"خريطة أمريكية" تؤكد سيادة الصين على البحر الجنوبي وتفضح المؤامرة

شهد مؤتمر صحفي عقدته وزارة الخارجية الأمريكية يوم الأربعاء الماضي، ما قد يحرج الإدارة الأمريكية ويشير إلى تحريكها لإثارة قضية تحكيم بحر الصين الجنوبي من الكواليس، حيث طرحت صحفية صينية سؤالا على المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر وهي تحمل في يدها خريطة أمريكية قائلة "إنها خريطة نشرتها الحكومة الأمريكية وتحدد تعريف جزيرة تايبينغ بأنها جزيرة وليست شعابا، وهو ما يتعارض مع "الحكم الدولي" الصادر مؤخرا في قضية بحر الصين الجنوبي"، وتابعت كلامها "أود أن أسأل، هل هذه الخريطة تمثل موقف الحكومة الأمريكية؟". وقد حاول تونر الالتفاف والمراوغة في إجابتها على السؤال، في ظل الموقف المحرج الذي واجهه.

في الحقيقة، لم تكون هذه هي المرة الوحيدة التي تتعارض فيها الخرائط التي نشرتها الولايات المتحدة مع موقف البلاد الرسمي، وربما يكون اكتشاف مذهل آخر في مدينة فانكوفر بكندا، بمثابة دليل دامغ آخر على سيادة الصين على بحر الصين الجنوبي.

وعثر مؤخرا على خريطة نشرتها شركة "Rand McNally" الأمريكية العريقة في عام 1947 بمدينة فانكوفر، ما يحرج موقف الولايات المتحدة والفلبين وفيتنام واليابان، وهو أن هذه الخريطة الموثقة والتي نشرتها الولايات المتحدة قد أوضحت بشكل قاطع قبل 70 عاما، سيادة الصين على جزر ناشا وشعابها.

وبالرغم من أن الخريطة قديمة، وليست بالألوان مثل باقي الخرائط الحديثة، إلا أن وصفها لجزر ناشا وشعابها كان مفصلا ودقيقا، ما يظهر بشكل جلي سيادة الصين على بعض الجزر والشعاب. وتكون بعض أسماء المناطق الواردة في هذه الخريطة ملحقة بكلمة "الصين" ومنها شيشا وتايوان، ما يؤكد تبعية هذه المناطق للصين.

وأدرجت هذه الخريطة في كتاب "Collier's World Atlas and Gazetteer" الذي نشر في عام 1947. ويضم هذا الكتاب خريطة أعدتها شركة "Rand McNally" تحت عنوان "خريطة الصين والهند الصينية التابعة لفرنسا وصيام وكوريا". كما يضم الكتاب خريطة ورد فيها ذكر جزر ناشا دون الإشارة إلى اسم الفلبين، حيث تضم الخريطة الصين وفيتنام وتايلاند وبحر الصين الجنوبي.

تجدر الإشارة إلى أن الخريطة أضافت كلمة "الصين" تحت اسم "Paracel Islands" الذي أطلقت الصين عليه اسم جزر شيشا، ما يثبت أن معد الخريطة أدرج جزر شيشا ضمن حدود الصين. كما عالجت منطقة "Formosa" (تايوان باللغة البرتغالية) بنفس الطريقة حيث أضافت كلمتي "تايوان" و"الصين" تحت اسم "Formosa" ما يؤكد سيادة الصين على تايوان.

وكانت الصين والولايات المتحدة من دول الحلفاء في الحرب العالمية الثانية ضد العدوان الياباني، وفي عام 1947 انتهت الحرب العالمية الثانية ولكن لم تبدأ بعد الحرب الباردة. وذكرت الخريطة المنشورة في عام 1947 سيادة الصين على جزر شيشا.

ويعكس إدراج الخريطة لجزر شيشا ضمن حدود الصين السيادية، الموقف الأمريكي الرسمي حينذاك والدعم الأمريكي لسيادة الصين على جزر بحر الصين الجنوبي وشعابها.

تتمتع شركة "Rand McNally" بشهرة واسعة ومصداقية عالية وتاريخ يمتد لأكثر من 100 عام، وكان قد أسسها ويليام راند في عام 1856، وانضم إليها أندرو نالي الذي ذاع صيته بعد سنتين من تأسيسها، ليؤسسا شركة "Andrew McNally" في عام 1868. وحتى الآن لا تزال الشركة الأم "Rand McNally" دعامة أساسية في قطاع ترسيم الخرائط الأمريكي وتحافظ على الصدارة، ولا تزال الحكومة الأمريكية والجيش الأمريكي وغيرهما من الأجهزة السيادية تعتمد على خرائطها في تعاطيها مع القضايا التاريخية.