بقلم دينغ تسي،يو يي تشون،يانغ أو،تشانغ تشي ون،مراسلي صحيفة الشعب اليومية
عقدت ندوة مؤسسة بحثية حول بحر الصين الجنوبي والتعاون والتنمية الإقليميين يوم 18 يوليو الحالي في سنغافورة،بمشاركة ما يقرب من 30 خبيرا وباحثا من الصين واندونيسيا وسنغافورة وماليزيا وتايلاند والهند وغيرها من الدول والمناطق الأخرى لبحث آليات وسبل تسوية النزاعات فى بحر الصين الجنوبي والتعاون والتنمية فى هذه المنطقة.حيث يعتقد الخبراء والباحثون الحاضرون ان هيئة تحكيم مختصة فى قضية بحر الصين الجنوبي التي رفعتها الحكومة الفلبينية السابقة بشكل أحادي الجانب تتعارض مع المبادئ الأساسية للقانون الدولي،وحددت موقفها سلفا،وأنشأت قواعد خاصة بها،وتتجاهل الحقائق الأساسية،وأصدرت قرارا سخيفا باطلا.واكدوا على انه يجب على الأطراف المعنية فى بحر الصين الجنوبي استئناف المفاوضات التى تعتبر المسار الصحيح لتسوية النزاعات،والتعاون من أجل تعزيزالتنمية المنطقة.
وألقى تشاو تشي تشنغ،عميد كلية الصحافة بجامعة الشعب الصيني ،والمدير السابق لمكتب الإعلام التابع لمجلس الدولة الصيني،كلمة رئيسية خلال الندوة،قائلا ان قضية التحكيم في بحر الصين الجنوبي تعد مهزلة سياسية بأتم معنى الكلمة تحت عباءة القانون،وهناك أخطاء كبيرة في البرنامج والقانون المعمول به والأدلة التى تستخدمها المحكمة.
وأشار تشنغ يونغ نيان،مدير معهد شرق آسيا بجامعة سنغافورة الوطنية،إلى ان قضية بحر الصين الجنوبي ظلت قضية سياسية وليست مسألة قانونية بسيطة،وأن القانون لم يحل النزاعات الدولية بشكل فعال.ويعتقد بوجد العديد من الاتفاقيات السياسية بين الصين والفلبين،ويمكن للجانبين تسوية القضية من خلال المفاوضات.
وقال لي قوه تشيانغ،نائب مدير مركز أبحاث الحدود الصينية بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية فى المقابلة مع صحيفة الشعب اليومية،ان هيئة مختصة تناولت قضية التحكيم بشأن بحر الصين الجنوبي نبذت انصاف القضاء وعدالته،وحولت القضية إلى "قضاء الدولار".ويرجع تاريخ وجود الشعب الصيني في بحر الصين الجنوبي إلى أكثر من ألفي سنة. وقد اكتشفت الصين جزر بحر الصين الجنوبي ومجالات المياه المعنية وأطلقت عليها أسماءا صينية واستغلتها قبل غيرها، وبدأت ممارسة السيادة عليها وإدارتها قبل غيرها وبشكل مستمر وسلمي وفعال. وان المحكمين قد فقدوا الأخلاقيات المهنية الأساسية،وأصدروا نتيجة سخيفة جدا وغير معقولة.
وأصدرت هيئة تحكيم مختصة فى قضية بحر الصين الجنوبي حكما منحازا أدهش الكثير من الناس.فى هذا الصدد،قال فو كون،عميد معهد أبحاث بحر الصين الجنوبي بجامعة شيامن،ان الحكم أصدر فى حالة عدم قبول الصين وعدم الاعتراف به،ما وضع مثالا سيئا جدا فى المجتمع الدولي.ويتفق مع نفس الرأى أيضا،سواران سينغ،أستاذ الدراسات الدولية فى جامعة جواهر نهرو،مشيرا إلى ان ما يسمى بالحكم لم يكن قرارا حكيما وهو حكم غير موثوق به.وفى الوقع ان هذا الحكم الباطل لن يسهم إلا في تفاقم النزاعات بين الأطراف المعنية.
وفيما يخص تدخل أمريكا واليابان وغيرهما من الدول خارج المنطقة فى التحكيم والتلاعب به،قال هو يي،باحث مشارك فى مركز أبحاث الحدود الصينية بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية،ان هذا السلوك سيضر في نهاية المطاف بمصلحة الدول المحيطة ببحر الصين الجنوبي،والمصالح المشتركة للصين ودول الاسيان،مؤكدا على ان تدخل أمريكا فى القضية سيقوض السلام والتنمية والاستقرار فى المنطقة.
وشدد تشيانغ واناريس،رئيس المعهد الكمبودي للدراسات الاستراتيجية،على واجب الحذر وعدم الوقوع في فخ اللعبة الجيوسياسية،مشيرا إلى أن كمبوديا واضحة جدا بشأن هذه المسألة،ولن تسمح لنتيجة التحكيم ان تقوض العلاقات بين الصين والاسيان.
وقال تشاو تشي تشنغ أيضا،ان العام الحالي يصادف الذكرى الـ 25 لإقامة علاقة الحوار بين الصين والاسيان،مشيرا إلى ان النزاعات فى بحر الصين الجنوبي تعتبر قضية بين الصين وبعض دول الاسيان،وليست قضية بين الصين والاسيان كله.وأكد على ان السلام والاستقرار والتعاون والتنمية فى بحر الصين الجنوبي سيخدم مصالح الأطراف المعنية إلى حد أكبر.
كما اشار وانغ يو تشو،مدير مكتب أبحاث التعاون الاقليمي بمعهد أبحاث آسيا والمحيط الهادئ بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية،إلى ان الدول المعنية ستدرك عاجلا أم آجلا انه بعد تفرق صخب ما يسمى بقضية التحكيم في بحر الصين الجنوبي، عليها ان تعود إلى الحياة الطبيعية،وتبذل الجهود لتحسين معيشة الشعب،الأمر الذى سيتطلب التعاون.
وقال الدكتور أوه أي سون،الأستاذ البارز بمدرسة أس. راجاراتنام للدراسات الدولية بجامعة نانيانغ للتكنولوجيا فى سنغافورة فى مقابلة مع صحيفة الشعب اليومية" ان الصين زعيم التنمية الاقليمية،ويرجع النمو الاقتصادي فى جنوب شرق آسيا فى العقد الماضي إلى الدفع الذي قدمته التنمية الصينية. "،مشيرا إلى ان البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية الذى دفعت الصين لبنائه ومبادرة "الحزام والطريق" التى طرحتها الصين قد لقيا ترحيبا واسعا من قبل دول الاسيان.كما قال واناريس لمراسل صحيفة الشعب اليومية،ان دول الاسيان تريد تعزيز التعاون مع الصين،مؤكدا على ان بناء الصين مجتمع المصير المشترك مع الاسيان مهم جدا بالنسبة للتنمية الاقليمية.