تعليق: الصين والاسيان تثبتان ان السلام الاقليمي يمكن تحقيقه فى ظل الخلافات

بكين 26 يوليو 2016 / فى الوقت الذى اختتم فيه وزراء خارجية الصين ورابطة دول جنوب شرق اسيا اجتماعهم يوم الاثنين فى فينتيان عاصمة لاوس، اثبت المشاركون فى المؤتمر ان هذه الدول، رغم الخلافات والشقاق، ملتزمة بالسلام الدائم فى المنطقة.

وفى وقت سابق هذا الشهر، أنتهكت محكمة تحكيم فى لاهاي القانون باصدارها حكما لصالح مزاعم تتعلق بحقوق غير موجودة للفلبين فى بحر الصين الجنوبي. وفى بيان نشره الوزراء بعد اجتماعهم، لم يتم ذكر حكم المحكمة، ما يظهر التصميم على حل الخلافات بين طرفي النزاع وعدم تصعيد حدة التوتر.

كما رحبت الصين و الاسيان بحل نزاعاتهما الاقليمية والقضائية سلميا عن طريق المفاوضات الودية. وان الصين تؤمن بقوة ان اللجوء الى القوة ليس هو الطريق الى الامام.

كما جاءت هذه النتائج المؤكدة بعد مناقشة غير سهلة، حيث بدأ الوزراء الاجتماع فى وقت كانت فيه الاجواء المحيطة بقضية بحر الصين الجنوبي متوترة. وكان ذلك نتيجة مباشرة لجهود الحكومة الفلبينية السابقة لتدويل نزاعها البحرى مع بكين عن طريق تحرك أحادي الجانب امام محكمة ليس لها أية سلطة قضائية على الامور الخاصة بالسيادة.

وأكدت الصين مجددا موقفها من عدم المشاركة فى التحكيم وعدم قبول الحكم. ومن اجل الاحترام الكامل للقانون الدولي والعدل، لن تعترف مطلقا بالحكم ولن "تجبر" مطلقا على قبوله.

وحث وزير الخارجية الامريكي جون كيري فى اجتماعه مع وزير خارجية لاوس الاسيان على اصدار بيان مشترك حول الحكم الاخير فى قضية بحر الصين الجنوبي، وفقا لما ذكرته وزارة الخارجية الامريكية.

الا انه مع عدم ذكر الحكم غير الصالح، فان البيان لم يستسلم للضغوط التى تهدف إلى تحدي حقوق الصين السيادية فى منطقة اسيا-الباسيفيك وزعزعة علاقات بكين مع اعضاء الاسيان.

والسبب الرئيسى لتجنب الاسيان ذكر حكم المحكمة فى بيانها هو ببساطة ان الكثير من الدول تدرك ان الصين شريكة امنية واقتصادية قوية. وتفهموا ان الوحدة والتعاون أمر ضروري لمواجهة التحديات.

وبالرغم من فشلها فى ممارسة ضغط على الصين فى فينتيان، فان واشنطن تدرك ان اضطراب منطقة اسيا-الباسيفيك او تفسخ العلاقات بين الصين والولايات المتحدة لن ينسجم جيدا مع مصالحها الوطنية الحيوية.

ولهذا السبب فان الرئيس باراك اوباما بعث مستشارة الامن القومي سوزان رايس هذا الاسبوع الى بكين للتأكيد للقيادة الصينية ان نجاح الصين فى مصلحة امريكا وان الدولتين بمقدورهما العمل سويا فى القضايا العالمية الكبرى.

وايضا قبل توجه جون كيرى الى مانيلا للقاء رئيس الفلبين الجديد رودريجو دوتيرتي فى وقت متأخر من اليوم الثلاثاء، أعرب عن الامل فى ان تطوى الصين والفلبين هذه الصفحة ويجريان محادثات حول نزاعاتهما فى بحر الصين الجنوبي.

والان ومع وعد الصين ودول الاسيان العمل من اجل حل الخلافات، يتعين على واشنطن ان تفي بكلماتها وتبقى محايدة فيما يتعلق بقضية بحر الصين الجنوبي. وعلى اية حال، تستطيع الصين وجاراتها إدارة شئونهما الخاصة.