تعليق: إقتصاد تايوان قد يدخل "حقبة جليدية"

أظهرت أحدث بيانات قطاع الإقتصاد التايواني بلوغ نسبة البطالة في النصف الأول من العام الحالي 3.89%، وهي أول زيادة منذ 7 سنوات، مايعكس الإنكماش في سوق العمل الناجم عن الركود الإقتصادي. وكانت مراكز الأبحاث بتايوان قد خفضت توقعات النمو الإقتصادي طويل المدى، بعد أن تقلص هذا الرقم إلى أقل من 1% العام الماضي.

الشركات التايوانية لم تعد تثق في الإدارة الجديدة

يعتقد نائب مدير المعهد الصيني للأبحاث الإقتصادية بتايوان، وانغ جيانتشوان، إن تايوان تغرق في "الركود الإقتصادي"، حيث تواجه محركاتها الإقتصادلية الثلاث، (الإستهلاك، الإستثمار، والتصدير)، معضلة النمو. وفي ظل الوضع الإقتصادي العالمي السيء وضغوط تحول الهيكل الإقتصادي الداخلي وغموض العلاقات بين ضفتي المضيق، باتت المكانة الإقتصادية لتايوان أكثر هامشية.

ويرى أستاذ المالية يجامعة دانجيانغ التايوانية، لي ووتشيانغ، أن تايوان في حاجة إلى الإعتماد على الإبتكار لإنعاش إقتصادها، وأضاف ان إعتماد البر الرئيسي على "إنترنت +" في تحفيز الإقتصاد، يستحق التعلم من تايوان.

قبل ذلك، عارضت 7 مجموعات إقتصادية كبرى في تايوان خرق الإدارة الجديدة التوافق على التشاور بشكل أحادي، وعبرت عن غضبها على "وقف التشاور". وقالت وسائل إعلام تايوانية أن الخلاف بين الشركات والإدارة غير مسبوق في تايوان.

في هذا الصدد، قالت صحيفة "الصين اليوم" التايوانية، في تعليق لها بأن الشركات التايوانية لم تعد تثق في الإدارة التايوانية الجديدة. وبعد صعود الحزب الديمقراطي التقدمي إلى الحكم، وأن ماتفعله يفسد ثقة الشركات في الإستثمار وإدارة الأعمال. وجدير بالذكر أن الشركات التايوانية تولي أهمية كبيرة للعلاقات بين ضفتي مضيق تايوان، لكن هذه العلاقات قد دخلت "المواجهة الباردة"، وتشهد المكانة التجارية لتايوان تهميشا متزايدا، وتفقد قوتها التنافسية في تصدير السلع، وهو وضع يقلق الشركات.

الشركات التايوانية لا يمكنها الإستغناء عن البر الرئيسي

من صعود الإدارة الجديدة في تايوان، عملت على دفع سياسة" الإتجاه جنوبا"، متعمدة عزل سوق البر الرئيسي وفتح أسواق جنوب شرق آسيا. لكن أحدث تقرير لبنك 1111 بتايوان أظهر بأن 41% من رؤساء الشركات الذين شاركوا في الإستطلاع لايعرفون ماهي "ساسية الإتجاه جنوبا"، و22% غير متفائلين بها، و19% مازالوا يترقبون، و18% أبدوا دعمهم لها.

وأشار إتحاد الصناعة في تايوان إلى أن الإدارة الجديدة يجب ألا تقحم الإيديولوجيا في التنمية، في ظل دخول العلاقات بين ضفتي مضيق تايوان مرحلة السلام البارد، وعليها الحذر من تهميش مكانة تايوان الإقتصادية، وطالبها بجعل سياسة الإتجاه نحو الجنوب إستمرارا لسياسات التنمية الصناعية وليس بديلا عنها، وقال إن شركات تايوان لايمكنها تجاهل البر الرئيسي في إستراتيجيتها للإنتشار عالميا، وعلى الإدارة الجديدة في تايوان ألا تتعامل بشكل سلبي مع البر الرئيسي.

من جهة أخرى، قال رئيس إتحاد الصناعة التايوانية، شي شنغ شيونغ، إن البر الرئيسي يعد حلقة هامة في مسيرة الشركات التايوانية للإنتشار عالميا، ونصح الإدارة الجديدة بأن تظهر نوايا حسنة للتعاون مع البر الرئيسي في حماية العلاقات بين الضفتين ودفع التعاون الإقتصادي والتجاري بين الجانبين.

تكلفة باهضة لعزل تايوان عن البر الرئيسي 

"تواجه تنمية العلاقات الإقتصادية والتجارية بين ضفتي مضيق تايوان خطر التوقف، ويجعل تايوان تتحول إلى منطقة مهمشة في نظر المستثمرين، ماسينعكس سلبيا على آفاق الإستثمار في الجزيرة. " يقول تانغ يونغ هونغ، مدير مركز الأبحاث الإقتصادية بمعهد تايوان بجامعة شيامن. ورغم أن الإدارة التايوانية الجديدة قد طرحت "مخطط الصناعات الخمسة الكبرى"، إلا أن هذا المخطط قد يفشل بسبب ضعف الدفع الإستثماري.

وقالت صحيفة الصين اليوم التايوانية في مقال متشائم، إن العوامل الخارجية عن المضيق، تضاعف من تدهور البيئة الإستثمارية، ماسيؤدي إلى تراجع مستوى الإستثمارات الخاصة، ويصعب خلق فرص عمل جديدة؛ كما أن تراجع عدد السائحين من البر الرئيسي إلى تايوان خلال النصف الأول من العام الحالي، ستكون له تبعات واضعة على الإقتصاد التايواني، وفي ظل تراجع عدد الوظائف، فإن الإدارة التايوانية الجديدة قد تواجه "حقبة جليدية " على مستوى سوق الشغل.