عموما احياء طريق الحرير من خلال المبادرة التأريخية التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين ينغ في في سبتمبر عام 2013 م خلال جولته في وسط آسيا ومجموعة دول الاسيان في خطاب القاه بجامعة ظارييف في كازاخستان عما اسماه "حزام طريق الحريرالاقتصادي كمبادرة جديدة في السياسة الخارجية للصين ، تهدف الى تعزيز اواصر التعاون الدولي والتنمية المشتركة في مختلف انحاء اوراسيا . ولتوجيه هذه السياسة عرض شي جين بينغ خمسة اهداف محددة ، منها تعزيز التعاون الاقتصادي ، وتحسين سبل ربط الطريق ، وتشجيع التجارة والاستثمار، وتسهيل تحويل العملات، ودعم عمليات التبادل بين الشعوب. وفي الشهر التالي ، في نفس العام ، دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ في خطاب القاه امام البرلمان الاندونيسي الى اعادة انشاء شبكة للممرات البحرية القديمة لخلق "طريق الحرير البحري" اللائق بالقرن الحادي والعشرين من اجل تعزيز الربط الدولي، والبحث العلمي والبئيئ ، وانشطة تربية وصيد الاسماك.
استعرضت يحقق حزام طريق الحرير مزايا عديدة ومهمة والتي تتمثل في تبادل السياسات ، والاهتمام بالانسان والثقافات والحضارات وتنشيط التجارة، والاهتمام بالبنى التحتية ، وتنقل الافراد الى حياة أفضل ، يسعى هذا الطريق الى تحقيق المزايا الخمس التي ذكرت اعلاه ويعمل على احيائها ، ليكون حلقة وصل حيوية واقتصادية بين جمهورية الصين الشعبية والدول العربية ودول اسيا الوسطى بهدف الاستفادة المشتركة والوصول الى الغاية المرجوة والتي تتمثل في تنفيذ العديد من المشروعات الاستراتيجية والاقتصادية تعود بالمنفعة المشتركة لدى الطرفين.وهي مبادرة في تقديري مهمة جدا لانها تحيي تجربة عرفها العالم من قديم الزمان ومالها من ابعاد اقتصادية وثقافية حيث يعود تأريخ طريق الحرير الى القرن الثاني قبل الميلاد، وهو كان عبارة عن مجموعة طرق مترابطة تسلكها القوافل التجارية، بهدف نقل البضائع التجارية بين الصين وآسيا الوسطى وبلاد الفرس والعرب وآسيا الصغرى واوروبا ، وكان من اهم هذه البضائع الحرير والخزف والزجاج والاحجار الكريمة والتوابل والعطور والعقاقير الطبية.
لعب التبادل التجاري دورا اساسيا في نقل المعارف والثقافات بين الحضارات المختلفة ، فانتقلت عبرها الديانات والفلسفات والفنون حتى مطلع القرن السادس عشر الميلادي. أما طريق الحرير البحري فهو كان يمثل مجموعة الطرق التجارية البحرية التي ازدهرت متزامنة مع طريق الحرير البري تقريبا، وكانت تربط بين الصين ومناطق في الخليج العربي وآسيا وافريقيا ومنها الى اوروبا . هذا الطريق يمثل شراكة اقتصادية استراتيجية بين جمهورية الصين الشعبية والدول العربية مما يعمق العلاقات الاقتصادية والثقافية عبر التبادل التجاري مع جمهورية الصين الشعبية النامية والتي تسعى من خلاله العمل مع تلك الدول من اجل تحقيق الاهداف التجارية وتنمية الاقتصاد وترقية البني التحتية التي اصبحت من لوازم الحياة .