التعاون البراغماتي بين الصين ودول أوروبا الوسطى والشرقية يشهد تقدما كبيرا

بوخارست 18 يونيو 2016 / شهد التعاون العملي بين الصين ودول أوروبا الوسطى والشرقية تقدما جديدا خلال السنوات الأخيرة مع اكتساب آلية "16+ 1" لقوة دفع في ظل مبادرة "الحزام والطريق" الصينية.

وحقق التعاون بين الصين ودول أوروبا الوسطى والشرقية في مجالات مثل القدرة الإنتاجية والنقل وتشييد البنى التحتية والشؤون المالية إنجازات كبيرة بفضل الجهود المشتركة.

وأشار الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال زيارته لجمهورية التشيك في مارس الماضي إلى أنه ينبغي على الصين ودول أوروبا الوسطى والشرقية إعلاء روح الاحترام والمساعدة المتبادلين،والمنفعة المتبادلة والنتائج متكافئة الكسب،والانفتاح والشمولية؛ وينبغي على التعاون بين الصين ودول أوروبا الوسطى والشرقية تحقيق اندماج في التعاون بين آلية "16+ 1" ومبادرة "الحزام والطريق"؛ فضلا عن تطوير العلاقات بين الصين وأوروبا من أجل تقديم إسهامات للتنمية الإقليمية والعالمية.

ومن ناحية أخرى، أبدت دول أوروبا الوسطى والشرقية اهتماما متزايدا بمبادرة "الحزام والطريق"، فاتحة ذراعيها للاستثمارات الصينية وخاصة في مجالي الطاقة وتشييد البني التحتية.

وفي أغسطس من عام 2014، وقعت شركة "تشاينا قتشوبا غروب" عقد هندسة ومشتريات وبناء لوحدة قدرتها 450 ميغاوات بمحطة توزلا للطاقة الحرارية في البوسنة والهرسك.

وفي أواخر عام 2015، وقعت شركة الكهرباء النووية الرومانية الحكومية القائمة على إدارة الطاقة النووية وهيئة الطاقة النووية العامة الصينية مذكرة تفاهم فيما يتعلق بتطوير وحدتين رقم 3 و4 من محطة سرنافودا النووية وبنائهما ووقف تشغيلهما. ويعد هذا حتى الآن أكبر مشروع تعاوني بين الصين ودول أوروبا الوسطى والشرقية.

وأعلنت الحكومة الرومانية في مايو 2016 أن هذا المشروع يمثل أولوية بالنسبة للبلاد .

وفي الوقت الذي يجرى فيه تنفيذ هذه المشروعات التعاونية كبيرة النطاق على نحو مطرد، يتحقق باستمرار تقدم جديد في التعاون البراغماتي بين الصين ودول أوروبا الوسطى والشرقية.

وفي 18 إبريل، وقعت مجموعة خبي الصينية للحديد والصلب اتفاقية قيمتها 46 مليون يورو ( 52 مليون دولار أمريكي) لشراء محطة صلب صربية كانت مملوكة في السابق لمجموعة صلب أمريكية مقرها بيتسبرغ .

وفي 12 مايو، فتحت شركة هوايي الصينية المحدودة لطاقة الرياح مكتبا إقليميا لها في بلغراد، ما كان إيذانا بدخول الشركة رسميا لسوق طاقة الرياح في صربيا ومنطقة البلقان.

وفي 30 إبريل، غادر قطار سريع يقل 41 حاوية محملة عن آخرها بقطع غيار سيارات وأغذية وخمر من كوتنو في بولندا متوجها إلى مدينة تشنغدو الصينية بعد حفلة افتتاح خدمة القطارات السريعة في تشنغدو.

كما شهد التعاون المالي بين الجانبين إنجازات عظيمة خلال السنوات الأخيرة.

وقد أصبحت بولندا بالفعل أحد الأعضاء المؤسسين الـ57 للبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية. وفي وقت سابق من الشهر الجاري، وافقت الحكومة الرومانية أيضا على بدء المحادثات المتعلقة بانضمامها إلى هذا البنك الذي اقترحت الصين فكرة إنشائه.

وفي أواخر مايو، ذكرت الحكومة المجرية أنها دعمت فكرة منح وضع اقتصاد السوق للصين، مضيفة أن التعاون الاقتصادي بين أوروبا والصين يمكن أن يحرز تقدما، ويعد هذا أمرا هاما بالنسبة إلى المجر.

وشهد التعاون السياحي الواعد بين الصين ودول أوروبا الوسطى والشرقية إنطلاق عام للترويج السياحي في أواخر مارس من عام 2015 في العاصمة المجرية بودابست. وأعطت زيادة أعداد الوافدين من السائحين ورجال الأعمال من الجانبين دفعة للرحلات الجوية التجارية التي تقوم بتسييرها شركات طيران صينية من بكين إلى بودابست.

وبالإضافة إلى ذلك، حظى التعاون بين الصين ودول أوروبا الوسطى والشرقية مؤخرا بدفعة على المستوى المحلي.

فمركز الطب الصيني التقليدي بمستشفي جامعة هارديك كرالوف في جمهورية التشيك، الذي أقيم بالتعاون مع المستشفى التابع لجامعة شانغهاي للطب الصيني التقليدي يعكف على تطوير نفسه ليصبح جهازا شاملا يجمع بين البحث والتعليم بالإضافة إلى تقديم خدمات طبية. كما نال مركز مماثل يديره أفراد من مدينة سوتشو بشرق الصين نال شعبية في تولسي برومانيا، ومن المتوقع فتح مركز جديد في بيتستي وفقا لاتفاق وقع مع مقاطعة سيتشوان الصينية.

وعمل قادة محليون من الصين ودول أوروبا الوسطى والشرقية على فتح صفحة جديدة للتعاون في اجتماعهم الثالث الذي عقد يومي الخميس والجمعة في تانغشان بشمال الصين.

ويقول المحللون إن توطيد التعاون بين الجانبين من حيث الحجم والحالة سيساعد الصين ودول أوروبا الوسطى والشرقية على تقاسم فرصهم التنموية بشكل أفضل.