إن نشر منظومة الدفاع الصاروخي أو منظومة الدفاع الجوي للارتفاعات العالية (ثاد) يعد خطأ خطيرا في السياسات ترتكبه كوريا الجنوبية ومن المتوقع أن يصعد من حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية، حسبما ذكر محلل سياسي روسي.
وقال أوليج بارابانوف من معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "قرار نشر منظومة الدفاع الصاروخي ثاد في كوريا الجنوبية يعد بمثابة استفزاز من الجانب الأمريكي ... فهذه المنظومة لا تقدم أي فوائد إضافية بالنسبة للدفاع في كوريا الجنوبية".
ومن ناحية أخرى، سيعمل نشرها على تصعيد التوتر في شبه الجزيرة الكورية، إذ إنها ستجبر جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية على اتخاذ إجراءات مضادة.
فقد أطلقت كوريا الديمقراطية يوم الأربعاء صاروخين باليستيين، أفادت التقارير بأن أحدهما سقط في المنطقة الاقتصادية الخاصة لليابان. وتعد عملية الإطلاق هذه هي الأحدث وسط وابل من الصواريخ التي أطلقتها كوريا الديمقراطية ومن الواضح أنها تأتي احتجاجا على نشر ثاد في كوريا الجنوبية.
ففي الـ13 من يوليو الماضي، أعلنت سول وواشنطن اتفاقهما على تركيب بطارية لمنظومة ثاد في محافظة سيونغجو بحلول نهاية العام المقبل، حيث ادعيتا أنها تهدف إلى ردع الصواريخ الباليستية الني تطلقها كوريا الديمقراطية.
وذكر بارابانوف أن هذا القرار يقوض العلاقات البناءة بين سول وموسكو، والتي توطدت في السنوات الأخيرة وصمدت أمام اختبار الأزمة الأوكرانية.
وأعربت الصين وروسيا عن معارضتهما الشديدة لنشر ثاد نظرا لقدرة الرادار أكس- باند الخاص بهذه المنظومة على تدقيق النظر داخل أراضي البلدين، وهو ما يشكل تهديدا محتملا للسلام والاستقرار الإقليميين.
وأشارت روسيا في وقت سابق إلي احتمالية نشر وحدات صواريخ في المنطقة الشرقية من البلاد ردا على نشر ثاد.
وقال بارابانوف إن "روسيا والصين لا تريدان جولة جديدة من العسكرة في شبه الجزيرة الكورية وفي منطقة آسيا والمحيط الهادئ... وإن نشر منظومة ثاد لن يؤدى سوى إلى تفاقم القضية النووية لكوريا الديمقراطية".
ويرى أن القرار قصر النظر الذي اقنعت به واشنطن سول سيكون مبررا لقيام بيونغيانغ بتطوير قدراتها النووية في رد فعل "طبيعي جدا وحتى مشروع ".
وبنظرة أوسع، أعرب بارابانوف عن اعتقاده بأن نشر ثاد يتفق مع إستراتيجية واشنطن المتمثلة في إحتواء كل من روسيا والصين، لافتا إلى أن التحركات الأمريكية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ تهدف بصورة عامة إلى كبح الصين.
وأضاف قائلا "ونحن نشهد هذا ليس على الصعيد الاقتصادي فحسب ومنه على سبيل المثال مشروع الشراكة عبر المحيط الهادئ، وإنما أيضا على الصعيدين العسكري والسياسي نظرا لوقوف الولايات المتحدة وراء التوترات الحاصلة حاليا في بحر الصين الجنوبي".
واختتم حديثه بقوله إن نشر ثاد في كوريا الجنوبية يشير إلى سباق جديد للتسلح استهلته الولايات المتحدة.