي الشكوك إزاء استمرار أقوى زعيمة في الاتحاد الأوروبي في منصبها لفترة رابعة.

كما يساهم هذا في تأجيج الخلاف حول سياسة ميركل تجاه اللاجئين بين حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي وشريكه التقليدي في الحكم، حزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي في بافاريا، الذي دعا إلى تحديد سقف سنوي لعدد اللاجئين عند 200 ألف لاجئ، الأمر الذي رفضته ميركل.

ووصف وزير المالية البافاري في حزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي ، ماركوس سويدير، نتائج انتخابات برلين بأنها "دعوة صحوة كبيرة" أخرى.

وقال لصحيفة ((بيلد)) اليومية، إن "الخسائر الفادحة وطويلة المدى للثقة بين الناخبين التقليديين يهدد التكتل المحافظ"، حيث حث على إجراء تغييرات في سياسة ميركل تجاه الهجرة لاستعادة الدعم.

وتستضيف برلين أكثر من 70 ألف من أصل مليون من طالبي اللجوء الذين دخلوا ألمانيا العام الماضي، وذكرت وسائل إعلام ألمانية أن استطلاعا أظهر أن حوالي 22 في المائة من أولئك الذين صوتوا في برلين لصالح حزب "البديل لألمانيا" كانوا يدعمون حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي في انتخابات 2011.

من جانبه، قال مرشح حزب "البديل لألمانيا"، جورج بازديرسكي، لحشد من مناصري الحزب بعد انتخابات يوم الأحد، "من صفر إلى رقم ذو خانتين، هذا شيء فريد من نوعه في برلين، لقد تم التصويت ضد الائتلاف الكبير - ليس بعد على المستوى الوطني، ولكن هذا سيحدث في العام المقبل".

وكان رئيس بلدية برلين، ميشيل مولر، المنتمي للحزب الديمقراطي الاشتراكي، قد حذر قبل الانتخابات من أن أي نتيجة قوية يحققها حزب "البديل لألمانيا" سيتم "النظر إليها في جميع أنحاء العالم باعتبارها علامة على عودة صعود اليمنيين والنازيين في ألمانيا".