عقدت آلية التعاون في مقاومة الإرهاب المشكلة بين جيوش أفغانستان، الصين، باكستان وطاجيكستان، إجتماعا على مستوى القادة في 3 أغسطس الجاري، وشارك في الإجتماع رئيس هيئة أركان اللجان العسكرية الصينية، فانغ فنغ هوي ونظرائه في الدول الثلاثة الأخرى. وأعلن الإجتماع رسميا عن تأسيس "الآلية الرباعية".
وتعد هذه آلية التعاون الأمني الأولى من نوعها التي تؤسسها الصين مع جيوش لدول مجاورة، كما تغطي أكثر المناطق حساسية وحاجة للسلام والأمن في آسيا، ولذلك فقد جذبت إهتمام الرأي العام.
وتختلف الآلية الرباعية عن "الحوار الرباعي"، حيث أن الأخيرة مخصصة لدعم محادثات السلام في أفغانستان وتمثل امريكا أحد أعضائها، في حين أن الأولى ستضع إستقرار الوضع الأفغاني على رأس أولوياتها، وستعمل على تعزيز التعاون بين جيوش الدول الأربعة في مقاومة الإرهاب، ودعم الإستقرار في كامل المنطقة.
تعد الصين الدولة الكبرى الوحيدة في هذه اللجنة، لكن الصين لاترغب في أن تكون قائدة لها. ويجمع الدول الأربعة التي تشكل هذه اللجنة تعاون قريب على مستوى محاربة الإرهاب. وتقع الدول الأربعة حول ممر واخان، ووضع مقاومة الإرهاب في أي دولة من هذه الدول سيؤثر على بقية الدول، لذا ستوفر هذه الآلية الفرص الكافية للدول الأربعة لتعزيز أبحاث الإرهاب وتقاسم المعلومات الإستخباراتية.
تجب الإشارة أيضا إلى إختلاف مفهوم الإرهاب بين مختلف دول العالم، وليس بالضرورة ان يكون للدول الإربعة نفس مفهوم الإرهاب. لكن بإستطاعة الدول الأربعة إجراء تعاون قوي في مقاومة الإرهاب، مايعكس المصالح المشتركة بين هذه الدول. ورغم أن أمريكا غير مشاركة في هذه الآلية، لكنها ترغب في أن تخرج من أفغانستان وترى أفغانستان مستقرة، ولذا فهي تثمن الجهود الصينية في دفع الإستقرار بأفغانستان.
تعد طاجيكستان إحدى أعضاء رابطة الدول المستقلة، وتربطها علاقات جيدة مع روسيا، لاتزال أمريكا تحتفظ بآلاف الجنود في أفغانستان، ولذلك فإن هذه الآلية لايمكن أن تكون نتاجا جيوسياسيا، بل هي آلية للتعاون البراغماتي. وعقد أول إجتماع لهذه الآلية الرباعية في مدينة أورومتشي وليس بكين، وفي مختلف الوثائق المتعلقة بهذه الآلية كانت أفغانستان الأولى في الترتيب وليس الصين.
تستهدف هذه الآلية إحدى أهم المناطق الواقعة على مسار مبادرة الحزام والطريق، وتربط الصين علاقات تعاون قوية مع كل من أفغانستان باكستان وطاجيكستان، كما تتوفر لمختلف الأطراف إرادة سياسية كافية، ويبقى السلام والإستقرار هو ماينقص هذه المنطقة، وهذا هو التحدي الرئيسي بالنسبة للصين.
في هذا السياق، قال رئيس مركز دراسات مقاومة الإرهاب التابع للمعهد الصيني للعلاقات الدولية المعاصرة، لي وي، في حوار مع صحيفة "غلوبال تايمز" في 3 أغسطس الجاري، أن اكبر تهديد أمني تواجهه وسط وجنوب آسيا هي قوى الإرهاب في أفغانستان وباكستان المجاورتين للصين وطاجيكستان. وتأتي "الآلية الرباعية" كإجراء فعلي لمواجهة الإرهاب، وتتمتع بأهمية كبيرة في إحتواء التهديدات الإرهابية في المنطقة.