طرابلس 18 سبتمبر 2016 / طالبت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا بتجنيب الأعمال التي تلحق الضرر بالبنية التحتية للمنشآت النفطية وذلك بعد تجدد المعارك صباح اليوم " الأحد"بين جهاز حرس المنشآت النفطية التابع لحكومة الوفاق وبين قوات الجيش الليبي المنبثقة عن مجلس النواب والتي كانت قد سيطرت علي المنطقة الأسبوع الماضي .
وشنت قوات حرس المنشآت النفطية - التي انشقت عن سلطات حكومة طبرق وأعلنت قبل شهرين انضمامها لحكومة الوفاق- هجوما علي منطقة الهلال النفطي التي تحوي أهم موانئ النفط في البلاد وذلك في محاولة لاستعادة السيطرة عليها بعد أن تم طردها الأسبوع الماضي من المنطقة من قبل الجيش الليبي الذي تمكن اليوم من صد الهجوم بحسب ما أعلن ناطق باسمة في بيان .
و قال رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفي صنع الله خلال بيان مساء اليوم أطلعت علية ((شينخوا)) " نطلب تجنب الأعمال التي قد تلحق الضرر ببنية بلدنا التحتية الضرورية" ، مؤكدا أن " تعافي بلدنا يعتمد على فتح هذه الموانئ و تدفق النفط منها بكل حرية " .
وكانت تلك الموانئ متوقفة منذ ثلاث سنوات بعد سيطرة قوات حرس المنشآت عليها بقيادة إبراهيم الجضران الذي منع التصدير قبل أن تتمكن قوات الجيش الاسبوع الماضي من السيطرة عليها ما دعا مؤسسة النفط الحكومية لمباركة عملية الجيش وإعلان رفع حالة القوة القاهرة عن تلك الموانئ و استئناف التصدير منها .
و خلال البيان قال رئيس مؤسسة النفط الليبية إن " المؤسسة الوطنية للنفط سحبت اليوم الناقلة المالطية (سي دلتا Seadelta ) التي كانت تستعد لشحن 730 ألف برميل من ميناء رأس لانوف إلى مكان آمن بعيدا عن الميناء كجزء من خطة طوارئ عقب اندلاع جديد لاشتباكات مسلحة بالقرب من الميناء صباح اليوم ".
و أضاف رئيس المؤسسة مصطفى صنع الله " إن هذا إجراء احترازي و مجلس إدارة المؤسسة في حالة انعقاد مستمر مع رؤساء شركاتنا المشغلة في منطقة الهلال النفطي".
وتابع " حسب علمنا لم يتأثر ميناء رأس لانوف نفسه جراء هذا القتال حتى الآن ، إلا أن الوضع متوتر و ستعود العمليات في الموانئ إلى طبيعتها العادية في أقرب وقت ممكن بعد أن نطمئن على استقرار الوضع ".
وتوقع مصطفي صنع الله أن " يتم شحن النفط الخام الذي سيتم تحميله على الناقلة (سي دلتا ) إلى إيطاليا " ، مشيرا إلي أن " الخزان رقم 12 بميناء السدرة والذي كان قد تضرر سابقا خلال القتال الذي جرى في يناير الماضي ولكن لا يزال يحتوي على كمية من النفط الخام شب حريق فيه خلال الساعات الأولى للقتال اليوم ".
و في أول تعليق غربي علي الأحداث اعتبر السفير البريطاني لدي ليبيا بيتر ميليت أن " القتال المستمر حول منشآت الهلال النفطي يضر بمستقبل ليبيا الاقتصادي " مشيرا عبر تغريده له علي صفحة الشخصية علي موقع تويتر إلي أن " صور المنشآت النفطية وهي تحترق تضعف استرداد ليبيا عافيتها ".
وخلال ذات التغريد أكد السفير البريطاني لدي ليبيا دعمه للحوار السياسي بين أطراف النزاع في البلاد، مؤكداً أنه " أفضل طريقة لحل الخلافات يكون من خلال اتحاد الشعب الليبي لبناء بلدهم وليس تدميرها ".
و أغلق إبراهيم الجضران مع مسلحين تابعين له موانئ نفطية كان مكلف بحراستها شرق البلاد في يوليو 2013 الأمر الذي ترتب علية خسائر كبيرة في الموازنة العامة للدولة تقدر ب( 100) مليار دولار بسبب اعتمادها علي بيع النفط الخام كمصدر للدخل .