القاهرة 18 سبتمبر 2016 / بحث مارتن كوبلر ممثل السكرتير العام للأمم المتحدة، رئيس البعثة الأممية للدعم في ليبيا، مع مسئولين مصريين وعرب بالقاهرة، تطورات الأوضاع في ليبيا، وسبل إنجاح العملية السياسية هناك.
وأعرب كوبلر، خلال لقائه اليوم (الأحد) مع السفير طارق القوني مساعد وزير الخارجية المصري للشئون العربية، عن الأهمية التي يعلقها على التشاور مع مصر.
وناقش الجانبان أهم التحديات التي قد تواجه ليبيا في الفترة القادمة على الصعيد السياسي والأمني والاقتصادي، والرؤى المطروحة من أجل تنسيق الجهود الدولية لمساعدة الشعب الليبي، حسبما ذكرت وكالة أنباء (الشرق الأوسط).
واتفقا على حتمية الحل السياسي، وكذا بذل الجهود لإعادة الوحدة بين أبناء الشعب الليبي وإنهاء حالة السيولة الأمنية إلى تستغلها الجماعات الإرهابية.
وأكد القوني تطلع مصر لاستقرار الأوضاع في ليبيا الشقيقة في ضوء الروابط التاريخية، والجغرافية بين البلدين، وأهمية أن تحظى أي حكومة وفاق وطني بتصديق مجلس النواب، مشيدا بالدور الذي يقوم به الجيش الليبي في الحفاظ على استقرار وحماية ثروات البلاد.
كما بحث المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر بالقاهرة مع رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح، تطورات الأزمة الليبية.
وكشف عبد الله العتامنة، المستشار السياسى لرئيس البرلمان الليبي ، أن صالح أكد خلال اللقاء على أن البرلمان مازال ملتزما بعملية الحوار والاتفاق السياسي وتنفيذ بنوده بكل دقة.
وقال العتامنة في تصريح لقناة سكاي نيوز إن رئيس البرلمان الليبي أكد دعم دور الجيش الوطني الليبي وانتصاراته وإبعاده عن أية تجاذبات سياسية ورفض محاولات تغيير لنتائج عملية البرق الخاطف التي سيطر فيها الجيش على الحقول النفطية الليبية.
وأوضح العتامنة، أن من بين تلك الالتزامات التصويت على الاتفاق في البرلمان وإدراجه في إعلان دستوري جديد وكذلك منح الثقة للحكومة حال إقرارها.
وكان أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية قد أبلغ مارتن كوبلر خلال لقائهما أمس بأن المرحلة المقبلة ستشهد انخراطا مباشرا وفاعلا للجامعة العربية في الأزمة الليبية باعتبارها أزمة عربية في الأساس.
ونوه أبو الغيط إلى إقرار مجلس الجامعة العربيةعلى المستوى الوزاري في 8 سبتمبر الجاري استحداث منصب الممثل الخاص للأمين العام المعنى بالوضع في ليبيا، حسبما صرح الوزير المفوض محمود عفيفى المتحدث الرسمي باسم أمين عام جامعة الدول العربية.
وأكد أبو الغيط للمبعوث الأممي أن القرار الصادر عن القمة العربية نواكشوط بشأن الأزمة الليبية يؤيد قيام الأمين العام بما يلزم من اتصالات سعيا وراء التوصل إلى تسوية مناسبة تكفل تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا والحفاظ على وحدتها وسلامتها الإقليمية وحماية أبناء الشعب الليبي من الأخطار التى يواجهونها وعلى رأسها خطر الإرهاب.
وأشار عفيفي إلي أن اللقاء تناول التطورات المهمة التى شهدتها الساحة الليبية خلال الفترة الأخيرة ومستقبل التعامل مع الأزمة في ليبيا بشكل عام.
واستعرض المبعوث الأممي خلال اللقاء نتائج الاتصالات، التى أجراها مؤخرا مع الأطراف الليبية والدولية فيما يتعلق بتنفيذ اتفاق الصخيرات، اتساقا مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، معربا عن تطلعه للحصول على مساندة الجامعة العربية لعمله.
وطالب الأمين العام للجامعة العربية، المبعوث الأممي، بتبني رؤية شاملة لعملية التسوية في ليبيا، وأن تشمل اتصالاته مختلف الأطراف الليبية التى تسعى للحفاظ على وحدة ليبيا وحماية مصالح كافة الليبيين وليس فئة أو فئات بعينها.
كما طالبه بأن يأخذ فى الاعتبار الهشاشة الحالية في الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية بالساحة الليبية، وما لهذه الأوضاع من تأثيرات مباشرة وغير مباشرة على دول الجوار الليبي وعلى منظومة الأمن القومي العربي بصفة عامة.
وأعرب ابو الغيط عن تطلعه لأن يتعاون وينسق المبعوث الأممي بشكل وثيق مع الممثل الخاص للأمين العام للجامعة العربية، متى تم تعيينه، وذلك في إطار محورية ولاية الممثل الخاص والسعي الحالي لتنشيط دور الجامعة العربية في التعامل مع الأزمات التي تمر بها المنطقة العربية، ومن بينها الأزمة الليبية.
من جانبه، أكد المبعوث الأممي أن زيارته إلى القاهرة استهدفت عقد عدة لقاءات مع الامين العام للجامعة العربية ورئيس المجلس الرئاسى الليبي فائز السراج وكذلك رئيس مجلس النواب عقيلة صالح من اجل مناقشة سبل التوصل إلى حل للازمة الليبية ، وحث الجميع من أجل الجلوس على طاولة واحدة لحل الازمة .
وشدد كوبلر، في تصريحات صحفية له، على أهمية سرعة التوصل لحل هذه الازمة ، لا سيما مع الاخطار التى تتعرض لها دول الجوار الليبى ومن بينها مصروإيطاليا وتونس ودول الجنوب والتى تمتد حدودها مع ليبيا ، وما يترتب عليه من الهجرة غير الشرعية.
وأشار في هذا الصدد إلى أن هناك 120 الف شخص عالقين على شواطىء إيطاليا ، كما أن هناك 3 الاف شخص غرقوا وهم فى طريقهم إلى ايطاليا بالبحر المتوسط .
ولفت إلى ضرورة التوصل إلى اتفاقية سلام شاملة ، وأن يتوقف كل ذلك ، ووقف عملية الاتجار بالبشر
ونوه إلى أهمية أن يلعب المجتمع الدولى ، وخاصة دول الجوار و خاصة العربية منها دورا فاعلا لحل الأزمة الليبية ، مشيدا فى هذا الصدد بدور الحكومة المصرية من أجل التوصل إلى حل للازمة الليبية .
وردا على سؤال بشأن وجود اتهامات لكوبلر بالتدخل فى الشئون الداخلية الليبية، قال كوبلر " الامم المتحدة تعمل داخل ليبيا عبر قرارات مجلس الامن ، وهذا عملنا فى الاساس ، وفى هذا السياق نتحدث مع الجميع فى الشرق والغرب والجنوب
وتعاني ليبيا من فوضى أمنية منذ الاطاحة بنظام العقيد معمر القذافي في عام 2011.
وشكلت حكومة وفاق وطني برئاسة فائز السراج بموجب اتفاق وقعه فرقاء ليبيا في الصخيرات بالمملكة المغربية برعاية الأمم المتحدة في 17 ديسمبر الماضي، لكنها لم تحظ منذ ذلك الحين بثقة البرلمان الليبي.
وصوت مجلس النواب الليبي في 22 أغسطس الماضي بعدم منح الثقة لحكومة الوفاق الوطني، وهو الأمر الذي يعيق ترسيخ سلطتها في البلاد.