بقلم /تشانغ نيان شنغ وتشانغ بنغ هوي وتشن لي دان وقاو شي،مراسلي صحيفة الشعب اليومية
عقد منتدى بنك الافكار الصيني والامريكي بشأن بحر الصين الجنوبي في واشنطن يوم 5 يوليو الجاري ، برعاية معهد تشونغ يانغ للدراسات المالية بجامعة الشعب الصينية، والمؤسسة الأمريكية "كارنيغي للسلام الدولي"،وبدعم من معهد بحر الصين الجنوبي ومركز وودرو ويلسون الدولي للباحثين. وشارك في المنتدى 15 عاملا من المؤسسات الاكاديمية الأمريكية الكبرى والدبلوماسيين السابقين لأمريكا وأكثر من 10 خبراء صينيين. ويعتقد الخبراء من الجانبين، ان قضية بحر الصين الجنوبي لا ينبغي ان تصبح عقبة امام العلاقات الصينية ـ الامريكية، ويتعين على الجانبين الاستناد على الحوار لتحقيق التوافق في الآراء والحفاظ على السلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي .
وأشار دي بينغ قو عضو سابق في مجلس الدولة الصينى الى ان الفلبين وغيرها من البلدان الاخرى على مدى عقود قاموا ببناء مشاريع ضخمة بطريقة غير شرعية في جزر ناشا ،وقامت بنشر الأسلحة والمعدات، وأعمال استفزازية باستمرار في بحر الصين الجنوبي. "وحول قضية بحر جنوب الصين، فان الصين بأي حال من الاحوال ليست الجاني ومرتكب الجرائم وانما ضحية تماما."
ويعتقد شاس فريمان مسؤول دبلوماسي أمريكي رفيع المستوى، أن المصالح الصينية في بحر الصين الجنوبي شكلها التاريخ. وأن الصين تتمتع بالسيادة على جزر نانشا والمياه المتاخمة لها في بحر الصين الجنوبي.وفي عام 1945،استعادت الصين بمساندة امريكا، جزر شيشا ونانشا المحتلة من قبل اليابان خلال الحرب العالمية الثانية وفقا لـ" إعلان القاهرة" وإعلان " بوتسدام".
وأعرب فريمان عن أن ما دفع التحكيم من طرف واحد الذي بدأته الفلبين بشأن قضية بحر الصين الجنوبي هو فشل السياسة المحلية والخارجية الفلبينية ومحاولة البعض تجنب الانتقادات الداخلية .
" قال خبراء قانونيون معروفون من اوروبا ودول اخرى أن التحكيم في قضية بحر الصين الجنوبي عملية برمتها غير قانونية." وقال وليام جونز خبير أمريكي في الشؤون الدولية ومدير المكتب التنفيذي لمجلة "المعلومات الاستراتيجية العالمية" بواشنطن ، أن لجوء الفلبين الى التحكيم بمثابة الهروب من التزامات اجراء المشاورات الثنائية مع الصين. وبغض النظر عن نتيجة التحكيم، فإن الهدف منه الضغط على الصين، وجعل الصين التراجع عن طلب سيادتها." هذا ليس لحل المشكلة، وأنما لوضع عقبات امام المفاوضات ،والسعي للحصول على ورقة مساومة."
وقال وو شي تسون رئيس المعهد الصيني لدراسات بحر الصين الجنوبي لمراسل صحيفة الشعب اليومية:" لا اتصور أن الصين ستتنازل عن حقها في قضية بحر الصين الجنوبي". مضيفا، ان الصين لن تقبل ولن تشارك في عملية التحكيم وستدافع بحزم عن سيادتها في بحر الصين الجنوبي، كما أن الصين لن تقدم ن اي تنازلات بشأن القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية.
تختار امريكا في قضية بحر الصين الجنوبي الانحياز ، بالرغم من الادعاءات بأن لا علاقة لها بالقضية ، ما يعرضها لانتقادات كثيرة. ففي الواقع، بعد وقت طويل من انتهاء الحرب،اعترف واحترم الجانب الامريكي سيادة الصين على جزر نانشا. و قال دي بينغ قو:" أن حديث امريكا على انه لا علاقة لها بالقضية الاقليمية هو في الواقع خطوة الى الوراء، وانكار للنظام الدولي بعد الحرب الذى شاركت بنفسها فى بنائه."
ومن جانبه، قال تشو فنغ، مدير مركز الابتكار التعاوني لبحوث قضية بحر الصين الجنوبي في جامعة نانجينغ لمراسل صحيفة الشعب اليومية، أن امريكا ليست من الدول الموقعة على "اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار"،وليست على ساحل بحر الصين الجنوبي، ووقوفها المتكرر لجانب التحكيم في قضية بحر الصين الجنوبي هو محاولة لاضعاف النشاط الصيني في بحر الصين الجنوبي، ووسيلة للضغط على الصين لقبول الاحتلال غير المشروع للعديد من الدول للشعاب والجزر الصينية في بحر الصين الجنوبي والضغط على الحقوق البحري والمصالح الصينية.
قال رون بول عضو سابق في الكونغرس الأمريكي في برنامج حواري" تقرير حر" مؤخرا، أن اثارة امريكا النزاع مع الصين في بحر الصين الجنوبي أمر خطير ومكلف وغير ضروري. وأن ارسال أمريكا سفنا حربية الى المنطقة اجراء مدمر للعلاقات الثنائية، ولا تحل المشكلة من خلال الطرق السلمية لكن التخويف والتهديد للصين.
ويعتقد ميشال سوين زميل في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، أن العلاقات الصينية ـ الامريكية لا يجب أن تتأثر بقضية بحر الصين الجنوبي، وإلا سيكون من الغباء جدا. كما يعتقد ايضا، أنه يجب على الجانبين شرح مواقفهما بشكل اكثر وضوحا،وبناء التوافق في الآراء ، وتجنب الصراع.
وقد القى جون نيغروبونتي، نائب وزير الخارجية الأمريكي السابق خطابا هاما في جلسة الحوار ، مؤكدا أن الصين وامريكا أجرتا تعاونا واسع النطاق في المجال التجاري وتغير المناخ وغيرها من المجالات الاخرى منذ انشاء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، "وينبغي الحرص على نتائج تنمية العلاقات الصينية الامريكية بشكل كاف".